رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البواب والمغتربات وواقعة المندوب.. حكايات من دفتر فرض الوصاية على النساء

جريدة الدستور

كانت تعيش سارة، 27 عامًا، رفقة اثنتين من صديقاتها داخل سكن في منطقة الهرم، لكونهن مغتربات من محافظة الغربية، ويعملن في القاهرة بعد التخرج في الجامعة، وفي العام الأول من الاغتراب تعرضت سارة لمواقف عدة من فرض الوصاية عليها.

تقول: «في الأيام الأولى من السكن، كانت صاحبة المنزل التي استأجرنه منها تتدخل في مواعيد الدخول والخروج رغم أنه ليس سكن طلاب، ونحن لسن طالبات، وتطور الأمر وبدأت التعليقات على ملابسنا وما يصح أن نرتديه وما لا يصح».

توضح أنها في بداية الأمر لم تدخل معها في مناقشات أو مشاجرات خوفًا من ترك السكن: «البحث عن سكن في مصر ليس بالأمر السهل، وكنا نخشى أن ندخل معها في معركة كي لا تطردنا ولكن بات الأمر أصعب من أن يُحتمل».

تطور الأمر وأصبحت السيدة تتحكم وتفرض وصايتها على كل شيء يخص الفتيات الثلاث، وتنتظرهن كل صباح حتى تعلق على ملابسهن: «أكثر من ثلاثة أشهر تحملنا فيها فرض الوصاية علينا من قبلها، حتى في يوم تشاجرنا معها وطلبنا منها عدم التدخل فيما يخصنا ورحلنا عن السكن».

واقعة المندوب

يُفرض على كثير من النساء في مصر وصاية من أطراف لا علاقة لهم به، هو ذات الطرح الذي ضجّ بمواقع التواصل الاجتماعي بالأمس في واقعة «مندوب الشحن»، بعدما سردت إحدى السيدات تفاصيل شراء منتج عبر الإنترنت، ساردة تفاصيل تتعلق بسؤال المندوب حول المنتج.

وأقرت بأن المندوب سألها ما إذا كان سيتم ارتداء تلك الملابس داخل المنزل أو خارجه، وما إذا علمت صاحبته بمشكلات وعيوب فيه، مقررة نشر رقم المندوب، ليتعامل معه كثيرون محتفية بما صنع، لتخرج تعليقات مناهضة لتدخل المندوب فيما لا يعينه وفرضه السلطة على السيدة في تحديد مكان ارتداء الملابس واحتفائها بذلك الأمر.

إحدى الوقائع السابقة التي حدثت في مصر، كانت ضحيتها سيدة لقيت مصرعها إثر سقوطها من شرفة شقتها بالطابق الرابع في منطقة جزيرة دار السلام جنوبي القاهرة؛ إذ إن صاحب العقار وزوجته وشخصا آخر من سكان العقار وراء ارتكاب الحادثة، عندما أبلغهم حارس العقار بصعود شخص غريب إلى شقة المجني عليها، فقاموا بتحطيم باب الشقة واعتدوا عليها بالضرب فسقطت من الطابق الرابع ولفظت أنفاسها الأخيرة.

أمنية: «المغتربات هن أكثر فئة تُفرض عليهن الوصاية»

نفس الأمر تكرر مع أمنية، فتاة مغتربة، كان يُفرض عليها وصاية من المنطقة التي تؤجر فيها شقة سكنية، لكونها تسكن بمفردها في منطقة شعبية تحفظت على ذكرها: «كان رجال المنطقة يعتبرون أنفسهم آبائي وإخوتي بل وأزواجي، كانوا يفرضون علي قواعد يفرضها الرجال في منازلهم».

تقول: «كان صاحب المنزل يفرض مواعيد لدخولي وخروجي بمفردي دونًا عن باقي الجيران في العقار، بحكم أنني مغتربة وأعيش في الشقة بمفردي، رغم أنني شرحت له طبيعة عملي أكثر من مرة والتي تتطلب الخروج كل يوم».

توضح أن ملابسها أيضًا كانت محل تعليق من زوجة صاحب العقار، وفي كل مرة كانت تطلب منها ارتداء ملابس معينة: «كنت مجبرة على التحمل لأن عملي لن يتحمل البحث عن سكن جديد وتقديم إجازة لأجل ذلك، فالمغتربات أكثر فئة تُفرض عليهن الوصاية».

في دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي للمرأة؛ نُشرت في يناير 2022، بعنوان العنف ضد المرأة "الأبعاد وآليات المواجهة"، رصدت الباحثة أن 75% من النساء يتعرضن للعنف و80% يتعرضن للتحرش في مصر، لكن لا يوجد إحصاء عن نسبة النساء اللاتي يتعرضن لفرض الوصاية عليهن في مصر.