رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسقط رأس الشهيد أبكراجون "حائر بين البنوان والبتانون"

شريف رمزي
شريف رمزي

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد القديس الشهيد أبكراجون، وعلى خلفية الاحتفالات، قال الباحث شريف رمزي، عضو اللجنة الباباوية للتاريخ القبطي، إن الشَّهيد أبكراجون من أهل مدينة البنوان "البنوانين"، وهي إحدى القُرى القديمة من أعمال الغربيَّة، وتتبع مركز المحلة الكبرى بالغربيَّة حاليًا، وتشير مخطوطات السنكساري بوضوح، وتكرر: "كان من أهل البنوان.. بنوا له كنيسة في البنوان ووضعوا فيها جسده". 

وأضاف في تصريح خاص لـ"الدستور"، أنه نفس المضمون ذُكر في كتاب سِيَر البِيْعَة المُقَدَّسَة، المخطوط والمطبوع، كما أن طبعات السنكساري المُختلفة، ومنها طبعة القمص عبد المسيح ميخائيل والقمص أرمانيوس حبشي شتا البرماوي ١٩٣٦، وطبعة الشَّماس كامل صالح نخلة ١٩٥١، وغيرها كُلُّها تُشير إلى موطن الشَّهيد والكنيسة الَّتي تضمّ رُفاته في البنوان.

May be an image of text

وأكد أنه لسبب غير معروف، استبدلَت اللَّجنة المجمعيَّة للطُّقوس في التَّنقيح الأخير "طبعة دير السُريان ٢٠١٢" مدينة البنوان في الغربيَّة، بالبتانون في المنوفيَّة، وبات الشَّهيد يُلقَّب في المدائح والتَّقاويم السَّنويَّة وعلى صفحات السوشيال ميديا بالبتانونيّ، خلافًا لأصله وفصله.
ومؤخرًا دشَّن نيافة الأنبا بنيامين مُطران المنوفية مذبح على اسم الشهيد أبكراجون (البتانوني!) بقرية البتانون التابعة لإيبارشية المنوفية، وترسخ الاعتقاد بكونها مسقط رأس الشهيد خلافًا لمعطيات التاريخ.

وأضاف: "من واقع دراستي للسِّنكساري ومخطوطاته وطبعاته المُختلفة، أرى- كما يرى كثيرون غيري- أنَّ الحاجة لا تزال مُلِحّة لإعادة كتابة هذا الكتاب الطَّقسي الهامّ بطريقةٍ عصريَّة، لا مُجرَّد تنقيحه أو تصحيحه. والنُّسخة الحالية مع تقديرنا للجَهد المبذول فيها، أضافت إلى الأخطاء القديمة أخطاء جديدة.. أخطاء تاريخيَّة وأخطاء جُغرافيّّة وأخطاء مُرتبطة بالتَّقويم وخلط بين أشخاص لم يجمعهم زمان أو مكان، إلى آخره من الأخطاء الَّتي يصعُب حصرها".

وتابع: "بتشَبُّثنا بمبدأ التَّنقيح وتكراره من آنٍ لآخر، نكون كمَن رقص على السلم، فلا نحن أبقينا على السنكساري في صورتهِ الأصلية، ولا نحن أخضعناه للتدقيق والتَّحقيق العلميّ المطلوب، ولا نجحنا إلى اليوم في تنقيحه وتصحيحه كما يجب، فكتابة السِّنكساري وفقًا لمُعطيات العصر، وترجمته إلى لُغاتٍ يفهمها أولادنا الَّذين نشأوا بالمهجر، أمر تفرضه الضَّرورة".