رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموت السريع.. ضحايا إدمان مشروبات الطاقة يحكون تجاربهم

جريدة الدستور

كشف هاني حميد، 30 عامًا، تفاصيل سفره إلى الإمارات خلال العام 2019 من أجل العمل، موضحا أنه تناول مشروبات الطاقة للمرة الأولى في حياته، بسبب كثرة الأنواع واختلافها هناك، حتى أفرط فيها بشكل مبالغ فيه وأصبح لا يمر يومه إلا بها.

يقول هاني: «كنت شبه المدمن بشرب 3 زجاجات أو 5 في اليوم وكلهم مختلفين، وكل يوم بيظهر أنواع جديدة من مشروبات الطاقة، وبيكون عندي نفس الشغف لتجربتها خصوصًا أن طلع مؤخرًا طعوم مختلفة منها وتطويرها».

على مدار 6 أشهر ظل هاني يتناول تلك المشروبات لاسيما في الأوقات التي يغلب عليه فيها النعاس: «كنت أشعر بالاستيقاظ بمجرد تناولها، لكن أضرارها أصبحت أكثر من منافعها، لأنها بتؤثر على الجهاز العصبي».

بدأ يظهر عليه أعراض اضطرابات في الجهاز العصبي وعدم انتظام في النوم وساعاته وقلق زائد، وحين كشف في تخصص المخ والأعصاب أرجع الطبيب تلك الأعراض لمشروبات الطاقة: «استبدلتها بعصائر طبيعية وقهوة عربي خضراء من دول الخليج تقوم بنفس المفعول».

بحسب دراسة أجريت في كوريا الجنوبية فإن 50.6% من تلاميذ الثانوية العامة الذين تناولوا مشروبات الطاقة، يؤكدون أنهم عانوا من مضاعفات جانبية مثل الأرق واضطراب دقات القلب، وشملت الدراسة التي أجراها الباحث في جامعة كاميونغ، أوه يون جونغ، 245 طالبًا في مرحلة الثانوية العامة، وأكد 79.5% من المستجوبين أنهم استهلكوا مشروبات الطاقة.

حال هاني كان أفضل من الطفلة العراقية التي توفيت بالأمس أثر تناول مشروب للطاقة، حيث لقيت طفلة عراقية تبلغ من العمر 13 عامًا، حتفها بعد أن أغمي عليها إثر شربها 3 عبوات من أحد مشروبات الطاقة.

وأعلنت صحة كركوك أن الفتاة تعرضت للإغماء بعد شربها على التوالي 3 زجاجات من مشروب طاقة، وتم أخذ عينات من دمها للتثبت ما إذا كان تناول هذا المشروب هو سبب الوفاة، وظهرت حملات على الفور تطالب بمنع بيع مثل هذه المشروبات في الأسواق، أو أقله وضع ضوابط لاستهلاكها وحظر شرائها من قبل الأطفال.

مشروب الطاقة هو نوع من المشروبات يحتوي على مركبات منشطة وعادة ما تكون مادة الكافيين، ويتم تسويقها على أنها تحفيز عقلي وجسدي. قد لا تحتوي على السكر والمحليات الأخرى والمستخلصات العشبية والتورين والأحماض الأمينية.

واجهت نادين أزمة مع ابنائها بمجرد التحاقهم بالمدارس، إذ كان لا يذهبون إلى المدرسة إلا بعد تناول مشروب للطاقة، لم تكن تعرف هي وقتها أضراره، فكانت تلبي رغباتهم: «كانوا بيشربوه قبل ما ينزلوا ولما يروحوا المدرسة يشتروا بالمصروف».

توضح أنها بدأت تلاحظ الخطر من خلال شكوى أحد أطفالها بسرعة ضربات قلبه، وشكوته الدائمة من الشعور بالإجهاد من أقل حركة، وبالكشف الطبي تبين أنه يتناول بفرط مشروبات الطاقة، وأنها تؤثر على القلب والأعصاب.

تقول: «منعتها بشكل كامل بعد تلك الواقعة، وبالفعل عاد نبض ابني إلى حركته الطبيعية والطبيب نصحني باستعمال مشروبات الفواكه الفريش التي أقوم بتحضيرها في المنزل، حتى لا تكون مليئة بالسكر وتسبب لهم أمراضا أخرى».

وبلغ إجمالي مبيعات مشروبات الطاقة في الولايات المتحدة نحو 13.5 مليار دولار في عام 2018، بزيادة %30 عن عام 2013، وفقًا لتقرير صادر عن مجموعة الأبحاث مينتل، يمكن أن تصل مبيعات القطاع إلى حوالي 17 مليار دولار في عام 2023.