رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هنا جزيرة بربر"| مصيف ساحر وتزلج على الرمال لأهالى أسوان.. والتكلفة "على قد الإيد"

جزيرة بربر
جزيرة بربر

تتعدد الجزر النوبية المطلة على ضفاف نهر النيل مباشرة، وتعتبر جزيرة «بربر» النوبية أشهرها وأكثرها تفضيلًا لدى العديد من أهالى أسوان خلال العطلات الصيفية، ويعدونها مصيفًا بديلًا عن السفر إلى المدن الساحلية المعروفة، للاستمتاع بالإجازات رفقة أسرهم.

ويحرص المئات من أهالى أسوان على التوجه إلى جزيرة «بربر» النوبية خلال العطلات الصيفية والإجازات الأسبوعية، للاستمتاع بقضاء أوقات مميزة رفقة أطفالهم وأسرهم على ضفاف النيل، ما يسهم فى التخفيف من الموجة الحارة التى تمر بها البلاد خلال الفترة الأخيرة، وذلك نظرًا لموقع الجزيرة المميز جدًا وسط النيل، فى منطقة ذات منسوب منخفض، يُمكن الزائرين من السباحة فى مياه النيل.

وفى ظل الإقبال الكبير حرص الكثير من شباب أسوان على تأسيس مشروعات صغيرة فى جزيرة «بربر»، ما أسهم بشكل كبير فى تهيئتها كمصيف بديل عن المدن الساحلية المعروفة، خاصة لمن لا يملكون إمكانات مادية للسفر لقضاء العطلة خارج المحافظة.

«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من مؤسسى هذه المشروعات الصغيرة فى جزيرة «بربر».

صاحب كافتيريا: نستقبل 400 شخص يوميًا.. وزيادة الإقبال آخر الأسبوع

يملك محمد زمالك، الشهير بـ«حمو»، مشروعًا صغيرًا مميزًا فى جزيرة «بربر»، عبارة عن «كافتيريا» على الطراز النوبى، من خلال استخدام مجموعة مظلات مصنوعة من خوص النخيل، ومصاطب بألوان مبهجة، تعكس بوضوح الطابع المميز للنوبة، ما جعلها قبلة جاذبة لكثير من الزوار.

وقال «حمو»: «نستقبل أعدادًا كبيرة من الزوار تتخطى المئات يوميًا، جاءوا خصيصًا لقضاء عطلتهم الصيفية، وتتضاعف هذه الأعداد أيام الخميس والجمعة والسبت على وجه التحديد»، مشيرًا إلى أن موقع الجزيرة وسط النيل وغيره من المقومات الطبيعية جعلها قبلة لجميع أهالى أسوان، ومصيفًا بديلًا يلائم إمكاناتهم، خاصة مع وجوده فى نفس مكان إقامتهم.

وأضاف: «جزيرة بربر تضم أكثر من نشاط ترفيهى للأهالى، يسهم فى توفير أجواء مصيف مميزة، سواء الاستحمام فى مياه نهر النيل، أو الجلوس فى مكان تحاوطه الرمال، ما يساعد الزوار فى قضاء يوم شبيه بالمصايف، لكن فى مكان قريب داخل أسوان نفسها».

وعن مشروعه الخاص، قال «حمو» إنه أسسه رفقة ١٢ شخصًا من أفراد أسرته، وبدأ العمل فيه قبل ١٢ عامًا، واختار جزيرة «بربر» له بسبب ما تتمتع به من مقومات طبيعية، ووقوعها على ضفاف نهر النيل مباشرة، ما يجعلها مثل أى شاطئ ساحلى.

وأضاف: «فى البداية كان المشروع عبارة عن مكان مخصص للجلوس، ويضم مظلات من النخيل، ثم تم تزويده بدورات مياه وغرف لتبديل الملابس، إلى جانب تقديم مختلف المأكولات والمشروبات، حتى يستطيع الأهالى الحصول على جميع طلباتهم، ما يسهم فى قضاء يوم مميز على جزيرة نيلية تحيطها المناظر الطبيعية من كل جانب».

وأشار إلى أنه «نظرًا لوقوع جزيرة بربر النوبية وسط النيل، لا بد من استقلال مركب نيلية للتوجه إليها، وبعض الأهالى المتوافدين يطلبون منا توفير مركب بمقابل مادى معين، بينما يوفره البعض الآخر بمعرفتهم».

وأفاد بأن «الكافتيريا» الخاصة به تبدأ العمل فى الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساءً، علمًا بأن الأهالى يبدأون التوافد على المكان فى العاشرة صباحًا، كاشفًا عن أن رسوم الدخول تبلغ ١٠ جنيهات للفرد الواحد.

وقال «حمو» إن جزيرة «بربر» تعتبر من أشهر الجزر النوبية المفضلة لدى الأهالى، وشاطئها يستقبل عددًا كبيرًا جدًا منهم فى العطلات الصيفية، بجانب رحلات الكليات المختلفة فى فصل الصيف، وحفلات الـ«FUN DAY» للطلاب فى الشتاء، كما أن العديد من السائحين يأتون إليها للاستجمام وتناول مأكولات ومشروبات أثناء توجههم فى جولات نيلية. 

وأكد أن شاطئ جزيرة «بربر» آمن جدًا، ويستطيع الأهالى النزول للاستحمام فى مياه نهر النيل بكل أمان، مبينًا أن الجزيرة تستقبل نحو ٤٠٠ شخص فى العطلات الصيفية، خاصة أيام نهاية الأسبوع، مقابل ١٠٠ شخص تقريبًا فى باقى الأيام، بينما تصل الأعداد إلى نحو ٨٠٠ فى الأعياد والمناسبات المختلفة.

صاحب مشروع الألعاب المائية: أؤجر الألعاب المائية منذ 14 عامًا 

أوضح مكى حسن أبازيد، وشهرته «مكين»، صاحب أحد مشروعات الألعاب المائية بجزيرة بربر، إنه اختار تنفيذ مشروع تأجير الألعاب المائية المختلفة بالجزيرة نظرًا لمقوماتها الطبيعية وموقعها الجميل وسط النيل، معتمدًا على خبرته فى مجال السياحة.

وقال: «أسست مشروعى رفقة ٣ من أصدقائى منذ ١٤عامًا، ونفذته فى بلدتى بجزيرة بربر، لأنها تملك مقومات سياحية مثل شواطئ المدن الساحلية، كما أنها تسمح للأهالى بقضاء عطلتهم الصيفية بها، ومشروعى ساعدهم فى الاستمتاع بالألعاب المائية مثلما يحدث فى المصايف والمدن الساحلية».

وأضاف: «فى بداية المشروع بدأنا فى توفير ألواح التزلج على الرمال، ثم أضفنا عددًا قليلًا جدًا من الألعاب المائية، مثل (البنانا بوت) و(البدالات) وغيرهما، وعلى مدار السنوات تضاعفت أعداد الألعاب نظرًا للأعداد المتزايدة التى تقبل على تأجير الألعاب المائية للاستمتاع بأوقاتهم على شاطئ الجزيرة». واستطرد: «مشروعاتنا على الجزيرة توفر فرص عمل للكثيرين، ونحن نبدأ عملنا ١١ صباحًا، وتختلف أسعار ومدة تأجير كل لعبة مائية، فيتم تأجير (البنانا بوت) بنظام الجولة بـ٣٠ جنيهًا، ويتوافد عليها عدد كبير جدًا من الشباب، أما لعبة (الغسالة) فسعرها ٣٥٠ جنيهًا لعدد ٣ أفراد، وبالنسبة لـ(البدالات) فسعرها ٥٠ جنيهًا لمدة ربع الساعة، بينما ألواح التزلج على الرمال فسعرها ٢٠٠ جنيه».

وأشار إلى أن هناك برامج ترفيهية تسمح للوافدين على الجزيرة بالمرح والاستمتاع بالألعاب المائية على مدار اليوم، مع تخصيص أوقات بعينها للتزلج على الرمال بسبب الحرارة، بالإضافة إلى توفير أماكن لجلوس الأسر والمجموعات على النيل، وخدمتهم عبر توفير مشروب «الجنبة»، وهو عبارة عن قهوة يتم صنعها على الفحم، وتعد من المشروبات المفضلة للأهالى.

وأكد أنه يتم تأمين جميع المستأجرين للألعاب المائية عبر ارتداء «اللايف جاكيت» وتزويدهم بالتعليمات وإجراءات الأمان التى تسمح لهم بالاستمتاع دون مخاطرة، وتساعد فى الحفاظ عليهم، خاصة مع تزايد الأعداد بشكل كبير خلال العطلات، لكون الجزيرة تعد مقصدًا لمئات الأسر وبديل المصيف التقليدى.

صاحب مشروع دفن فى الرمال: الجلسة العلاج بـ250 جنيهًا

يدير حسام محمد عبدالشكور مشروعًا صغيرًا للعلاج عبر الدفن فى الرمال، موضحًا أن مشروعه يلقى إقبالًا كبيرًا من الأهالى خاصة خلال فترة الصيف، لأن هذا العلاج يحتاج لحرارة عالية لا تتوافر إلا فى هذه الفترة من العام، مشيرًا إلى أن الكثيرين من جميع أنحاء مصر يتوافدون للعلاج بهذه الطريقة، مع حضور أعداد قليلة من السياح أحيانًا. 

وقال: «الدفن فى الرمال من الوسائل العلاجية المميزة للأهالى الذين يتوافدون لقضاء العطلة الصيفية فى جزيرة بربر، خاصة خلال الفترة من أغسطس حتى أكتوبر من كل عام، لأنه يسهم فى تحسين علاج التهاب المفاصل والخشونة، مع تنشيط الجسم وفتح المسام وغير ذلك».

وأضاف: «قبل البدء، لا بد من الاستفسار حول كل شخص، وإن كان يعانى من أى أمراض تمنعه من العلاج بتلك الطريقة، ثم تبدأ الجلسات التى تتحدد كيفيتها ومدتها، بناءً على طبيعة كل جسم وكل حالة، وبعد انتهاء كل جلسة لا بد من لف الشخص بقطعة من القماش بمجرد خروجه من الرمال مباشرة، ثم يجب الجلوس بعدها فى مكان دافئ، وتناول بعض المشروبات، أو الخضار السوتيه، مع اتباع نظام غذائى معين، حسب كل حالة حتى انتهاء الجلسات».

وأوضح أن سعر الجلسة يتراوح بين ٢٥٠ و٥٠٠ جنيه، مع تقديم المشروبات والمأكولات للزبائن، كل حسبما يناسبه وحسب تفضيلاته وقدراته المادية.

صاحب مركب نيلى: «أقاول» الزائرين لنقلهم بالمركب 

قال الريس طارق محمد، صاحب أحد المراكب النيلية، إن عددًا كبيرًا من الأهالى يقبلون خلال فترة الصيف على الاستمتاع بالمراكب والتنزه بين الجزر النيلية المختلفة، خاصة جزيرة بربر، والمنطقة المحيطة بها. 

وأضاف: «الأهالى يتفقون معى أثناء وجودى بالمرسى أو عبر الهاتف لاصطحابهم للجزيرة مقابل مبلغ مالى معين، بنظام المقاولة، وعادة ما يأتون فى الصباح الباكر لقضاء أوقات مميزة رفقة أسرهم فى الجزيرة، التى تسمح لهم بالاستمتاع بالأنشطة الترفيهية، مثل أى مصيف آخر». 

وتابع: «فى نهاية اليوم أعود للجزيرة لأصطحب من أحضرتهم للبر مرة أخرى، خاصة أنه لا يوجد أى وسيلة أخرى لزيارة الجزيرة سوى عبر المراكب».