فسحة بعشرين جنيه.. المصريون يهربون من حرارة الجو إلى المراكب النيلية والحدائق
"حصيرة الصيف واسعة".. مثل شعبي يعبر عن طبيعة هذا الفصل الموسمي، الذي يشتهر بالخروجات والفسح ورحلات المصايف، في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تشهده مصرنا الحبيبة هذا العام، قرر عدد كبير من الأسر البسيطة قضاء أوقات فراغهم في الخروج بالمراكب النيلية والحدائق العامة المفتوحة.
قامت الدستور بجولة ميدانية لرصد هروب المصريين من ارتفاع درجة الحرارة إلي هذه الأماكن المفتوحة مثل الحدائق والميادين العامة، التي قامت الدولة بتطويرها خلال السنوات القليلة الماضية، وكانت البداية علي كورنيش كوبري قصر النيل، حيث المراكب النيلية البسيطة، صاحبة العشرون جنيهاً للرحلة، بالحديث عماد شوقي أحد الشباب الذين يستعدون لاستقلال أحد هذه المراكب في انتظار وصولها للمرسي، قال: "الحمد لله علي نعمه الكثيرة، ومنها نعمة الصحة والستر، وهواء نقي نستنشقه بمجرد الاقتراب من نهر النيل العظيم، وبصراحة هذا العام درجة الحرارة عالية جداً ان معدلاتها الطبيعية، وهو الأمر الذي يجعلني كل فترة اصطحب زملائي في فسحة نيلية عن طريق هذه المراكب البسيطة، التي تعتبر خروجة بعشرين جنيهاً وهي ثمن أجرة المركب، والحقيقة بنوصل لأعلى معدلات السعادة واحنا في نص النيل والجو تحفة حوالينا، وبطالب معظم الناس تخوض التجربة دي".
بالانتقال إلي مكان آخر وهي الحدائق العامة بميدان النهضة بعد تطويره، حيث مكان تجمع عدد كبير من الأسر المصرية، خاصة القريبين منهم بمناطق ميدان الجيزة وبين السريات والمنيب، تحدثنا مع رب أسرة يدعي علي، قال " اصبحت خروجة الحديقة عادة أسبوعية للهروب من حرارة الجو بالمنازل، خاصة بالهواء الجميل بالمكان هنا وأفراد أسرتي التي تتكون من ٥ أفراد يكونوا في غاية سعادتهم بالفسحة دي، خاصة وأنها لا تكلفني أي شيء سوى ثمن المواصلات فقط، والمكان هنا جميل وأمن جداً بسبب توافر نقطة شرطة في الميدان تقوم بحفظ الأمن به".
وعلي بعد أمتار قليلة يتكرر نفس المشهد ، حيث يكتظ كوبري الجامعة الذي يعتلي نهر النيل، بعدد كبير من المواطنون الذين يتناولون مشروبات حمص الشام والعصائر حتي الساعات الأولي من صباح اليوم، وبالحديث مع أحد الشباب ويدعي محمد زكريا، قال: "لازم كل فترة أزور كورنيش النيل لاستنشاق الهواء النقي، بعيداً عن المنزل وارتفاع درجات الحرارية الرهيب هذا العام، واعتقد انه السبب الرئيسي لوجود عدد كبير من المواطنين أعلى الكوبري بصفة يومية، خاصة في العطلات الأسبوعية، وبصراحة خروجة بسيطة ومفيهاش أي تكلفة مادية، لذلك يقوم عدد كبير من المواطنين بالمواظبة عليها بصفة شبه أسبوعية ".
