رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنا مع الاحتفال بتذكاره اليوم.. من هو فرانز ياجرشتاتر الشهيد

 فرانز ياجرشتاتر
فرانز ياجرشتاتر الشهيد

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم الأربعاء، بذكرى رحيل القديس فرانز ياجرشتاتر الشهيد.

وتزامنًا مع الاحتفال بذكراه اليوم، من هو القديسة فرانز ياجرشتاتر الشهيد

ولد فرانز ياجرشتاتر في 20 مايو عام 1907م في سانت راديغوند بمقاطعة لينز بالنمسا، من أسرة فقيرة تعمل بالزراعة، والده فرانز باشماير وأمه روزاليا. 

وتوفى والده أثناء الحرب العالمية فقامت جدة الطفل إليزابيث هوبر بتربيته تربية مسيحية حقيقية ، وكان الوضع سيء جداً بسبب ما سببته الحرب العالمية الأولى من فقر وآلام كثيرة ومشقة، تلقى فرانز تعليمًا أساسيًا في المدارس المحلية وتفوق في القراءة والكتابة وعاني الكثير بسبب فقره، فتزوجت أمه من المزارع هاينريش ياجرشتاترالذى تبنى الطفل فرانز وقام بالإنفاق عليه. 

وأظهر فرانز اهتماماً كبيراً بالقراءة وخصوصاً الكتب الدينية، وعندما كان شاباً ارتبط بعلاقة عاطفية مع خادمة تعمل بالمزرعة تدعى تيريزيا اور وأثمرت هذه العلاقة بإنجاب طفلاً. وبعد ذلك افترقا بسلام. وطلب منها المغفرة.

 في عام 1933، ورث فرانز مزرعة والده بالتبني. ثم التقى بفرانزيسكا شوانينجر ، وهي امرأة كاثوليكية متدينة بشدة، ووقعا في الحب. 

تزوجا الخميس المقدس، 1936، وبعد المراسم شرعوا في رحلة حج إلى روما، وشكل هذا الزواج المقدس نقطة تحول في حياة فرانز ياجرشتاتر، فأصبح شديد الإيمان، فكان هو زوجته فرانشيسكا يصليا دائما وكان الكتاب المقدس مرجعاً دائما لحياتهما، لقد ساعدا بعضهما البعض في التعمق في الصلاة والحياة الروحية، وكان فرانز يخدم في كنيسة الرعية "سانت راديغوند". وانضم إلى الرهبنة الثالثة الفرنسيسكانية.

وأنجب ثلاثة بنات وهم " روزاليا وماريا والويسيا"، قاما بتربية بناتهما على الإيمان والصلاة والتقوى ومخافة الله، واستدعى للخدمة العسكرية في عام 1940م في الوقت الذي استولى الحزب النازي على السلطة في النمسا وتم تجنيده في الجيش الألماني، وأنهى تدريبه الأساسي، ولكنه أعفي من الخدمة العسكرية بواسطة التصريح الذي يمنح للمزارعين. 

فقد رأى فرانز أن المسيحية والنازية لا يمكن التوفيق بينهما تماما، فرأى الدمار الذي تسببت فيه الحروب وموت كثير من الشباب. وهكذا في 23 فبراير 1943.

 تم استدعاء فرانز مرة أخرى إلى الخدمة العسكرية فرفض الانصياع لأمر التجنيد ورفض أيضا القسم لهتلر، فحاولت والدته وأقاربه والعديد من الكهنة تغيير رأيه، فكانت زوجته فرانشيسكا تأمل في أن تكون هناك طريقة للخروج من هذا المأزق.

 إلا أنها وافقت في النهاية على قراره الصعب الذي يسبب له الموت، فقام فرانز بشرح موقفه فقال أنا كاثوليكي ولا يمكن أن أقاتل الناس الأبرياء من أجل حزب نازي يريد أن يسيطر ويغزو ويستعبد الشعوب فهذا ضد إيماني. فصلى فرانز وطلب النصيحة من الأسقف جوزيف كالاسانز فليسر "أسقف لينز" فخرج من لقاءه مع الأسقف حزيناً للغاية، لأن الأسقف لم يجرؤ على التحدث معه بصراحة لأنه يخاف من الحزب.  

وتم تجنيده مرة أخرى وأبلغ فرانز المؤسسة العسكرية بأنه يرفض أداء الخدمة العسكرية وأنه يرفض القتال من أجل الدولة النازية.

 وأنه لا يمكن أن يكون الأنسان نازياً وكاثوليكياً في نفس الوقت، فيجب علينا أن نطيع وصايا الله، التي تقول أجبب قريبك كنفسك والتي تنهي عن الحرب والقتال، وكان على استعداد أن يخدم في المستشفيات التي تعالج الجنود المصابين، فسجن فرانز احتياطياً لمدة شهرين في لينز وكانوا يعذبونه كثيراً، فكانت زوجته تشجعه على الثبات لكي لا يفقد إيمانه في هذه الظروف الصعبة. وفى السادس من شهر يوليو عام 1943 حكم على فرانز بالإعدام بتهمة رفض الانصياع للأوامر العسكرية، فجرد من اهليته للخدمة في الجيش ومن حقوقه المدنية أيضا. 

فقد علم إنه قبل عام أعدم كاهناً نمساوياً لأنه رفض أداء الخدمة العسكرية وله نفس قناعاته، أعطت هذه الأخبار الدعم الروحي والراحة لفرانز. وكان أثناء سجنه يطلب دائما التناول من القربان المقدس ويقوم بقراءة الكتاب المقدس وكان يضع بجانبه صوره بناته.

 وفي 9 أغسطس عام 1943م تم إعدامه بالمقصلة في سجن براندنبورغ-جوردن. كان عمره 36 سنة. فتم تطويبه في القداس الاحتفالي أقامه الكاردينال خوسيه سارايفا مارتينز في لينز، النمسا يوم 26 أكتوبر عام 2007.

فرانز ياجرشتاتر نبي ذو رؤية عالمية وبصيرة نافذة إنه مثال ساطع في إخلاصه لصوت ضميره، ومدافع عن اللاعنف والسلام، وصوت تحذير من الأيديولوجيات، وشخص مؤمن كان الله حقًا جوهر حياته ومركزها. تستند شهادته النبوية للحقيقة المسيحية إلى تحليل واضح وجذري وبعيد النظر لبربرية النظام اللاإنساني والملحد للنازية، وأوهامها العرقية، وأيديولوجيتها للحرب وتأليه الدولة.

 قاده ضميره المثقف الناضج إلى قول "لا" حازمة للنازية وتم إعدامه بسبب رفضه المستمر لحمل السلاح كجندي في حرب هتلر".