رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منذ انطلاق الأزمة.. كيف دعمت مصر السودان في أزمته؟

قمة دول جوار السودان
قمة دول جوار السودان

تستضيف مصر، اليوم، مؤتمر قمة دول جوار السودان لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالى والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار لتسوية الأزمة بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة، حيث يتم عقد المؤتمر فى ظل الأزمة الراهنة فى السودان، وحرصًا من الرئيس عبدالفتاح السيسى على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السودانى. 

كما يأتي هذا المؤتمر لتجنيب دول الجوار الآثار السلبية التى تتعرض لها، والحفاظ على الدولة السودانية ومُقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.. ولكن ما الذي قدمته مصر لدعم السودان منذ شرارة الأزمة؟.

في صباح السبت، تحديدًا في 15 من شهر أبريل، اندلع نزاع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، في عدة مواقع في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى في البلاد، منذ اللحظة الأولى بدأت الدولة المصرية فى التعامل بكل حكمة وثبات مع الأزمة، حيث وظفت مصر مؤسساتها للتعامل مع الأزمة، فضلا عن التحركات الدبلوماسية التى قامت بها وزارة الخارجية بقيادة الوزير سامح شكري فى محاولة لإحتواء الأزمة، إذ يأتي هذا في إطار ريادة القاهرة ودورها الإقليمى فى قارة أفريقيا. 

تمسكت مصر بمبادرة "اسكات البنادق" التى تبنتها القيادة المصرية فى فبراير عام 2019، لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة.

كما سعت مصر لتحقيق الاستقرار في السودان والمحيط الأفريقى لمصر، لما يمثله من بعد قومي  للأمن القومى المصرى، حيث طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، خلال اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

فتحت مصر أبوابها للشعب السودانى للفرار من جحيم الحرب الدائرة هناك، وما خلفته من مشاهد دمار وترويع، واتباعا لمبدأ الحياد تواصلت مصر مع المسئولين المصريين من طرفى الأزمة.

منذ اندلاع الأزمة، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة اتصالات بنظراءه فى أفريقيا، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكري، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، وناشدهم بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، مطالبا بإعلاء المصلحة الوطنية العليا للسودان.

أما عن اللاجئين، عبر أكثر من 70 ألف شخص إلى مصر من منفذي قسطل وأرقين - خلال الفترة من 15 أبريل إلى 7 مايو - فرارا من الحرب الدائرة في السودان، وذلك بحسب وزارة الخارجية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

كما قامت وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان ومع كافة أجهزة الدولة للوقوف على تطورات الأحداث أولا بأول وتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل.

جهزت مصر وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ كما وفرت وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت لاطمئنان العالقين على ذويهم.

نفذ الهلال الأحمر المصري حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ كما استقبل الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية.

لدعم اللاجئين أيضًا، أقامت جمعية الهلال الأحمر المصري مركزا إغاثيا إنسانيا في معبر أرقين الحدودي مع السودان، وذلك لمساعدة الجالية المصرية والطلبة المصريين القادمين من السودان ومساعدتهم علي استكمال رحلاتهم حتي الوصول لمنازلهم سالمين.