رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقل خطرا من «كورونا ..الحقيقة الكاملة لتفشى فيروس حمى الضنك بإحدى قرى قنا

حمى الضنك
حمى الضنك

 

حالة من الذعر أصابت المصريين بعد انتشار مرض اعتبره كثيرون "غامض"،  مما أثار الخوف من أن يصبح "وباءًا"، ليسير على درب "كورونا"، وهو “حمى الضنك”.

 

البداية جاءت عندما استغاث محمد النقيري عمدة قرية "العليقات"بمحافظة قنا فى برنامج تليفزيوني، بعد ظهور أعراض مرضية غريبة على 200 شخص تتمثل في ارتفاع كبير بدرجات الحرارة، قيء وإسهال، ظن أنها أعراض الأنفلونزا، ولكن بدأت الشكوك تزداد حول الفيروس مع الانتشار المتسارع في الإصابة به، مما دعا العمدة إلى الاستغاثة، في الوقت الذي شهدت فيه منطقة القصير بالبحر الأحمر بعض الإصابات ثم انتقل المرض إلى سفاجا.

 

تحرك سريع من وزارة الصحة تبع استغاثة العمدة، أعقبه إرسال فوري لفرق مكافحة ناقلات الأمراض، وفحص عينات من المياه، أماكن الصرف الصحي، بالإضافة إلى حصر لأعداد أصحاب الشكاوى المتشابهة.

 

أصدرت الصحة بيانًا أفاد بوجود البعوضة الناقلة لمرض حمى (الضنك) والمعروفة باسم الزاعجة المصرية، حسبما أظهرت النتائج المعملية لعينات الدم المسحوبة من الحالات المرضية من خلال فحص الأجسام المضادة، وفحص الحمض النووي الذي أوضح إيجابية بعض العينات لمرض حمى الضنك -الحمى المؤلمة للعظام.

ما هي حمى الضنك؟

عرفت منظمة الصحة العالمية حمى الضنك (الحمى المؤلمة للعظام) بأنها عدوى فيروسية يسببها فيروس حمى الضنك.

 

المنظمة أوضحت أن الفيروس لا ينتقل بشكل مباشر من البشر إلى البشر، ولكنه ينتقل إلى البشر عند تعرضهم لـ"لسعات" البعوض الحامل لهذه العدوى، والذي ينتشر في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم.

 

وتتكاثر البعوضة في أماكن تجمع المياه الراكدة وتجمعات القمامة والصرف غير المغطى والخزانات المكشوفة والتي تعتبر بيئة مناسبة لتكاثر البعوض, لذا فإن أفضل سبل المكافحة هي تحسين مستوى النظافة العامة والعمل على منع تواجد القمامة والمستنقعات والمياه الراكدة.

 

طبيب: ليس له علاج لكنه أقل خطورة من “كورونا”

في حديثه "للدستور" قال الدكتور أشرف العقبة رئيس قسم الباطنة والمناعة جامعة عين شمس إن "حمى الضنك" ينتشر بصورة كبيرة بمنطقة جنوب شرق أسيا ودول البحر الكاريبي والعديد من الدول الأفريقية، مشيرًا إلى أن البعوضة وسيلة انتشاره.

 

وتابع: الإصابة بمرض حمى الضنك تمر بثلاث مراحل، الأولى هي مرحلة الحضانة، والتي تبدأ منذ لدغة البعوض حتى 4 أيام وفيها لا يشعر المصاب بتأثير يُذكر، لتبدأ المرحلة الثانية التي تظهر فيها الأعراض وهي الارتفاع في درجات الحرارة التي تزيد عن 38 درجة مئوية، وكذلك الشعور بالصداع، والإسهال والتقيؤ، بالإضافة إلى الشعور بألم خلف مقلة العين، آلام في العضلات، تضخم في الغدة الليمفاوية.

 

أوضح “العقبة” أن بعض الحالات تنتهي بها أعراض المرض عند هذا الحد في حال تلقي العلاج  لافتًا إلى أن هذا المرض ليس له علاجًا قاتلًا للمرض فهو مرض فيروسي، وإنما العلاج يقتصر على علاج الأعراض فقط كمخفضات الحرارة وغيرها، مشيرًا إلى أن أغلب الأفراد هم من تنتهي بهم الأعراض عند هذا الحد ثم يتماثلون للشفاء بعد العلاج.

 

في حال عدم استجابة الأشخاص للعلاج تنتقل مرحلة المرض إلى مرحلة الصدمة، أو المرحلة الحرجة، حسب العقبي مشيرًا إلى أن في هذه المرحلة يحدث للشخص المصاب نقص في الصفائح الدموية، وهي المسئولة عن تجلط الدم، والتي تسبب نزيف من الأنف واللثة وكذلك نزيفًا في البراز والبول بالإضافة إلى التهاب في الأعصاب وتدهور في وظائف أعضاء الجسم.

 

ولفت “أشرف” إلى أن قلة من المصابين يصل إلى هذ المرحلة، مشيرًا إلى أن أغلب من يتعرض لها يكونوا من كبار السن، وأصحاب المناعة الضعيفة، وفي الوقت نفسه أشار إلى أنه في حال إصابة الأطفال بالمرض تكون فرص الاستشفاء منه أكثر من غيرهم، كما أوضح أن في مرحلة الاستشفاء من هذا المرض غالبًا ما يظهر ما يحدث طفح جلدي.

 

وأكد طبيب المناعة إلى أن حمى الضنك له 4 فصائل، ومن الوارد أن يصاب الشخص بفصيلة ثم بعد الشفاء منها يصاب بأخرى، موضحًا أنه في هذه الحالة يكون الاحتمال الأكبر أن يتعرض المصاب للمرحلة الأخطر من المرض، لذا فمن الضروري مع تلك الحالات والتي غالبًا تكون من كبار السن أن يتم التطعيم ضد المرض، فهو يأتي بنتائج جيدة.

 

وأوصى طبيب المناعة بضرورة مكافحة البعوض واستخدام المواد الآمنة للتخلص منه، وكذلك التخلص من المياه الراكدة والملوثة التي تكون سببًا في جلب البعوض، أما ردًا على من يقارن المرض بفيروس"كورونا" أوضح أنه أقل خطورة منه.

 

تأثير التغيرات المناخية 

 في الوقت نفسه أكد أشرف العقبة ريس قسم الباطنة والمناعة جامعة عين شمس أن التأثيرات المناخية التي يشهدها العالم مما لاشك فيه لها دورًا رئيسيًا في زيادة أعداد البعوض حول العالم، ومن ثم ظهور مثل هذه الأمراض.

 

الصحة العالمية: عدد الإصابات بالمرض بنحو 400 مليون حالة سنويًا

 

وفقًا للمنظمة كذلك هناك 40% من سكان العالم يواجهون التعرض للإصابة بالمرض وهناك أكثر من 95% من الحالات المبلغة على مستوى العالم تظهر عليها أعراض خفيفة، مثل (صداع حاد، ألم خلف العينين، آلام بالعضلات والمفاصل، غثيان، قيء، انتفاخ الغدد، طفح جلدي) وعادة ما تدوم الأعراض بين يومين إلى سبعة أيام، وتستجيب للعلاج بمخفضات الحرارة (الباراسيتماول) وتتكرر التفشيات الوبائية للمرض ما بين 3 إلى 5 سنوات.

 

استعداد كامل من الصحة المصرية

وعلى الرغم من إعلان وزارة الصحة أن جميع الحالات المصابة بسيطة وقد تلقت علاجها بالمنزل ولا توجد حالات من القرية، تم حجزها بالمستشفيات نتيجة لحمى الضنك ولا توجد أي حالات وفاة، وبعض الحالات مرتبطة بحالات ظهرت عليها الأعراض في مدينتي سفاجا والقصير فإن هناك حالة كبيرة من التأهب بالوزارة استعدادًا لهذا المرض ومكافحته، إذ أكدت الوزارة على اتخاذها وتنفيذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية في مكافحة نواقل المرض والحد من انتشاره.