رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كان يتعرض للأذى".. محمد جبريل يروي الأيام الأخيرة في حياة سيد النساج

سيد النساج
سيد النساج

الكتاب والنقاد حياتهم مليئة بالمواقف والحكايات، ومن بين هؤلاء الكتاب الكاتب والناقد الأدبي واستاذ الأدب العربي وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة حلوان سيد النساج، فهو من مواليد 1936، ورحل عن عالمنا عام 1996.
ففي كتاب "ناس من مصر" للكاتب محمد جبريل، كشف لنا العديد من الجوانب الأخرى عن حياة سيد النساج وبعض آرائه ومواقفه حتى اللحظات الأخيرة في حياته.
فقال جبريل:" رفض سيد النساج انحيازي لدوره كباحث وأن تعريفاتي بإبداعات نجيب محفوظ وصلاح ذهني ويوسف إدريس وإدوار الخراط وأبو المعاطي أبو النجا ومجيد طوبيا وغيرهم تأتي في مرحلة ثانية تالية لما قدمه في مجال تاريخ السرد وتصنيف الاتجاهات الفنية ما أفاد الحياة الأكاديمية بخاصة والحياة الثقافية بعامة.
ووتابع جبريل: "الملاحظ أن النساج حرص في الكثير من كتابته النقدية أن يناقش الإبداع كظواهر أو اتجاهات أو جماعات أدبية بل إنه أعاد النظر إلى الخارطة الأدبية وأزمة تصويبها بما يهبها الصورة الصحيحة".
أعمال سيد النساج الأدبية
ووخلال فصل كامل كتبه عن النساج، أوضح جبريل أن النساج بدأ سلسلة مقالات في الهلال يضيف بها إلى الخارطة الإبداعية للقصة القصيرة أسماء لم يعن بها النقاد مثلما عنى بأسماء أخرى حددوا بها جيل المبدعين حينذاك أذكر أحمد الشيخ، أحمد هاشم الشريف، ضياء الشرقاوي، وغيرهم.
وكما أفراد مساحة في  كتاباته لتسليط الضوء على ناظر المدرسة الحديثة أحمد خيري سعيد وروايته الرائدة علي بك الكبير فإنه قد وجد في الكتابات الأولى للمبدعة سلوى يكر ما حفزه على تقديمها إلى الساحة الثقافية.
تغيير لوائح جوائز الدولة
وأشار إلى أن النساج وجد في جوائز الدولة ما دعاه للمطالبة بإعادة النظر في لوائحها وأن تتغير عضوية اللجان كل دورة بحيث يتحقق نوع من التفاعل والتمثيل لمختلف الاتجاهات الأدبية ونبتعد عن الأهواء الشخصية والتربيطات.
النساج يتعرض للأذى
وقال جبريل: حدثني النساج عن إلغاء الحرارة عن هاتفه ليلا بعد أن استيقظ في أوقات السهر لتفاجئه كلمات سوقية متلاحقة قبل أن يعيد السماعة إلى موضعها.
الأيام الأخيرة في حياة سيد النساج
وأضاف جبريل، حين أعلن المرض عن وجوده في جسد سيد النسياج حرصت على زياراتي المتقاربة لشقته في الطابق الأرضي من بيته بشارع الطوبجي بالجيزة ربما شاركنا الجلسة الراحل الجميل عبد المنعم تليمه الذي كان يجاور النساج في البناية نفسها.
كان سيد يتجاوز عبارات التأثر والإشفاق والحث على الصبر والتمسك بالأمل بالحديث في قراءاته وأفكاره ومشروعاته المستقبلية لن ينتصر المرض بسهولة أنا أمتلك من إرادة المقاومة ما يطيل المعركة وينتزع ابتسامة من شفتيه الشاحبتين من يدري؟
ومثل شخصيات همنجواي التي تنهزم فيها يشبه الانتصار رحل  سيد النساج في عام 1996 عن عالمنا عاش 60 عامًا خلف فيها الكثير من الآثار العلمية المهمة يفيد منها الأكاديميون وعامة النقاد والباحثين.

جهود سيد النساج في خدمة الثقافة العربية
ويذكرون بالفضل دوره في تصحيح المخلوط من المعلومات وإزالة الغموض أو العتامة عن جوانب في الخارطة الثقافية استكمالا حقيقيا لدور يحيى حقي في فجر القصة المصرية .

الساعات الأخيرة في حياة سيد النساج
وكان عدد كبير من أصدقائه وتلاميذه رافقوه من المستشفى إلى قريته شلقان بين محافظتي القاهرة والقليوبية وعند التهيؤ للعودة علت هتافات إخوته وأقاربه لابد من تناول الغداء بعد الجنازة حتى لا تغضبوا روحه.