رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

.. والمملكة الأردنية

مصر والإمارات والبحرين، إذن، تجمعها مبادرة «الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة» مع المملكة الأردنية، كما أشرنا أمس، وهى المبادرة التى نرى أنها صارت حتمية بعد الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وتداعياتها السلبية على مستويات النمو والإنتاج. وهناك، أيضًا، آلية تعاون ثلاثى تجمع بين مصر والأردن والعراق، وصفها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بأنها «تعد نموذجًا يحمل فى طياته فرصًا واعدة، ليس فقط على الصعيد الاقتصادى، ولكن أيضًا فى شقه الاستراتيجى».

زارنا الرئيس الإماراتى وعاهل مملكة البحرين، يوم السبت، واستقبلهما الرئيس عبدالفتاح السيسى فى العلمين، وعقد مع كليهما لقاءً أخويًا. وأمس الأول، الأحد، زار الدكتور مدبولى الأردن، وترأس بمشاركة نظيره الأردنى، الدكتور بشر الخصاونة، أعمال الدورة الحادية والثلاثين لـ«اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة»، التى انتهت بتوقيع عدد من الوثائق فى مجالات تخدم تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين. وخلال استقباله الدكتور مدبولى، أمس الإثنين، بقصر الحسينية، أعرب الملك عبدالله الثانى، عاهل المملكة الأردنية، عن ترحيبه بما توافق عليه وفدا البلدين، مؤكدًا حرصه على المتابعة المستمرة لمسيرة تطوير وتعزيز العلاقات مع مصر، كما أشار إلى ضرورة بذل الجهد لتسريع تنفيذ مجالات التعاون مع العراق.

إيمانًا من مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء، شاركنا مع العراق والأردن فى تدشين آلية التعاون الثلاثى، كأحد أطر العمل العربى المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة فى ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية ووحدة مصير وأهداف مشتركة. وخلال مشاركته فى أعمال الدورة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، التى استضافها الأردن، فى ٢٠ ديسمبر الماضى، جدّد الرئيس السيسى التأكيد على اعتزامنا المضى قدمًا فى تنفيذ المشروعات المشتركة الجارى دراستها حاليًا فى إطار الآلية، وبما يسهم فى تحقيق التنمية المأمولة لشعوبنا ويتيح المجال للاستفادة المتبادلة من قدراتنا.

العلاقات الثنائية المصرية الأردنية، فى أفضل حالاتها الآن، بتعبير رئيس الوزراء، الذى أكد، فى تصريحات تليفزيونية عقب ختام أعمال اللجنة العليا، أننا نسعى إلى تعزيز العلاقات بشكل كبير فى عدد من المجالات المرتبطة بالمستقبل كمجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، والعديد من المشروعات المهمة التى تحقق الاستفادة المشتركة، لافتًا إلى أن ذلك لن يتم إلا بربط الدولتين من خلال شبكة بنية أساسية وطرق ونقل جماعى كبيرة وقوية. كما أشار الدكتور مدبولى إلى أن اجتماعات اللجنة ناقشت ملف الربط والتكامل فى مجال الغاز الطبيعى، واستغلال البنية التحتية الموجودة فى البلدين، وكيفية العمل على تعظيم الاستفادة منها فى إطار منظومة الطاقة الحالية بمنطقة شرق المتوسط.

بعد ترحيبه بالدكتور مدبولى، والوفد المرافق له، الذين وصفهم بأنهم «من خيرة الأصدقاء»، أشار رئيس الوزراء الأردنى إلى أنه يذكر بـ«التقدير والعرفان والشكر» السنوات الخمس التى تولى خلالها منصب سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى جمهورية مصر العربية، التى أكد أنها «كانت ولا تزال وستبقى دائمًا الشقيقة الكبرى للأردن»، مشيرًا إلى أنه ينظر إلى كل لقاء يجمع المسئولين الأردنيين والمصريين على أنه لقاء للأشقاء، قبل أن يكون لقاءً لأطراف فى لجنة أو اتفاقية أو اتفاق ثنائى أو ثلاثى أو متعدد الأطراف. كما تطرق الخصاونة إلى مبادرة «الشراكة الصناعية التكاملية» التى تجمع البلدين مع الإمارات والبحرين، وآلية التعاون الثلاثى مع العراق، مؤكدًا حرص المملكة على تحقيق الطموحات والمبادرات الاستراتيجية على أرض الواقع. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن آلية التعاون الثلاثى، المصرى العراقى الأردنى، تم إطلاقها من القاهرة، فى ٢٤ مارس ٢٠١٩، خلال قمة عقدها قادة الدول الثلاث، أكدوا فيها عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجى فيما بينهم، ومع سائر الدول العربية الشقيقة، لاستعادة الاستقرار فى المنطقة، والنهوض بأوضاعها التنموية والاقتصادية والاجتماعية، والعمل على إيجاد حلول للأزمات التى تواجه بعض دولها، واتفقوا على تشكيل فريق عمل، تحت إشرافهم ورعايتهم، لتنسيق أوجه التعاون الاقتصادى والسياسى والأمنى والثقافى.