رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تستفيد الدول الفقيرة من اعتماد بوتين الروبل في الصادرات الزراعية؟ (خاص)

رامي القليوبي
رامي القليوبي

قال رامي القليوبي أستاذ زائر بالمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتماد الروبل في الصادرات الزراعية قد يدعم الدول الفقيرة في الحصول على المواد الغذائية الروسية، مشيرا إلى أن القرار يهدف أيضا لتسريع عملية توصيل البنك الزراعي الروسي بنظام “سويفت” المالي الدولي.

وأصدر بوتين، اليوم، مرسوما بسداد ثمن الصادرات الزراعية الروسية بالروبل بدلا من الدولار، على أن يبدأ تطبيق القرار ويدخل حيز التنفيذ في 1 نوفمبر المقبل، كذلك يمكن للمشترين فتح حسابات خاصة مقومة بالروبل أو بعملات معينة في بنوك روسية معتمدة، ثم استخدامها في عمليات تسوية الصادرات الزراعية.

 

أسباب قرار بوتين بشأن الروبل

وأوضح رامي القليوبي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اعتماد الروبل للدفع مقابل الصادرات الروسية ليس الأول فسبق لبوتين أن ألزم في مارس 2022 الدول غير الصديقة لروسيا بسداد قيمة الغاز الروسي بالروبل أيضا، ولكن حينها تم التوصل لحل وسط حيث تم السماح للمشترين الأجانب بفتح حسابات بالعملة الأجنبية في “بنك غازبروم” بالعملة الأجنبية ثم تحويلها للروبل في بورصة موسكو.

وأضاف: “لعل الأمر يتكرر هذا المرة ولكن مع البنك الزراعي الروسي الذي تطالب روسيا بإعادة ربطه بنظام سويفت المالي العالمي حتى تعود إلى صفقة الحبوب وهذا أحد أبرز شروطها”.

 

تداعيات قرار بوتين بشأن الروبل

واعتبر القليوبي، أن قرار بوتين لن يشكل داعما كبيرا للدول الفقيرة لأن عليها الحصول على الروبل أو العملة الأجنبية ثم تحويلها إلى الروبل، ومع هذا هناك مساعي من بعض الدول النامية مثل مصر لاعتماد الروبل. 

وأوضح أن قرار بوتين لن يؤثر على وضع الدولار في الأفق المنظور لأننا نتحدث عن أجزاء بسيطة يشارك بها الروبل عالميا قد تبلغ حوالي 1% من التجارة العالمية، لكن قوة الدولار لا تقتصر على استخدامه في التجارة الدولية فقط وإنما قوة المؤسسات الأمريكية واستقلال الاحتياطي الفيدرالي عن السلطة السياسية وهذا ما يدعم أفق الدولار في السنوات المقبلة. 

وقال الخبير في الشأن الاقتصادي، إن بوتين لجأ إلى هذا القرار لتسريع عملية توصيل البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت المالي، فحتى الآن كل المؤشرات تؤكد أن روسيا لن تعود إلى صفقة الحبوب السابقة حيث إنه لم يتم الوفاء بالشق الخاص بروسيا مثل فتح الأسواق العالمية أمام الحبوب والأسمدة الروسية، لكن ربما يتم التوصل إلى حل وسط أو صفقة حبوب جديدة تراعي مصالح روسيا فهناك زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى تركيا نهاية الشهر الجاري وستركز على الأمن الغذائي وتصدير الحبوب.