رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اسبوع زيارة العذراء.. المارونية: العليقة كانت مثالًا لحبل العذراء بالمسيح

السيدة العذراء
السيدة العذراء

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى أسبوع زيارة العذراء، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الحبَلُ بالمسيح سبق فرُسم بالعلّيقة المشتعلة بالنار بدون أن تحترق. هكذا حملت مريم ابنها الإلهي بدون أن تفقد عُذريّتها. الربّ، الذي مكث في هذه العلّيقة المشتعلة، قد سكن هو أيضًا في أحشاء مريم، فكما كان قد نزل في هذه العلّيقة كي يخلّص اليهود بإخراجهم من مِصر، هكذا حلّ في مريم لكي يفتدي البشر، باقتلاعهم من جهنّم.

إنّ اختيار الله لمريم من بين كلّ النساء كي يَلبس جسدنا، كان قد سبق فرُسِم في جُزاز جدعون. في الواقع، كما أنّ هذا الجُزاز قد تلقّى وحده الندى السَّماوي في حين أنّ الأراضي المجاورة كلّها بقيت جافّة، كذلك أيضًا مريم وحدها قد امتلأت من هذا الندى الإلهي الذي لم يكن أيٌّ من الخلائق جديرًا به في العالم بأسره... العذراء مريم هي هذا الجُزاز الذي جعل الرّب يسوع المسيح منه سترة لنفسه. جُزاز جدعون قد تلقّى الندى من السماء بدون أن يمسّ بأذى، ومريم قد حملت الإنسان الله بدون أن تخدش عُذريّتها.

يا ربّي يسوع، يا ابن الله الحي، أنت الذي، بإرادة الآب السماوي ومؤازرة الرُّوح القدس، لقد خرجت من حضن أبيك كما يخرج النهر الهادئ من جنّة الابتهاج، أنت يا من زرت أعماق أوديتنا ونظرت إلى تواضع أمتك، قد حللت في أحشاء عذراء حيث، بحبلٍ لا يوصف، قد لبست جسدك المائت، أتضرّع إليك، يا ربّي يسوع الرحيم، باستحقاقات هذه العذراء أمّك، أن تفيض نعمتك عليّ، أنا الخادم غير المستحقّ، كيما أبتغيك بحرارة، وأحملك في قلبي بهذا الحبّ، وأُنتج بمعونة هذه النعمة نفسها الثمار الخلاصيّة والمفيدة للأعمال الصالحة.