رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي له.. رحلة مصر في تحويل "التهاب الكبد الوبائي" ذكرى مرض

أرشيفية
أرشيفية

استطاعت مصر أن تجعل مرض "التهاب الكبد الوبائي" مجرد ذكرى كانت لها في السابق مع أكباد الكثير من المصريين أثارًا مؤلمة وحزينة وكذا مميتة، وذلك قبل انطلاق مبادرة 100 مليون صحة.

ومع حلول اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي الذي يوافق يوم 28 يوليو من كل عام، نسرد رحلة مصر في القضاء على هذا المرض وتحويله فقط إلى تلك الذكرى لمرض حصد أرواح الكثير من أبنائها وكاد أن يهدد ملايين آخرين.

البداية كانت عام 2015 عندما أجري مسح لعدد كبير من المصريين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 عامًا، تبين من خلاله أن ما يمثل من قرابة الـ10٪ من الأشخاص لديهم الأجسام المضادة لفيروس C و7٪ فقط مصابون بالفيروس وهو ما دل على أن نحو 5.5 مليون شخص مصاب بعدوى فيروس سى، الأمر الذي يمثل عبئًا صحيًا واقتصاديًا ضخمًا على مصر.

الانطلاقة عام 2018

عام 2018 قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على للكشف المصابين بأمراض السمنة والسكر وفيروس سى فيروس التهاب الكبد الوبائي.

لجنة لمواجهة المرض

استطاعت الحملة تشكيل لجنة تتمثل مسئوليتها الأساسية في معرفة كل مسببات وخطط مواجهة المرض واكتشاف الحالات وطرق عبر مسح شامل للمواطنين، ومن خلال حملة 100 مليون صحة تم فحص 80 مليون مواطن، عبر وسائل حديثة بأعلى التقينات لعالمية، لأمراض السكر والسمنة، وفيروس سى، واعتمدت وزارة الصحة المصرية على قاعدة البيانات الموجودة ونحو 5 آلاف وحدة صحية بأنحاء الجمهورية بهدف معرفة من يملك أجسامًا مضادة لفيروس سى، كونه معرضا للإصابة بالمرض.

علاج بالمجان

قدمت الحملة العلاج للمصابين بالمجان دون تحمله أي مقابل، وذلك نتيجة شراء إحدى الشركات الوطنية لتوكيل الدواء من الولايات المتحدة وتصنيعها له، وذلك على الرغم من أنه يباع في الولايات المتحدة الأمريكية حينها بسعر 28 ألف دولار.

4 مليار جنيه تكلفة

وصل إجمالى تكلفة المبادرة للقضاء على فيروس سى والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية حوالى 4 مليارات جنيه، من بينهم 2.5 مليارات جنيه تكلفة المسح و1.5 مليار جنيه تكلفة العلاج.

كذلك نجحت مبادرة الكشف عن فيروس سي لطلاب المدارس وفق بيانات وزارة الصحة في الكشف على 11 مليون و635 ألفًا، وهو الأمر الذي يمثل إجراءًا صحيًا غير مسبوقًا.

وساهمت مبادرة الكشف عن فيروس سي فى إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج فيروس سى ومضاعفاته التي تبلغ في العام الواحد نحو 64 مليارات جنيه من خلال الكشف المبكر عن المرض وعلاجه.

كما حققت الدولة المصرية في إطار ذلك تقدماً كبيراً فيما يتعلق بإنتاج أدوية علاج فيروس سى، الأمر الذى نتج عنه انخفاض تكلفة العلاج من 64 ألف دولار لكل مريض عام 2013 إلى 100 دولار حالياً، وساعد ذلك فى توفير أكثر من 2.5 مليار دولار فى عملية استيراد الأدوية، بحسب تقرير لوزارة التخطيط

نسبة شفاء أكثر من 98%

ووفق بيانات وزارة الصحة نجحت مصر في السنوات الأخيرة في علاج 4 ملايين مصاب بفيروس سى، بنسبة شفاء أكثر من 98.6%..

أول دولة على مستوى العالم تصل للهدف الذى وضعته منظمة الصحة العالمية

وبهذا أصبحت مصر أول دولة على مستوى العالم تصل للهدف الذى وضعته منظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروسات الكبدية بحلول 2030، وقبل المدة المحددة بـ10 سنوات.

وقد تقدمت مصر بشكل رسمى لمنظمة الصحة العالمية، لإعلانها خالية من فيروس سي، بعد أن كانت نسبة المصابين تقدر بحوالى 14%.

واستطاعت مصر أن تحصد إشادات من مختلف المنظمات الدولية، التي أقرت بنجاح تجربتها ووأكدت أن مصر لديها مشروع صحي على أعلى مستوى، ويدار وفق أحدث النظم والأساليب العلمية، وتم توفير كل الإمكانيات اللازمة لنجاحه.

ريادة مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة للقضاء على التهاب الكبدي الوبائي “فيروس سي”

ونتيجة لذلك وافقت مصر على الترشح لريادة مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة للقضاء على التهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي"، للمساهمة الدولية في الإفادة بتجربتها الفريدة للقضاء على هذا المرض ذلك تماشياً مع تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وأهداف منظمة الصحة العالمية.

وهو ما قوبل بإعراب رئيس التحالف العالمي للقضاء على الالتهاب الكبدي، عن سعادته لترؤس مصر فعاليات القضاء على التهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي" الدولية، نظرًا لخبرة مصر الكبيرة في هذا الملف، مؤكدًا أن هذا الانضمام سيكون له أثرًا كبيرًا في تخفيف حدة المرض وأعداد المصابين حول العالم.

100 مليون صحة في إفريقيا للقضاء على التهاب الكبد الوبائي

لم تكتف مصر بالقضاء على فيروس سي محليًا بل اتجهت كذلك نحو مساعدة القضاء عليه إفريقيًا وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار أجندة الاتحاد الإفريقي للتنمية 2063، وقد تم إرسال فرق الطبى المصرى لمتابعة عملية المسح والفحص لفيروس "سي" و"بي" والكشف عن الأمراض عير السارية والتدريب على بروتوكولات العلاج بكل من دول جنوب السودان وتشاد، وإريتريا وذلك من خلال إطلاق حملة 100 مليون صحة هناك.