رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انظر داخلك تستقم أمورك

يُحكى أن غربالًا انتقد إبرة لأن بها ثُقبًا!
عبارة بليغة أعجبتني وأنا أرى الهجوم المزري على سلوكيات البعض من أناس يتسمون بمعظم الصفات التي ينتقدونها في غيرهم.
ترى بخيلًا ينتقد بشدة واحتقار البخلاء.. وشتامًا لسانه منغمس في القاذورات يدعي الفضيلة ويهاجم من يسب .. وسيدة تحترف الرذيلة تتكلم بكبرياء عن الشرف.. وجمهور كرة يسب بأقذع الألفاظ جمهورًا منافسًا له ويتهمه بالتطاول والسباب والكثير الكثير الذي لا يقره أي منطق.
تناقضات يتميز بها مجتمعنا للأسف.. نرى تصرفات الغير بوضوح ولا ننظر للحظة داخل أنفسنا.. عادة سيئة تتسبب في معظم مشاكلنا مع أصدقائنا وجيراننا وزملائنا في العمل.
تحضرنى أيضًا الجملة الشهيرة (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر).. جملة قرأتها في أحد الأناجيل عن السيد المسيح (عليه السلام) في قصة امرأة متهمة بالفاحشة، وأرادوا رجمها وأرادوا إحراج السيد المسيح فطلبوا منه أن يشاركهم  في رجمها أو أن يقف موقف المعترض على شريعة موسى (عليه السلام)، فقال لهم تلك العبارة بذكاء وحكمة.. فتراجعوا جميعًا ولم يرجمها أحد لأنهم سألوا أنفسهم من منا بلا خطيئة؟ كلنا أصحاب خطيئة ولولا ستر الله علينا لكان لنا شأن آخر.
وللأسف في مجتمعنا سرعان ما تتسارع الأيدي والألسن لنهش لحم أي شخص يخطئ أو تصدر حوله شائعة أو تصدر منه زلة.. ويستسهل الحديث عنه لكلمة أو مقالة أو مقولة لربما لم تفهم كما يقصد أو لُفقت له دون التأكد من صحتها أو التفكير في تأثيرها عليه وعلى أسرته والتي قد تؤدي إلى قتله نفسيًا ومعنويًا.
يحضرني أيضًا قوله سبحانه وتعالى «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين». صدق الله العظيم.
نحتاج بشدة للنظر داخل أنفسنا ولنتذكر أننا لو أشرنا لأحد بإصبع واحد من يدنا.. فالأصابع الأربعة الأخرى تشير إلى صدورنا نحن.. 
اللهم احفظنا واسترنا وقنا شر أنفسنا.