رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ينظر السوريون لقرار عودة دمشق إلى محيطها العربي؟.. سياسيون يجيبون

سوريا
سوريا

بعد مرور ثلاث أشهر على قرار جامعة الدول العربية بـ"عودة سوريا" إلى محيطها العربي، لازالت قضية العودة الحقيقية لدمشق لم تحرك ساكناً، ولازال ينظر السوريون إلى الأمر باعتباره حبراً على ورق.

واعتبر خبراء في تصريحات لـ"الدستور" أن الشروط الموضوعة من قبل الشركاء العرب تحتاج إلى وقت للتنفيذ، بينما تبقى سوريا في أمس الحاجة إلى بدء دعمها العربي والدولي.

تفاؤلاً بالأوساط الشعبية السورية.. هل تحقق؟

في هذا السياق يقول السياسي السوري سلمان شبيب، رئيس  حزب سوريا أولا، إن موجة التعاطف العربي مع سوريا بعد كارثة الزلزال والتي ترجمت بالمساعدات والاتصالات والزيارات، وما أعقبها من إلغاء لتجميد عضويتها  بالجامعة، و دعوة رئيسها وحضوره القمة العربية في جدة، وتبلور كل ذلك بالمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، التي وضحت معالمها بلقائي عمان والقاهرة من خلال خارطة الطريق التي وضعت، وأعلنت من خلالهما كل ذلك قد انعكس املاً وتفاؤلاً بأوساط الشعب السوري.

أضاف شبيب في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "وقد عبر السوريون بمختلف مواقعهم ومواقفهم عن ترحيبهم وحماسهم للمبادرة العربية، وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة،  التي شكلت خشبة خلاص بنظرهم خاصة في ضوء انسداد الأفق امام  العملية السياسية، وغياب اية امكانية لقيام تفاهمات اقليمية او دولية، يمكن أن تخلق حل للازمة السورية المستعصية"، مبدياً أسفه لأنه كل هذه الأجواء الإيجابية والرهانات المتفائلة تبخرت سريعاً نتيجة البرودة والبطء، الذي طبع عملية عودة سوريا إلى الحضن العربي، والتقارير الإعلامية والمعلومات التي تم تداولها عن تعثر المبادرة العربية منذ انطلاقها، والتأخير في بدء عمل لجنة التواصل العربية التي يفترض أن تتابع تنفيذها.

الوضع الداخلي السوري يتفاقم

أردف: "والأهم هو عدم انعكاس عودة سوريا إلى محيطها العربي ايجابياً على الوضع الداخلي السوري، وخاصة بجانبه الاقتصادي بل العكس تماماً، هو ما حدث ازدادت معاناة السوريين وتفاقمت مشاكلهم الاقتصادية والخدمية، وتسارع انهيار العملة الوطنية وتواصلت موجات الغلاء وارتفاع أسعار المواد الأساسية والخدمات الضرورية"، مشيراً إلى أنه لم تظهر اي محاولة او مبادرة جدية لكسر  الحصار المفروض على سوريا.

واعتبر أن الشهور التي أعقبت المبادرة العربية، التي يفترض انها تحظى بقبول، او على الأقل تفهم دولي وخاصة أمريكي، قد حفلت بالقرارات والمواقف التي  تشدد الخناق والضغط على سوريا، وشعبها".
آمال متجددة عقب اجتماع لجنة التواصل العربية

على ناحية أخرى، قال رئيس حزب سوريا أولا، إن عقد لجنة التواصل العربية اجتماعها الأول بالقاهرة منذ أيام، بحضور وزير الخارجية السوري، وما تسرب منه بوجود أجواء إيجابية سادت الاجتماعات واللقاءات التي عقدت على هامشها، مردفاً:" ومع تصريحات وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري،  التي أكد خلالها على استمرار الجهد العربي وجديته لمساعدة سوريا على تجاوز محنتها وحل ازمتها، عادت الآمال السورية من جديد، وارتفعت موجة التفاؤل بالمبادرة العربية مجددت،  بعد فترة من الإحباط وسيطرة مشاعر الخيبة".

دور الدبلوماسية المصرية في إحياء اتفاق عودة سوريا

على صعيد متصل، كشف شبيب عن تداول أخبار مؤكدة، قبل شهر تقريباً من اجتماع القاهرة عن جهود بذلت خاصة من قبل الدبلوماسية المصرية، وأنها نجحت باعادة الحياة الى المبادرة العربية وقربت وجهات النظر بين سوريا وعدد من الدول العربية، حول بنود المبادرة والمنهجية المعتمدة لتطبيقها، متابعاً: "وأن الفترة القادمة ستشهد تعاطي سوري أكثر إيجابية مع المبادرة وبالتالي زخم وفعالية أكثر على خط عودة سوريا إلى الحضن العربي وانعكاس ذلك ايجابياً على الوضع السوري بمجمله".

إجراءات لا تخلو من التعقيدات

من ناحيته، عبر الكاتب والمحلل السياسي السوري يعرب خير بك، عن حالة إحباط لدى السوريين، بسبب الإجراءات المتبعة لتنفيذ اتفاق الجامعة العربية بعودة سوريا، قائلاً: "ينظر السوريون إلى هذه الإجراءات بأنها لا تخلو من التعقيدات والتدخلات الخارجية".

وأكد في تصريحات لـ"الدستور"، أن هناك بعض النقاط التي تتسبب في سوء التفاهم بين الجانبين، ولاسيما فيما يتعلق بالشروط التي وضعت سواء من الدول العربية او الدولة السورية،  مستطرداً: "فهذه الشروط من الصعب تنفيذها بسبب سوء تفاهم حول آلية تحقيقها على أرض الواقع، ولعل النقطة الخاصة بـ"ضرورة عودة اللاجئين" خير مثال.

وتابع: "فالجانب العربي ينظر إليها باعتبارها نقطة يمكن تنفيذها على نحو عاجل، بينما بالنسبة للجانب السوري، ليس من السهل عودة المهجرين إلى مناطق لم يعد باقٍ منها شيء، وعم بها الخراب، وتعاني من سوء الخدمات ونقص المواد الغذائية وغياب المحروقات".

وأشار في هذا الصدد، إلى ان الجانب العربي ينتظر تنفيذ هذا الشرط، بينما الجانب السوري ينتظر دعماً عربياً ودولياً من اجل إعادة إعمار هذه المناطق حتى تصبح مهيئة لاستقبال المهجرين، قائلاً:" من هنا يكمن الخلاف فكل من الجانبين له اولوية مختلفة في تنفيذ الشروط المتفق عليها في الاجتماع الأخير للجامعة العربية".

كما نوه إلى أن الموقف العربي لا يمكن تجزئته، حتى ولو أن بعض الدول تتفق مع الجانب السوري، فهنا لابد من التعامل مع الجانب العربي بشكل مؤسسي يمثله "جامعة الدول العربية"، معبراً عن عدم رضاه عن مواقف الجامعة العربية بشكل عام، باعتبارها لم تتخذ على مدار تاريخها مواقف حقيقية وواقعية حيال الكثير من الأزمات التي تواجه المنطقة العربية.