رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهاربون من الحرارة.. ضحايا السباحة في النيل: "لا بديل لدينا"

السباحة في النيل
السباحة في النيل

مع ارتفاع درجة الحرارة الشديد خلال الأيام الحالية يحاول كثير من الشباب والأطفال الهروب من الشمس، عبر السباحة في النيل، لاسيما في مناطق القرى والأحوزة المتطرفة، التي تفتقر لوجود مراكز شباب يمكن للأطفال ممارسة السباحة بها.

إلا أن السباحة في النيل أصعب من البحر أو حمامات السباحة، وتحتاج إلى مهارة عالية، ما يؤدي إلى غرق الأطفال ويصبح هناك ضحايا للسباحة في النيل هربًا من الحر، وهي الحوادث التي تكررت خلال الفترة الماضية بكثرة.

واتساقًا مع ذلك، وقعت ثلاث حوادث غرق خلال الأسبوع الحالي، حيث لقى شاب مصرعه غرقًا بنهر النيل في منطقة قصر النيل بمحافظة القاهرة أثناء الاستحمام هربًا من حرارة الجو، وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من انتشاله.

كما انتشلت قوات الإنقاذ النهري بمديرية أمن بني سويف، جثة شاب غرق في مياه النيل خلف نادي المهندسين بمدينة بني سويف، كما غرق أحد الأشخاص بنهر النيل في الوراق، وتبين أن عامل خلال الاستحمام بالنيل، تعرض للغرق لعدم إجادته السباحة. 

 

خبير تخطيط عمراني: "المحليات لها دور رقابي"

ويلقى الحسين حسان، خبير التخطيط العمراني، اللوم على المحليات التي لها دور قوي في إيجاد وسيلة للشباب من أجل ممارسة رياضة السباحة، وهي مراكز الشباب: "المحافظات تعاني من تكرار حوادث غرق النيل بشكل مستمر، بسبب هدم وجود مراكز شباب يقدر الأطفال والشباب فيها ممارسة الرياضة بدل من السباحة في النيل".

خلال العام 2019 غرق قرابة من 6 أشخاص خلال شهر واحد في نهر النيل أثناء السباحة واحدًا تلو الآخر، مما دفع محافظ أسوان لإصدار قرار بمنع السباحة فى النيل وتكليف دورية من الإنقاذ النهري لمتابعة تنفيذ هذا القرار، إلا أن الحوادث لازالت مستمرة.

ويوضح أن الأطفال والشباب لا يدركون خطورة السباحة في النيل وأنها تتطلب مهارات معينة غير متوفرة فيهم، لذلك يغرقون سريعًا في المياه، في وقت مباح فيه السباحة في النيل، فليس هناك سياج أو مانع أو رقيب على النيل.

ويشير إلى أن السباحة في النيل وسيلة غير أمنة ولكن الأطفال والشباب ليس لديهم وعي بذلك، فلا بد من نشر مراكز الشباب في كل القرى والمحافظات، مبينًا أن أن ذلك الدور لا بد أن تقوم به المحليات والمسطحات المائية.

 

حسين: "اعتدنا على السباحة في النيل رغم خطورته"

حسين. م، إحدى شباب قرية بنها، والذي اعتاد على السباحة في النيل، وذلك لعدم قدرته على إيجاد بديل مجاني، يقول: «بنعوم وإحنا عارفين أنه خطر لكن مفيش حل تاني لأن القرية اللي أنا عايش فيها مفيهاش مركز شباب».

وتابع: "مع شدة الحرارة الحالية مبنقدرش نستحمل وبيكون النيل هو البديل المناسب الحالي، لأن مفيش مصيف نقدر نطلعه بسبب الأسعار العالية لكل المصايف السنة دي، فالنيل بيكون بديل لينا ولعيالنا كأنه مصيف».

وعن الحوادث التي تقع كل فترة في النيل، أكد حسين أنها تحد في بنها أيضًا، ورغم ذلك يوضح أن النيل يمتلأ في أوقات الحرارة الشديدة بالمصطافين الذين يهربون من حرارة الطقس بالسباحة في مياه النيل دون وضع بالًا للخطورة.

يتخلى المصريين عن بنود الترفيه والتي من بينها السفر أو المصايف، فطبقًا لنتائج بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك للأسر المصرية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء 2019/ 2020، بلغ نسبة إنفاق الأسرة على الطعام والشراب نحو 31.1% يليه المسكن ومستلزماته بنسبة 19.2% ثم الخدمات والرعاية الصحية بنسبة 10.4% وأقل نسبة إنفاق على الثقافة والترفيه وهي 2.3%.