رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع انخفاض أسعارها.. كيف يؤثر منخفض الهند الموسي على دورة حياة الدجاج؟

دجاج
دجاج

ارتفعت أسعار الدجاج في فبراير الماضي للحد الذي جعل “صباح.ت” تشعر بالأزمة، إذ كانت تعتمد عليها بشكل أساسي في الوجبات التي تعدها أسبوعيًا لأفراد أسرتها.

مضاعفة أسعار الدجاج، والتي كسرت أسعارها حاجز الـ100 جنيه لكل كيلو جرام مع اقتراب شهر رمضان الماضي، تضاعف معها ميزانية "صباح" والتي كانت تنفق أقل من نصف المبلغ بكثير. 

صباح ومعها أسر مصر جميعها، شعرت بالأزمة، وظنوا ألا انفراجة لها، حتى بذلت الحكومة قصارى جهدها ليس فقط للحد من الارتفاع الجنوني لأسعار الدواجن وإنما لإعادتها إلى مسارها الأول. 

أولى هذه الخطوات جاءت من خلال استيراد الدجاج الأقل سعرًا، والذي لا يقل جودة عن الدجاج والطيور المحلية، وأخيرًا انخفضت أسعار الدجاج تحت الـ60 جنيها للكيلو، أي فيما يعدل نصف المبلغ الذي وصلت إليه خلال الشهور القليلة الماضية. 

مربو الدجاج وأصحاب المزارع والأطباء البيطرين في مواجهة مع تحد جديد، وهو الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والناتج عن منخفض الهند الموسمي. 

شعبان محمد، صاحب مزرعة دواجن بمحافظة الفيوم، قال إن تربية الدجاج يلزمها وجود جميع المزارع تحت درجات معينة ومدروسة، لذلك من أجل تفادي خسائر كبيرة يعتمد أصحاب المزارع وهو منهم على استخدام التكيفات وضبطها على درجات الحرارة التي يحتاج إليها الدجاج حتى ينمو بطريقة صحية.

وأضاف شعبان لـ"الدستور"، أنهم كذلك يحاولون تفادي الانقطاعات المستمرة للطيار الكهربائي والتي تؤثر بالطبع على مكيفات الهواء التي تستخدمها هذه المزراع لتربية الدجاج، ويمكن العوض عنها باستخدام المودلات الكهربائية.

وأكد صاحب مزرعة الدجاج، أنه على الرغم من كافة الاحتياطات التي يمكن أن يحافظوا عليها من توفير درجات حرارة مناسبة ومولدات للكهرباء وكذلك المتابعة الدورية مع الأطباء البيطرين لمحاولة حل الأزمة فور ظهورها، يعاني بعض من أصحاب المزراع من التأثيرات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، ففي لحظات تفقد مزارع قرابة الـ1000 فرخ صغير دفعة واحدة، ويبلغ إجمالي الخسائر في بعض الحالات نحو 50% من حجم الانتاج للمزرعة الواحدة. 

وأوضح شعبان أن هذه الخسائر يتكبدها صاحب المزرعة وحده، لأن عملية البيع والشراء مرتبطة بالأسعار العالمية ولا دخل لأحد فيها، مشيرًا إلى أن الدجاج "البياضي" يتحمل العيش في درجات الحرارة المرتفعة أكثر من دجاج "التسمين" الذي لا تتجاوز دورة إنتاجه أكثر من 35 يوم يحتاج خلالهم إلى درجة حرارة مناسبة.

وتابع أنه في الحالات التي يشعر فيها صاحب المزرعة بقرب انتهاء أجل الدجاج، يسارع بمعالجتها بالشكل الذي يجعلها تغادر المزرعة وهي بصحة جيدة، لكنها لا تذهب إلى الأسواق العادية، وإنما إلى المجازر التي تذبحها في الحال وتبيعها في صورة دجاج مجمد.

وأشار إلى أن الانخفاض العالمي في أسعار الأعلاف أثر بالإيجاب على حجم المبيعات للمزارع، ذلك لإنه كلما قلت أسعار الأعلاف، قلت التكلفة، وبالتالي ينخفض السعر ما يؤدي إلى مزيد من المبيعات في الأسواق، وبالضرورة يحقق هذا النهج مكاسب أكثر لا يمكن تحقيقها في حال ارتفعت أسعار الأعلاف بما يصاحبها من إعراض المستهلك عن شراء الدجاج، أو على الأقل تخفيض نسبة استهلاكه منها. 

ومن جهته، يقول محمد العربي، طبيب بيطري، إن درجات الحرارة اللازمة لإنتاج دجاج صحي تختلف من عمر لآخر، فدرجات الحرارة التي يحتاج إليها الدجاج في الأسبوع الأول من عمره، تختلف عن الأسبوع الثاني، وحتى الأسبوع الأخير الذي تتم فيه عملية الذبح. 

وأضاف العربي لـ"الدستور" أن الأسبوع الأول من عمر الدجاجة والذي يطلق عليه في هذه المرحلة كتكوت البشاير ويبلغ وزنه الـ38 جرام، لا ينبغي أن تتجاوز درجات الحرارة الـ33 درجة مئوية، بل وتنخفض أكثر بداية من اليوم الثاني. 

وأوضح الطبيب البيطري أن هناك أوقات لا يصلح معها السيطرة على درجات الحرارة، التي من الممكن أن تتجاوز الـ40 درجة مئوية، وفي هذه الحالة تظهر علامات الإعياء على "الكتكوت" ويلزم حينها بدء مرحلة العلاج بالأملاح والمياه ومحاليل معالجة الجفاف، مع ضرورة زيادة درجات التهوية، وكلها في النهاية محاولات من الممكن لا تأتي ثمارها على الشكل النحو الأفضل بسبب احتفاظ جسم الكتكوت بالحرارة بالفعل.

وتابع، أنه من العوامل التي تظهر على "الكتكوت" تشير إلى تمكن تأثير درجة الحرارة منه، هو ظهور عمليات الافتراس عليه، إذ "ينقر" الدجاج الصغير في أقرانه، وخلال أربعة أيام من بدء ظهور الأعراض يمكن أن يصل إلى أن يأكل كل منهم أمعاء الآخر مما يؤدي إلى النتيجة الحتمية في النهاية وهي الموت.

ومن أجل تلاشي حدوث ذلك يجب الاهتمام بإعطاء الملاح والمحاليل في أوقاتها، وكذلك منح الدجاج فيتامين سي، ويكون ذلك في أوقات متأخرة من الليل وليس في الصباح تحت أشاعة الشمس الملتهبة، حيث يكون الكتكوت حينها قد أصيب بالإجهاد بالفعل ولا يكون هناك جدوى من تناول الفيتامين في هذا الوقت.