كاتب الخيال العلمى تيد شيانغ: الحياة العصرية تركت الناس عالقين فى جزرهم

يعد الكاتب الصيني الأمريكي واحدًا من أكثر كُتاب الخيال العلمي شهرة في جيله، فقد فاز بالعديد من جوائز الخيال العلمي، وكتب ما يقرب من 18 قصة قصيرة على مدار 30 عامًا.

قصص من الخيال العلمي

تحمل قصص شيانغ علامات أسلوبه المميز: البساطة، والدقة العلمية، وفوق كل شيء، أصالة مذهلة، وثمة موضوعات مألوفة لقراء أعمال تشيانج مثل العلاقة بين اللغة والإدراك، والآثار المترتبة على الذكاء الخارق، والطبيعة المتغيرة لمكاننا في العالم.

تدور روايته القصيرة "قصة حياتك" حول عالم لغوي يتعلم التواصل مع مخلوقات فضائية، وقد تم اقتباسها في فيلم لهوليوود بعنوان "وصول"، وفي إحدى قصصه القصيرة بعنوان "ما هو متوقع منا" تبين القصة حالة الافتقار إلى الإرادة الحرة في العالم الافتراضي. 

وفي رواية The Lifecycle of Software Objects تدرس الرواية العلاقات بين المبدعين التقنيين واختراعاتهم وكذلك الأسئلة الفلسفية التي نتجت عن إنشاء نوع جديد من الذكاء. 

حدود الذكاء الاصطناعي

في الحوار الذي أجرته معه "فاينانشيال تايمز" يتحدث شيانغ عن حدود الذكاء الاصطناعي وعلاقة الخيال العلمي به.  

يقول شيانغ: جئت مباشرة من سان فرانسيسكو، حيث زرت شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في العالم، كان في أذهان الجميع الذكاء الاصطناعي "التوليدي"، وهو نوع جديد من البرامج التي يمكن أن تنتج صورًا ونثرًا شبيهًا بالبشري ردًا على استفسارات المحادثة، يتصارع مخترعو هذه الأدوات الجديدة في وادي السيليكون في مواجهة تحديات فلسفية غير مسبوقة تأتي مع تقنية يمكنها استخدام اللغة البشرية.

على الرغم من أن قصصه تجسد مفاهيم معقدة، يتمسك شيانغ بشكل القصة القصيرة التي يراها جزءًا من تقليد طويل في الخيال العلمي، فقد قدم قصته القصيرة الأولى إلى مجلة في سن الخامسة عشرة، مستوحاة من أعمال آرثر سي كلارك وإسحاق أسيموف. 

الناس يفضلون التحدث إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي

يشبه شيانغ علاقة البشر بالذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن بالكرة الطائرة التي أطلق عليها توم هانكس في فيلم "cast away" اسم "ويلسون"، والتي كانت رفيقه الوحيد في جزيرته النائية، يقول: أعتقد أن هذه طريقة أكثر فائدة للتفكير في هذه الأنظمة، فهي لا تقلل مما تشعر به شخصية توم هانكس تجاه ويلسون، لأن ويلسون قدم له الراحة الحقيقية. 

لماذا صار الناس يفضلون التحدث إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي بدلًا من التحدث إلى بعضهم البعض؟ يجيب: التفاعل مع الناس صعب ويتطلب الكثير، وغالبًا ما يكون غير مجزٍ، فالحياة العصرية تركت الناس عالقين في جزرهم الصحراوية، مما جعلهم يتوقون إلى الرفقة. 

ويتابع: لهذا السبب الآن، هناك فرصة أكبر للكرات الطائرة مثل "ويسلون"؛ روبوتات الدردشة الاجتماعية يمكنها توفير الراحة والعزاء الحقيقي للأشخاص بنفس الطريقة التي يوفرها ويلسون.