رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا داعى للذعر.. «الدستور» تكشف حقيقة انتشار «مرض غامض» فى مصر

لا داعى للذعر
لا داعى للذعر

المرض الغامض هو الوصف الذى اعتاد الناس فى مصر إطلاقه على بعض الأعراض المرضية غير المألوفة فى توقيتها أو بعض مظاهرها، والتى تظهر بين الحين والآخر فى منطقة أو أكثر، ما يثير فزع الأهالى، الذين يعتقدون أنهم فى مواجهة شىء جديد مخيف، يستهدف صحتهم أو حياة ذويهم.

ورغم أن التاريخ والعلم يثبتان أن الحديث عن ظهور أمراض غامضة واسعة الانتشار فى مصر هو محض شائعات تتغذى على الجهل ومخاوف البشر، فإن تلك الشائعات عن ظهور مرض قاتل مخيف وغير مسبوق تتكرر بشكل دورى بين المواطنين، وكان آخرها فى الأيام الماضية، التى شهدت الحديث باطراد عن ظهور أعراض غير مألوفة فى محافظة قنا، تبين بعد ذلك أنها نسخة معتادة من مرض «حمى الضنك»، التى تشهدها مناطق فى البلاد عادة فى مثل هذا الوقت من العام.

فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» عددًا من أشهر الحالات التى شهدت انتشار شائعات حول ظهور «أمراض غامضة» فى مصر على مر التاريخ، قبل أن يتبين الأطباء أنها مجرد أعراض عادية أو متطورة لأمراض تقليدية أو موسمية، تظهر وتختفى بين الحين والآخر، تبعًا لتغير الفصول والمواسم أو دورات انتشار الفيروسات المتوطنة أو المنقولة أو حتى موجات الجوائح والأوبئة العالمية، مثل النسخ المختلفة من موجات انتشار فيروسات الجهاز التنفسى كالإنفلونزا وكورونا وغيرهما. 

«حمى الضنك» تنهى مخاوف الأهالى فى قنا وسفاجا والقصير

قبل أيام قليلة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعى وبعض القنوات التليفزيونية حملة واسعة من الاستغاثات التى انطلقت من قرية «العليقات» بمحافظة قنا، مع الحديث عن معاناة سكانها من أعراض مرضية غامضة، تنتقل من شخص إلى آخر، وتتمثل فى ارتفاع الحرارة والقىء والدوار والإحساس بتكسر فى العظام وآلام فى المفاصل وخمول فى العضلات، مع عدم وجود أدوية فعالة لإنقاذ المصابين.

وبعد وقت قصير من انتشار شائعة «المرض الغامض» فى قنا، وتناقل الحديث عن انتشاره فى بعض قرى سفاجا والقصير بمحافظة البحر الأحمر أيضًا، أوضحت وزارة الصحة- بعد إجراء الكشف على المصابين- أن ما انتشر فى القرية وتحدث عنه الأهالى ما هى إلا أعراض «حمى الضنك» المعروفة، التى تنقلها لدغات الحشرات والبعوض، مؤكدة أنها لا تنتقل من شخص إلى آخر.

وبينت «الصحة» أن «حمى الضنك» هى مرض معتاد فى مثل هذا الوقت من العام، حتى وإن ازدادت حدة أعراضه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، أو انتشر على نطاق واسع فى بعض المناطق دون غيرها، تبعًا لتوطن الحشرات والبعوض. 

وقال حمادة الطقاشى، أحد سكان مدينة سفاجا، إن المرض الحالى ينتشر بشكل دورى بين الأهالى فى سفاجا والقصير، مع تكرار نفس أعراضه، التى تتمثل فى ارتفاع الحرارة والقىء والدوار وآلام العظام والمفاصل، وغير ذلك.

وأضاف «الطقاشى»: «المختلف هذا العام هو طول مدة المرض عن سابقيه»، لافتًا إلى أن الأدوية التى يحصل عليها المصابون هى خافضات الحرارة والمسكنات وبعض المحاليل الملحية، والتى تساعدهم على التماثل للشفاء.

وقالت غادة عزت، من أهالى سفاجا، إن أسرة أختها عانت «المرض الغامض» قبل ٣ أسابيع، وظهرت على الجميع أعراضه، فاعتقدت الأسرة أن انتشار المرض بينهم يرجع لوجود مشكلة فى مياه الشرب، خاصة أنه ظهر بعد انقطاع المياه عنهم لعدة أيام اضطروا خلالها للشرب من مياه الخزانات. وأضافت «غادة»: «عانت العائلة كلها عدة أيام من أعراض المرض، الذى اكتشفنا أنه (حمى الضنك)، وأصيب أحد أبناء أختى بسببه بمشكلات فى ضغط الدم، وأصبح يتلقى علاجًا خاصًا».

وقال الصيدلى سامح مصطفى، من البحر الأحمر، إن الموجة الحالية من انتشار «حمى الضنك» تشبه موجة سابقة شهدتها المحافظة فى عام ٢٠١٧، وكان معظم الأهالى يتعاملون مع المسألة على أنها «دور برد»، مع استهلاك الأدوية التى تستخدم فى مثل هذه الحالات، على رأسها التى تحتوى على مادة الباراسيتامول، ما تسبب وقتها فى نقص بعض تلك الأدوية فى السوق.

ونصح كل من يعانى أعراض الموجة الحالية أن يلجأ فورًا إلى طبيب مختص أو مستشفى متخصص، مع مكافحة ارتفاع الحرارة بالكمادات الباردة وتناول الأدوية الخافضة للحرارة المتوافرة حاليًا فى الصيدليات.

ظاهرة موجودة منذ الملك توت.. وترتبط بالملاريا والإنفلونزا والنزلات المعوية

ما حدث مؤخرًا فى قنا لا يختلف كثيرًا عما حدث فى فترات مختلفة عبر التاريخ، أشهرها العام الماضى، الذى تحدث فيه البعض عن مرض غامض ضرب بعض لاعبى منتخب مصر لكرة القدم بعد عودتهم من المشاركة فى بطولة كأس الأمم الإفريقية بالكاميرون.

وتمثلت أعراض المرض فى الحمى والصداع والغثيان والقىء، ووصفها البعض بأنها أعراض لمرض غير معروف، قبل أن يتبين الأطباء أنها أعراض مرض الملاريا، الذى كان متوطنًا فى مصر منذ فجر التاريخ، وأن إلحاق صفة الغموض به كان نتيجة اختفائه سنوات طويلة من البلاد.

وكان من الغريب وصف مرض الملاريا بأنه غامض فى القرن الحادى والعشرين، خاصة أن علاقة مصر به تمتد عشرات القرون، ففى العام ١٣٢٥ قبل الميلاد، عانى الملك المصرى الشاب توت عنخ آمون حمى شديدة ونوبات من الرعشة أدت إلى وفاته، وهو ما أظهرته نتائج تحليل الحمض النووى والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء الملك، والتى أفضت إلى أن سبب الوفاة مضاعفات مرض الملاريا، الذى عرف قديمًا باسم «حمى الرعاشة»، حسبما أعلن الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار المصرى. الغريب أن المرض نفسه وصف بأنه غامض قبل نحو ١٠٠ عام، عندما نشرت جرائد مثل «الوقائع المصرية» و«الأهرام» أن الأعراض الغامضة التى انتشرت بين المصريين فى عام ١٩٢٦ هى أعراض وباء الملاريا.

وبعد اختفاء وباء الملاريا لمدة ٢٠ عامًا، عاد من جديد ليوصف بأنه مرض غامض عندما اجتاح محافظات الصعيد فى عام ١٩٤٢، ووصل عدد الوفيات به وقتها، وفقًا لمقال للكاتب الصحفى عبدالله السناوى، إلى ما يزيد على ١٢٠ ألف مصرى، منهم نحو ١٠٠ ألف من محافظات جنوب الصعيد.

ما حدث مع الملاريا حدث أيضًا مع مرض «الإنفلونزا الإسبانية»، التى انتشرت فى العالم كله أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها، وكانت توصف فى مصر بأنها «مرض غامض»، نجح قبل اندلاع ثورة ١٩١٩ فى قتل ما لا يقل عن نصف مليون مصرى.

ولسنوات طويلة لم يكتشف المصريون أنهم عانوا وباءً عالميًا إلا بعدما أدرج باحثون غربيون تلك الوفيات على قوائم ضحايا «الإنفلونزا الإسبانية»، معتمدين على مقالات الصحف والتقارير البريطانية التى بحثت فى أسباب قيام ثورة ١٩١٩.

وحسب تقارير لإدارة الصحة العامة الإنجليزية وقتها، فإن الوفيات فى مصر بسبب «الإنفلونزا الإسبانية» أو «الحمى الإسبانية»- كما عرفت آنذاك- بلغت نحو ١٣٩ ألفًا، ما يمثل نسبة ١٪ من السكان، فيما قدر آخرون الوفيات بأنها ١٧٠ ألفًا، متحدثين عن إصابة نصف مليون مصرى بهذا المرض.

وحينها، تم الاتفاق بين قوات الاحتلال البريطانى والسلطات فى لندن على التكتم على تلك المعلومات، خشية التأثير على الروح المعنوية للمقاتلين فى خنادق الحرب العالمية الأولى، وحتى لا يطلبوا العودة إلى ديارهم.

وبالمثل، تحدث كثير من أهالى قرى مركز ديروط بمحافظة أسيوط، فى عام ٢٠١٥، عن مرض غامض آخر، تتمثل أعراضه فى ارتفاع الحرارة والصداع، ما أودى بحياة ٤ أشخاص، قبل أن تخلص النتائج إلى أن الأعراض كانت ناتجة عن موجة حارة ضربت البلاد وقتها. 

وفى عام ٢٠١٧، استغاثت عدة أسر من منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية بعد إصابة أحد الأفراد بمرض غامض وغريب، أصاب ١١ حالة، وأودى بحياة ٣ أطفال، قبل أن تتماثل ٦ حالات للشفاء، مع وضع حالتين تحت الملاحظة.

وشكلت وزارة الصحة وقتها لجنة للتقصى الميدانى، تابعت حالة ١٧ شخصًا من المخالطين المصابين، وأظهرت النتائج الصادرة عن مركز السموم بجامعة عين شمس، بعد تحليل عينات المرضى، إصابتهم بفيروسات معوية، تسببت فى التهاب السحايا وأعراض شديدة عند المصابين الذين يعانون ضعفًا فى المناعة.

فيما أعلن مستشفى حميات إمبابة، الذى تم نقل المصابين إليه، عن أن المرض الغامض هو ميكروبات موسمية عادية، وأن الأعراض الشديدة جاءت بسبب ظروف تغير الفصول وارتفاع الحرارة.

الحالة الأغرب كانت فى مايو ٢٠١٨، عندما تحدثت إحدى العائلات عن خروج يرقات صغيرة من أعين وأطراف أحد أفرادها، ويبلغ من العمر ٢٧ عامًا، ويعانى من إعاقة ذهنية، مؤكدة أنها لا تعرف سوى أنه أصيب بأعراض غريبة بعدما مكث فى الشارع لمدة ٥ أيام بعيدًا عن منزله. 

وبعد أن قرر الوالدان اعتزال ابنهما المصاب لحين إيجاد العلاج المناسب، أخبرهما الطبيب بأن المرض الغامض هو إصابة بإحدى الحشرات التى وصلت له من الشارع، وتسببت فى هذه العدوى. 

ونفت وزارة الصحة والسكان وقتها ما تردد عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى عن وجود حشرة غريبة أصابت أحد الشباب بمنطقة المعادى، وبدأت تنتشر فى جميع أجزاء جسمه، مؤكدة أن هذا الحديث عار تمامًا عن الصحة.

وبتشكيل لجنة من قطاع الطب الوقائى والإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية، والإدارة العامة للوبائيات والترصد، والإدارة العامة لمكافحة ناقلات الأمراض، للتحقق من الحدث- تبين أن الأعراض ناجمة عن حشرة «القمل»، التى تتواجد فى الأماكن غير النظيفة، مع التأكيد أن مكافحة الحشرة ممكنة، عبر النظافة الشخصية، وتنظيف المنازل، وتعريض المفروشات المنزلية لأشعة الشمس.

طبيبة: فحوصات على أى «أعراض جماعية».. وأغلب الأمراض المنتشرة «عادى»

قالت الدكتورة عزة أبوالنور، استشارى الباطنة والكلى، مدير وحدة الكلى فى مستشفى إمبابة العام، إن وزارة الصحة والسكان تجرى الفحوصات اللازمة لتشخيص أى مرض يظهر على مجموعة من الناس.

وأضافت استشارى الباطنة: «هذه الحالات تكون فى أغلب الأوقات أمراضًا عادية ومعروفة، ولها بروتوكول علاج يتم اتباعه حسب الحالة»، مشددة على أنه «لا داعى لحالة الخوف التى تظهر بين المواطنين قبل التأكد من التشخيص والحل الطبى للمرض».

وضربت المثل بـ«حمى الضنك» التى انتشرت فى الآونة الأخيرة بين سكان سفاجا والقصير وقنا، قائلة إن الحالات التى نُقلت إلى المستشفيات تم التعامل معها حسب الأعراض التى تظهر على المريض، مع منع استخدام المضادات الحيوية وكذلك الإسبرين، لأنها بلا فائدة فى هذه الحالة، وتوجيه كل حالة بالراحة التامة وشرب السوائل الدافئة وتركيب المحاليل اللازمة.

وأفادت بأن حمى «الضنك» أو «الدنج» مرض ليس غامضًا، وتنتقل العدوى بلدغ بعوضة تدعى «البعوضة الزاعجة»، وتتسبب فى حمى فيروسية حادة تبدأ بشكل مفاجئ، وترتفع فيها درجة الحرارة لمدة تقترب من ٥ أيام، مع صداع شديد، وألم فى مؤخرة العين، وآلام مفصلية وعضلية، وفى بعض الأحيان قىء.

وشددت على أن لفظ «غامض» لا يمكن للأطباء إطلاقه على أى عدوى تنتشر بين مجموعة من الناس، إنما يجب تحليل الوضع والبحث فى الأعراض، حتى يُمكن تحديد التشخيص والعلاج المناسب، مضيفة: «مع تقدم الطب والرعاية الصحية أصبح الأمر أكثر سهولة».

وأتمت بقولها: «لا يمكن إغفال ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة التى نمر بها، والتى تؤدى لخروج عدد من الحشرات والزواحف من مخابئها لتطلق لدغاتها بما تحمله من عدوى للبشر، كما يمكن اعتبار التغير المناخى بصفة عامة أحد الأسباب الرئيسية فى انتشار الأمراض بين الحين والآخر».

إخصائى وبائيات: «الطب الوقائى» يتولى الاستقصاء عن أى مشكلة صحية طارئة

استعرض الدكتور عبدالعال البهنسى، مدير وحدة الوبائيات والترصد فى البحر الأحمر سابقًا، دور قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة والسكان فى التعامل مع أى «أمراض غامضة».

وقال «البهنسى»: «الطب الوقائى يؤدى دوره فى الاستقصاء والمسح والبحث الميدانى، لتحديد نوعية الأمراض والمشاكل الصحية المختلفة، ووضع الحلول الملائمة لها، والتعرف على احتياجات المجتمع ككل، بما يسهم فى وضع الخطط والبرامج الصحية السليمة». وأضاف: «قطاع الطب الوقائى مهتم بمكافحة عدد من الأمراض المعدية، عن طريق ترصد حدوثها على مستوى الجمهورية، والتأكد من أن انتشارها بالنسب العادية، وعدم تعديها إلى مرحلة (بداية الوباء)». واختتم حديثه بالتأكيد أنه لا وجود لما يسمى «الفيروس الغامض» أو «المرض الغامض» فى مصر.

أستاذة اجتماع: المشاعر الانفعالية وغياب الوعى الصحى وراء انتشار الشائعات 

رأت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع فى كلية التربية بجامعة عين شمس، أن الدول النامية التى تضم نسبة كبيرة من الشباب تصل إلى ٦٥٪، قد تغلب على طبائعها المشاعر الانفعالية، معتبرة أن هذا هو سر انتشار الشائعات حول الأمراض.

وقالت أستاذة علم الاجتماع: «إذا انطلقت كلمة من أحدهم، تجدها تنتشر بين الآخرين، مع إضافة بعض التعابير التى تنم عن المشاركة الوجدانية، بالتالى من السهل انتشار الأفكار والكلمات المغلوطة عن أى حدث، مثلما حدث فى مسألة (حمى الضنك) فى الأيام الأخيرة».

وأضافت: «من ضمن الأسباب أيضًا ارتفاع نسبة الأمية بين المصريين، وغياب الوعى الصحى، فعلى الرغم من التقدم الطبى الذى وصلنا إليه، ما زال هناك جهل بأبسط الأشياء، بينما ارتفاع الوعى الصحى بين الناس يجعل كل فرد حريصًا على صحة بيته وأسرته، ولا ينساق وراء شائعات ويردد جملًا مثل (المرض الغامض) وغيرها، بل يتبع الأساليب الطبية فى العلاج».

وأشارت إلى أن هناك علاقة وثيقة بين العوامل والظروف الاجتماعية وصحة الإنسان وتطوّر المرض، فمثلًا فى الأماكن التى تعانى الفقر والجهل، تجد أن نسبة الأمراض مرتفعة لدى سكانها، ومن السهل اشتعال شرارة الشائعات والخوف وسطهم، على عكس الأماكن التى بها رعاية صحية ونسبة تعليم مرتفعة، فهناك تجد أنه من الصعب اختراق الشائعات جدران هذا المجتمع، فى ظل انتشار التفكير فى الأسباب بشكل منطقى.

خبيرة نفسية: التشوهات المعرفية تؤدى لتداول الأفكار المغلوطة

قالت الدكتورة فاطمة الزهراء محمد المصرى، أستاذ الصحة النفسية المساعد فى كلية التربية جامعة حلوان، إن هناك ما يسمى بـ«التشوهات المعرفية»، والتى تندرج تحتها عدة أنماط منها «التهوين» و«التهويل»، وتتسبب فى انتشار الشائعات حول الأمراض، موضحة أن «التهويل» يعنى أن الشخص يعطى الشىء أكبر من حجمه، حتى وإن كان لا يستدعى ذلك، و«التهوين» هو التقليل من الشىء رغم أهميته. وأضافت أستاذ الصحة النفسية المساعد أن النمط الثانى هو «التفكير المستقطب»، ويعنى أن طريقة تفكير الشخص فى أى شىء إما أبيض أو أسود، وليس لديه الجزء الرمادى فى المنتصف بينهما.

وواصلت: «نجد هذين النمطين فى فئة كبيرة من الناس، وهم يتعاملون مع الشىء الذى أمامهم من الناحية السلبية فقط، دون النظر إلى الكم الكبير من الإيجابيات فيه، وهو ما يجعلهم لا يبحثون عن الأسباب المنطقية التى من الممكن أن توصلهم للحقيقة، مثل انتشار الأمراض».

وتابعت: «هذه السمات لا تنطبق على فئة معينة من الناس، مثل أهل الريف أو الحضر، لأن هناك أشخاصًا لديهم من العلم والمعرفة، ولا يدفعهم ذلك إلى البحث فى الأسباب المنطقية للأشياء، فتغلب عليهم سماتهم الشخصية المصابة بالتشوه المعرفى».