رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بالأربعاء الثامن عشر من زمن السنة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية، اليوم بحلول الأربعاء الثامن عشر من زمن السنة.

وفي هذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية، قالت خلالها: "يا إخوتي، إنّ إيمانكم يعرف حبّة الحنطة تلك التي وقعت في الأرض، تلك الحبّة التي ضاعف عددها الموت. يعرفها إيمانكم لأنّها تسكن في قلوبكم. لا يتردّد أيّ مسيحيّ في الإيمان بما قاله الرّب يسوع المسيح بنفسه. 

ولكن، ما إن تموت تلك الحبّة وتتضاعف، حتّى تُرمى حبوب كثيرة في الأرض. نحن نرى ذلك الحصاد الكبير الذي حصدناه بفضل تلك الحبوب كلّها المنتشرة على الأرض، وهذا مشهد يجلب فرحًا عامرًا إلى قلوبنا، إذا كنّا ننتمي مع ذلك، بفضل الله، إلى مخزن غلاله.

فليس كلّ ما يشكّل جزءًا من الحصاد يوضع في المخزن: فالمطر المفيد والغزير يجعل الحنطة والقشّ ينموان، ولكنّنا لا نكدّسهما مع الحصاد في المخزن. إنّه الآن الوقت المناسب لنا للاختيار... اسمعيني إذًا، أيّتها الحبوب المقدّسة، لأنّ لا شكّ لي في أنّ عددها وفير... اسمعيني، أو بالأحرى، اسمعي من خلالي ذلك الّذي كان أوّل مَن أطلق على نفسه اسم الحبّة الجيّدة. لا تحبّوا حياتكم في هذا العالم. فإذا كنتم تحبّون أنفسكم فعلاً، فلا تحبّوا حياتكم هكذا، وبالتالي ستنقذونها.

"مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا". إنّه هو الحبّة الجيّدة مَن قال ذلك، حبّة الحنطة التي وقعت في الأرض والتي ماتت لتثمر بوفرة. اسمعيه، لأنّ ما قاله قد أنجزه. إنّه يعلّمنا، ويرينا الطريق من خلال مثله.

لم يتعلّق الرّب يسوع المسيح بحياة هذا العالم؛ لقد أتى إلى هذا العالم للتضحية بنفسه، لوهب حياته واسترجاعها متى شاء.. إنّه الإله الحقيقيّ، هذا الإنسان الحقيقيّ، الذي لا خطايا له، أتى ليرفع خطايا هذا العالم، أتى بقوّة كبيرة جدًّا لدرجة أنّه كان قادرًا على القول: "ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي، فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً"