رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شوقي خلاف.. شهيد الواجب وحافظ أسرار القناة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سطر اسمه بحروف من نور وظل اسمه خالداً رغم رحيل جسده عن عالمنا خلال العدوان الثلاثي لتحيا روحه عند بارئها، منذ ذلك الوقت آمنة مطمئنة، هو الشهيد شوقي خلاف شهيد الواجب وأول شهيد، لهيئة قناة السويس.

 كان الصاغ شوقي خلاف قائد سرية الألغام والمفرقعات بسلاح المهندسين على موعد مع القدر ليلعب دوراً مهماً في تاريخ القناة باعتباره أحد رجال تأميم القناة في السادس والعشرين من يوليو عام ١٩٥٦ ضمن المجموعة المكلفة بالسيطرة على منشأت الهيئة الرئيسية ببورسعيد.

لم تلبث وتيرة الأحداث لتقف عند تأميم القناة بل تصاعدت التحديات أمام الإرادة المصرية في العلن وحيكت لها المؤامرات في الخفاء؛ لبحث إمكانية تدويل القناة والتمهيد الدولي لإعلان العدوان الثلاثي الغاشم على منطقة لقناة في ٢٩ أكتوبر  ١٩٥٦.  

كان على خلاف تنفيذ التعليمات التي كلف في صباح يوم الجمعة الموافق ٢ نوفمبر ١٩٥٦ ومفادها التوجه إلى بورسعيد لإحضار المستندات الهامة الخاصة بهيئة قناة السويس والتخلص من الأوراق الأقل أهمية فضلا عن اتخاذ التدابير اللازمة لغلق القناة وسدها كإجراء احترازي للحفاظ على أسرار القناة ومنع القوات المعتدي من الاستيلاء عليها.

ولم يخاف الشهيد البطل على حياته ولم يعوقه وجود أسرته في خصم النيران فكانت أسرته انذاك في طريقها لمغادرة بورسعيد إلى الإسماعيلية وبمجرد وصولهم كانت مكالمة هاتفية هي اخر ما تحمله ذاكرتهم له وكانت كافية للاطمئنان عليهم وترتيب امر مغادرتهم الإسماعيلية إلى القاهرة بأمان بصحبة أسرة الدكتور عبدالحميد أبوبكر هربا من الغارات الجوية وسيل القنابل والنيران.

لم تشفع ملابسه المدنية من عد استهداف حيث تعرض “خلاف” لهجوم في سيارته الخاصة يوم الإثنين ٥ نوفمبر اثناء مغادرته لبورسعيد بعد أداء مهمته بنجاح واستشهد متأثرا بجراحه في الحال  كان برفقته المهندس عبدالقادر علوي الذي أصيب بإصابات بالغة ونقله أهالي بورسعيد  إلى المستشفى.

وظل جثمان الشهيد في العراء إلا أن العناية الإلهية لم تتركه وحيدا، وأرسلت له أحد ضباط قوات المستعمرات المرافقة للقوات الفرنسية وكان مسالما فحرص على دفنه بجوار جدار عند كوبري الرسوة.

بات أمر الجثمان خفيف لا يعلمه أحد إلا الله الذي شاء أن يصاب هذا الضابط خلال الأحداث ويتم نقله إلى مستشفى الهلال الأحمر ببورسعيد لتلقي العلاج، وهناك رسم خريطة تفصيلية لمكان دفن الجثمان وسلمها لإحدى سيدات الهلال الأحمر، والتي بدورها قامت بإعلان الضباط الفدائيين  عند دخولهم إلى بورسعيد لتنظيم المقاومة الشعبية.

ولا تنسى مصر أبنائها بل تخلد ذكراهم وتسجل تضحياتهم وتحتفي  بهم ومن هذا المنطلق أطلقت هيئة قناة السويس اسم الشهيد الراحل على المركز الطبي التابع لها بمحافظة الإسماعيلية بميدان شامبليون  الذي تم افتتاحه في ١٠ مارس ١٩٦٦ فيما خلصت القوات المسلحة ذكراه بإطلاق اسمه على أحد معسكرات في الإسماعيلية تقديرا لتضحياته الجليلة.