رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار إغناطيوس دي لويولا المعترف

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم الإثنين، بذكرى مار إغناطيوس دي لويولا المعترف وهُوَ مُؤسِّس الرَهبانِيَّة اليَسوعِيَّة، قَد تَطَوَّبَ مِنها نَحوَ الماية والأربعين طُوباويَّا وأعلِنَت قَداسَة مَا يُقارِب الثلاثين قِديسًا، وَلِدَ سَنَة 1493 في بِلاد الفاسِك في شِمالي إسبانِيا. 

كانَ ضابِطًا في الجَيْش وَكُسِرَت رِجلَهُ في إحدى المَعارِك فإضْطَّرَ الى الإسْتِشفاء طَويلاً. تَرَكَ الجَيْش وَتَجَنَدَ للمَسيح. عادَ الى الدَرسِ في إسبانِيا ثُمَّ في باريس وهُناكَ تَعَرَّفَ الى رِفاقِه الأولّين في الرَهبانِيَّة ومِنهُم فرَنسيس كَسفاريوس. سُيِّم كاهِنًا في روما في 24 يونيو سَنَة 1537 وأقام قُدَّاسَه الأول يَوم عِيدِ الميلاد سَنَة 1538. أنهى رُسوم رَهبانِيَته سَنة 1541 وقَد إزدَهَرَت وَهُوَ في الحَياة. 

رحل فِي مِثل هَذا اليوم مِن سَنَة 1556. أعلِنَت قَداسَتُه سَنَة 1623. إمتازَ بِغيرَته الرَسوليّة عَلى خَلاص النُفوس وَبِطاعَتِه العَمياء للكَنيسَة. أمَّا كِتاباتِه وخاصّة الرِياضات الروحِيّة فَهِيَ لا تَزال موضوع الرياضات والارشادات الى اليوم. 

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

"بما أنّنا نحتفل اليوم بعيد شهيد، أيّها الإخوة، دعونا نمعن النظر في أشكال الصبر الذي اتّبعه. لأنّنا إذا سعينا بمعونة الربّ إلى المحافظة على هذه الفضيلة، سنحظى لا محالة بإكليل الشهادة، حتّى وإن كنّا نعيش في سلام الكنيسة. ذلك أنّ الشهداء نوعان: أحدهما يمتاز باستعداد النّفس، بينما الآخر يجمع استعداد النفس مع الأعمال الخارجيّة. لذلك يمكننا أن نكون شهداء حتّى وإن لم نمت بحدّ سيف الجلاّد. فالموت على أيدي المضطهدين، هو الشهادة بالفعل، بشكلها المرئيّ؛ أمّا مَن يتحمّل الشتائم، ويظهر المحبّة لمَن يكنّ له الكراهيّة، فهو الشهيد بالرُّوح، بشكله المتخفّي.

يشهد الحقّ إذًا على وجود نوعين من الشهداء، أوّلهما متخفٍّ والآخر معروف، من خلال السؤال الموجّه إلى ابنيّ زبدى: "أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟ قالا لَه: نَستَطيع. فقالَ لَهما: أَمَّا كَأَسي فسَوفَ تَشرَبانِها، وأَمَّا الجُلوسُ عن يَميني وعن شِمالي، فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه، بل هو لِلَّذِينَ أَعدَّه لَهم أَبي" . وماذا تعني هذه الكأس غير معاناة الآلام التي يقول عنها في مكان آخر: "يا أَبتِ، إِن أَمكَنَ الأَمْرُ، فَلتَبتَعِدْ عَنِّي هذهِ الكَأس" 

إنّ ابنيّ زبدى أي يعقوب ويوحنّا لم يموتا كلاهما ميتة الشهداء، ولكن مع ذلك، قيل لهما إنّهما سيشربان الكأس. لم يمت يوحنّا شهيدًا، ومع ذلك فقد كان شهيدًا، لأنّ الآلام التي لم يعانِها بجسده قد ألمّت بنفسه. يجب علينا إذًا أن نستنتج من هذا المثل أنّه بإمكاننا نحن أيضًا أن نكون شهداء من دون أن نمرّ تحت حدّ سيف الجلاّد، إذا حافظنا على الصبر في نفسنا.