رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماراثون الدروس الخصوصية يبدأ.. من يحمى أولياء الأمور؟

الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية

تحمل سوسن محمود كل عام، مع اقتراب شهر سبتمبر، همًا بسبب الدروس الخصوصية، والتي تبدأ مبكرًا عن المدارس، وقد ارتفعت مصروفاتها إلى حد بعيد خلال الأعوام الماضية، وبات المدرسون يحاولون التربح فقط من وراء أولياء الأمور والدروس الخصوصية.

تقول: "البيوت كلهم اللي عندهم طلاب بياخدوا دروس خصوصية في معاناة، لأن مش معقول الدروس الخصوصية تبدأ في شهر أغسطس، وفيه منهم اللي عنده رحمة شوية فيبدأ في شهر سبتمبر، لأن المدرسين في المدارس لا يشرحون بما يرضي الله".

وتوضح أنها بدأت مجبرة في حجز الدروس لأبنائها منذ بداية شهر أغسطس الجاري، خوفًا من مرور الوقت وعدم القدرة على الحجز: "العيال ملحقتش تحس بالإجازة، بدأنا الدروس والحصة وصلت إلى 100 جنيه في المادة الواحدة".

وترى سوسن أن مفهوم الدروس الخصوصية قديمًا كان يعني أن الطالب الذي لم يفهم من المدرس في المدرسة في أثناء الشرح فيذهب له في فترة الدراسة لإعطاء درس خصوصي، وليس قبل بدء العام الدراسي بنحو شهر ونصف الشهر.

تشعر سوسن بالعبء المادي بسبب تلك الدروس بشدة، مطالبة بمحاولة تقنين الدروس الخصوصية وبدئها مع بداية العام الدراسي، وأيضًا إتاحة دروس خصوصية في المدرسة، مثل مجموعات التقوية، من أجل إزاحة ذلك العبء المادي عن الطلاب.

طلب إحاطة للحد من الدروس الخصوصية

سوسن هي واحدة ضمن الكثير من أولياء الأمور الذين يعانون من بدء الدروس الخصوصية فى وقت مبكر، وهو ما دفع إحدى عضوات مجلس النواب لتقديم سؤال برلماني إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس المجلس، موجّه لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التربية والتعليم، بشأن انتشار إعلانات الدروس الخصوصية مبكرًا على صفحات التواصل الاجتماعي. 

وقالت النائبة في المذكرة الإيضاحية: "انتشرت منذ فترة كبيرة إعلانات مختلفة عن الدروس الخصوصية للعام الدراسي الجديد قبل الانتهاء من العام الحالي، لا سيما في وقت امتحانات الثانوية العامة".

وحذرت المذكرة من أن هذه الظاهرة تمثل خطورة كبيرة في القضاء على دور المدارس، فضلًا عن الدور نفسه الذي تقوم به مجموعات التقوية التي تقدمها وزارة التربية والتعليم في العديد من المدارس.

أسامة: "هناك ضغط مادى وعبء ذهنى على أولياء الأمور والطلاب"

يؤيد أسامة عادل ذلك المقترح، حيث يوضح أن هناك معاناة لأولياء الأمور بسبب بدء الدروس الخصوصية مبكرًا، رغم الحالة الاقتصادية شديدة الصعوبة التي يمر بها الأهالي: "الدراسة تبدأ في شهر أكتوبر بينما الدروس الخصوصية تبدأ في شهر أغسطس".

ويضيف: "المنهج كله وضعته وزارة التربية والتعليم كي ينتهي في ثلاثة أشهر، وهى مدة الفصل الدراسي، فلا داعي لبدء الدروس الخصوصية قبل ذلك، لا سيما أنهم لا يتوقفون بعد انتهاء الفصل الدراسي ولكن يخترعون مراجعات نهائية طوال السنة بمبالغ ضخمة".

ويرى أسامة أنه لا أحد يفكر في أولياء الأمور والاستجابة لمطالبهم أو رحمتهم من  المصاريف المرتفعة لكل شيء، سواء الكتب الخارجية أو الدروس الخصوصية أو المراجعات النهائية، وأصبح هناك ضغط مادي على أولياء الأمور، وكذلك ضغط ذهني على الطلاب لاستيعاب المناهج في كل تلك المدة.

ويختتم: "لا ندري أيا منها هذا الذي يتم تدريسه في 5 أشهر، في وسط غلاء معيشي ضخم يعيشه أولياء الأمور، والمراحل كلها حاليًا أصبحت تحتاج إلى دروس خصوصية، وهناك بيوت بها أكثر من طالب، كل واحد منهم يحتاج إلى درس خصوصي في كل المواد، وهي معاناة مادية صعبة على الطلاب وأولياء الأمور".