رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أسوشيتد برس": "اتفاق الحبوب" بالغ الأهمية للدول الفقيرة.. وتداعيات كارثية فى حال وقفه

الحبوب
الحبوب

قالت روسيا، الإثنين، إنها أوقفت العمل باتفاقية الحبوب التي توصلت إليها مع أوكرانيا، مطالبة بتلبية شروطها من أجل العودة للاتفاق.

وأوضحت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، أن روسيا أوقفت هذا الاتفاق غير المسبوق في زمن الحرب رغم أنه يسمح بتدفق الحبوب من أوكرانيا إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، حيث يمثل الجوع تهديدًا متزايدًا وسط أسعار الغذاء المرتفعة التي دفعت المزيد من الناس إلى الفقر.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، عن تعليق الصفقة في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين، مضيفًا أن روسيا ستعود إلى الاتفاق بعد تلبية مطالبها.

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن هذا الأمر بمثابة نهاية اتفاق انفراج توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا الصيف الماضي للسماح للأغذية بمغادرة منطقة البحر الأسود، بعد أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، فيما سهلت اتفاقية منفصلة حركة الأغذية والأسمدة الروسية رغم العقوبات الغربية.

وأشارت إلى أن الدولتين المتحاربتين من الموردين العالميين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس وغيرها من المنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة التي تعتمد عليها الدول النامية.

فيما اشتكت روسيا من أن القيود المفروضة على الشحن والتأمين أعاقت صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، وهي أيضًا مهمة لسلسلة الغذاء العالمية، لكن المحللين وبيانات التصدير يقولون إن روسيا تشحن كميات قياسية من القمح وكذلك الأسمدة.

وقالت "أسوشيتد برس" إنه تم تجديد الاتفاق لمدة 60 يومًا في مايو الماضي وسط تراجع موسكو في الأشهر الأخيرة، حيث انخفضت كمية المواد الغذائية التي يتم شحنها وعدد السفن المغادرة لأوكرانيا، مع اتهام روسيا بالحد من السفن الإضافية القادرة على المشاركة في نقل الغذاء.

وأدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية إلى مستويات قياسية العام الماضي، وساهمت في حدوث أزمة غذاء عالمية مرتبطة أيضًا بالصراع والآثار المستمرة لوباء كورونا والجفاف وعوامل مناخية أخرى.

تداعيات وقف تمديد اتفاقية الحبوب

وقال سيمون إيفينيت، أستاذ التجارة الدولية والتنمية الاقتصادية في الجامعة، إن اتفاق الحبوب بالغ الأهمية للأمن الغذائي لعدد من البلدان، وستؤدي خسارته إلى تفاقم المشاكل لمن يواجهون مستويات ديون عالية وتداعيات مناخية.

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة الذي يهدف إلى استهداف التضخم، بالإضافة إلى ضعف العملات، يجعل من الصعب على العديد من البلدان النامية تمويل عمليات الشراء بالدولار في الأسواق العالمية.

وأضافت الوكالة: "بينما لا يتوقع المحللون أكثر من ارتفاع مؤقت في أسعار السلع الغذائية لأن أماكن مثل روسيا والبرازيل زادت من صادرات القمح والذرة، فإن انعدام الأمن الغذائي آخذ في الازدياد".

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة هذا الشهر إن 45 دولة بحاجة إلى مساعدات غذائية خارجية، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية. 

وسمحت مبادرة حبوب البحر الأسود لثلاثة موانئ أوكرانية بتصدير 32.9 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى إلى العالم، أكثر من نصف الكمية إلى الدول النامية، وفقًا لمركز التنسيق المشترك في اسطنبول.

لكن الاتفاق واجه انتكاسات منذ أن توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، حيث انسحبت روسيا لفترة وجيزة في نوفمبر قبل الانضمام مرة أخرى للاتفاق وتمديده.