رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يوم سعيد".. فاتن حمامة تكشف تفاصيل أولى أدوار مسيرتها الفنية

فاتن حمامة
فاتن حمامة

كشفت مذكرات الراحلة فاتن حمامة، في أولى حلقاتها المنشورة بمجلة الكواكب يوم 11 يوليو1961، عن كواليس اللقاء الأول الذي جمعها بالموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب.

وقالت فاتن حمامة، في مذكراتها:" حدثتكم في الحلقة الأولى من هذه المذكرات عن وصولي إلى القاهرة ومقابلتي للمخرج محمد كريم الذي وقع معى، بعد اختبار قصير، عقدًا للقيام بدور أنيسة فى فيلم "يوم سعيد"، وبدأت أتردد على مكتب عبد الوهاب كل يوم، ليقوم المخرج محمد كريم بتدريبي على التمثيل والوقوف أمام الكاميرا . 

وتابعت: "كنت أستيقظ كل صباح وأجلس فى سريري الصغير وأقول لأبي.. بابا أحنا مش رايحين عند المعلم كريم النهاردة ؟" وكان أبي يضحك عاليا ويقول لى: المعلم ؟ طبعًا:" هكذا صور لى خيالى مخرجى الأول، صوره لى معلما فقد كان المعلم أو المدرس أقرب الشخصيات إلى نفسي بعد والدي، والطفل عادة لا يبتعد كثيرًا فى تشبيهاته وتصويره البدائى للأمور عن المحيط الذي يعيش فيه.

وأكملت: "من هنا كان مخرجي الأول فى نظري.. معلماً ! وكان كريم يستقبلني على الرغم مما أشتهر به من عصبية بأبتسامة مشرقة، وكنت أرى على مكتبه دائمًا عشرات الهدايا وقطع الشوكولاتة الكبيرة، وكانت هذه الهدايه وقطع الشوكولاتة وعودًا صامتة من المخرج ونداء للأجادة.

كواليس دور أنيسة في فيلم يوم سعيد
وأضافت "حمامة" في مذكراتها: “عرفت فيما بعد أن دور أنيسة لم يكن بالصورة التى ظهر عليها في الفيلم، كان دورًا ثانويا قصيرًا لا يتطلب ظهور صاحبته على الشاشة أكثر من دقائق قصار ولكن ”كريم" لمس فى الموهبة، وهذا كلامه أنقله بأمانه وبلا غرور، رأى أن يعيد كتابة القصة فى كل ما يختص بدورى، وقد اقتضى التغيير فى الدور إدخال تغيير كبير على السيناريو بأكمله، كما أستعان المخرج بثلاثة من كبار كتاب الحوار فيضعو للطفلة الصغيرة حوارًا يلائم سنها وتنطقه كما ينطق الأطفال. 


مكتب محمد عبد الوهاب
وأشارت إلى أن الزائرة اليومية الوحيدة كانت لمكتب عبد الوهاب، كما كان كريم هو الوحيد الذى ألتقى به هناك، ولكنى لا حظت فى أحد الأيام وجها آخر غير وجهه كريم وجها أحمر صاحبته ممتلئة الجسد تتكلم بطلاقة لغه لا أفهمها، ويوافقها كريم على حديثها بهزات من رأسه. 

ووقفت الزائرة تتأملنى طويلًا ثم أمسكت ورقة وقلمًا وراحت ترسم خطوطا سريعة، وبعد أن انتهت من الرسم عرضته على كريم فأدخل عليه بعض التعديلات وبالرغم من أن زيارة السيدة الغريبه أثارت فضولى إلا أننى لم أسأل عمن تكون، أو ماذا كانت تريد، وعرفت فيما بعد أن هذه السيدة لم تكن إلا حائكة ثياب الممثلات، وقد جاءت يومها لتصمم لى ملابس الفيلم! 

وبعد هذا الزيارة بأيام ثرت لأول مرة كما تثور كل حواء.. وكان السبب هو أقوى ما يثير حواء، فقد حملوا إلي به جلاليب من النوع الريفى ذى الألوان الزاهية، وقد رفضت بشدة أن أرتديها وضحت قائلة : "مش ممكن ألبس زى دادة نفوسة ".
فاتن حمامة تثور
هكذا ثارت فاتن حمامة دفاعًا عن أناقتها قبل أن تعرف ماهي الأناقة، وماهو الغرض منها، ولكنها غريزة المرأة وأحساسها الداخلى! وقد لجأ كل من والدى وكريم إلى الحيلة فى سبيل اقناعى بلبس "جلاليب نفوسة " كما اسميتها، فقد استحضرا لى أثوابا أنيقة جديدة، وعرضًا على أن ألبسها بشرط ان ألبس فبلهما الجلاليب فى الفيلم.

وكان العرض عادلًا فقبلته على الفور! وكان طبيعيًا وقد طرأ تغيير كبير على حياتى أن بتغير معه نظامى اليومى، لقد وضع لى المخرج برنامجًا دقيقًا يبدأ فى الساعات الأولى من الصباح وينتهى بدخولى السرير.