رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شارع المزاج.. "الدستور" تزور قبلة المدخنين فى مصر (صور)

شارع باب البحر
شارع باب البحر

بمجرد مرورك أمام منطقة ميدان رمسيس تحديداً خلف مسجد الفتح، ستجد زحاماً كبيراً في شارع باب البحر الذي يقع بين شارعي كلوت بك وباب الشعرية بسبب بيع السجائر، حيث اشتهر بها الشارع خلال العقود القليلة الماضية.

ومنذ اندلاع أزمة ارتفاع سعر السجائر في الأسواق، تشير أصابع الاتهام دائماً إلى أن تجارة الجملة في هذا الشارع التاريخي هي السبب الرئيسى، لأنهم يعتبرون المصدر الأكبر لبيعها لتجار التجزئة في محافظة القاهرة وضواحيها.

وفي السياق ذاته، تجولت "الدستور" في هذه المنطقة التاريخية للوقوف على الأسباب الحقيقية للأزمة، خاصةً مع تصريحات بعض المسئولين بوجود انفراجة بها وعودة البيع بالأسعار المتعارف عليها، وكانت البداية بالمشي في شارع بين الحارات، الذي يتفرع منه باب البحر، حيث تحول 90% من التجار من بيع المواد الغذائية إلى تجارة بيع السجائر، حيث صادفنا طابورا طويلا أمام محل لتسهيل عملية الشراء.

بالاقتراب من المحل، وجدنا عددًا كبيرًا من الأجولة ممتلئة بالتبغ، وهو المادة الخام للسجائر، حيث لجأ البعض خلال الأزمة الأخيرة إلى بيعه سايب بالكيلو، وتسعيرة التبغ السايب هي 400 جنيه للكيلو المصري و600 جنيه للمستورد، بالإضافة إلى بيع باقي المستلزمات الأخرى.

عبرنا الطريق إلى الجهة المقابلة حيث مدخل شارع باب البحر وبمجرد دخولنا إلى مقدمة الشارع، وجدنا الجميع يبيع السجائر، سواء كانت محلات كبيرة أو صغيرة أو بائعين على الأرصفة، الكل يمارس بيع المنتجات التبغية بمشتقاتها.

فوجئنا بطابور طويل يصطف أمام أحد المحلات الشهيرة ببيع السجائر، لدرجة أننا اعتقدنا للوهلة الأولى أنهم يشاهدون إحدى مباريات كرة القدم، وعندما تحدثنا مع أحدهم ويدعى سعيد، قال: "المحل ده بيبيع السجائر المصرية الخرطوشة بـ240 جنيهًا، وهو سعر مناسب جدًا في أعقاب الأزمة الأخيرة، ويعتبر تنفيذًا للتصريحات التي علمنا بها من قبل المسئولين حول وجود انفراجة جديدة، وأحضر إلى هنا يوميًا للحصول على ما يلزمني من كميات سجائر، خاصةً وأنَّ لديَّ كشكًا في منطقة الوايلي وأبيعها بشكل يومي، خاصةً الأنواع المصرية منها التي أصبحت غير متوفرة خلال الفترة الأخيرة".

ويقول شخص آخر يدعى سراج ينتظر دوره في الطابور للحصول على حصته: "منطقة باب البحر واحدة من أكبر أسواق بيع السجائر على مستوى الشرق الأوسط، وليس مصر فقط والأزمة الأخيرة سببها جشع عدد كبير من تجار الجملة الذين أرادوا التحكم في السوق عن طريق رفع السعر لجني مكاسب مادية هائلة، لكن الحق يقال، خلال الساعات القليلة الماضية، بالتزامن مع تصريحات المسؤولين وتوعدهم بمحاسبة المخالف بكل حزم وردع، انخفضت الأسعار هنا بصورة كبيرة لأكثر من ٢٥٪، وأتوقع مواصلة انخفاضها خلال الأيام المقبلة".

بينما حذر أحد التجار في الشارع، الذي ظل ينادي بصوت عالٍ في المارة، من شراء أنواع السجائر المجهولة مهما كان سعرها، وخاصة الصينية على حد تعبيره، مشيرا إلى أنها تؤدي إلى أمراض عديدة وتسبب الوفاة أيضًا، نظرًا لما تحتويه من مواد خام رديئة لا يعلم أحد مصدرها على حد تعبيره.

وبعدها انتهت رحلتنا داخل هذا الشارع الذي أصبح يتحكم في مزاج عدد كبير من المصريين.