إلغاء ديون الدول الإفريقية.. روسيا تتمدد في القارة السمراء

تبحث روسيا عن نفوذ أوسع في مواجهة النفوذ الغربي في القارة الإفريقية، عبر حزمة إجراءات تتخذها موسكو للتقارب مع دول القارة السمراء، آخرها عملية خفض أو إلغاء ديون الدول الإفريقية المستحقة لروسيا، على هامش القمة الروسية الإفريقية المنعقدة في سان بطرسبرج.

ويرى المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، أن القمة الروسية الإفريقية أساسها عمل دبلوماسي وانتصار لروسيا لفك عقد العقوبات الاقتصادية التي يمارسها الغرب عليها.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن روسيا ستخصص نحو 90 مليون دولار إضافية للدول الإفريقية لتخفيف الديون.

وقال بوتين خلال مشاركته في الجلسة العامة لليوم الثاني من القمة الروسية الإفريقية، بحضور الزعماء الأفارقة: تشارك روسيا أيضًا في الجهود المبذولة للتخفيف من عبء ديون البلدان الأفريقية، وتابع موضحًا: حتى الآن، بلغ إجمالي الديون التي شطبناها 23 مليار دولار. وفي آخر الطلبات الواردة من البلدان الأفريقية، سنخصص أكثر من 90 مليون دولار لهذه الأغراض الإنمائية.

وقال الجليدي لـ"الدستور"، إن إفريقيا أرضية خصبة للتواجد الدبلوماسي، وموسكو عينها على الثروات والمنافع الاقتصادية، لكن ليس بعقلية المستعمر، وإنما لتكون بديلا لقوى كبيرة جدا استعمرت القارة ذات يوم.

وتابع بقوله: روسيا تعول بطريقة أو بأخرى عبر خفض ديون الدول الإفريقية أو من خلال المدد بالحبوب التي أصبحت العملة الصعبة اليوم في العالم، أن يكون لها مكان في ستقبل القارة.

وحول إمكانية قيام الغرب بحركة مماثلة في خفض أو إلغاء ديون الدول الإفريقية يؤكد الجليدي أن الدول الاستعمارية التي اعتادت الأخذ دون أن تعطي شيئا ولا تؤمن بقدر المراحبة لن تفعل نفس الشيء، لأنها لا تعرف إلا عقلية الاستعمار.

وشدد الجليدي على أن الغرب الآن في حالة قلق كبيرة جدا من التحركات الروسية تجاه القارة الإفريقية، ويحاول أن يواجه النفوض الروسي والصيني في القارة، لكنه لا يستطيع، لأن الأوضاع اليوم تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل سنوات.

وانطلقت، الخميس، قمة "روسيا - إفريقيا 2023" في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، ويعد أبرز عناوين القمة الحالية، تعزيز الحوار العالمي بين دول القارة وموسكو بالرغم من المستجدات القائمة على الساحة الدولية.