رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" ترصد إنجازات المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» وتوطينها فى أقل من عام

ابدأ
ابدأ

فى ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٢، خلال «الملتقى والمعرض الدولى الأول للصناعة»، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن إطلاق المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ».

وتستهدف المبادرة بشكل أساسى دعم وتوطين الصناعات الوطنية، للاعتماد على المنتج المحلى وتقليل الواردات، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطنى فى توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.

«الدستور» ترصد فى السطور التالية أبرز الإنجازات التى حققتها المبادرة، بعد أقل من عام واحد على إطلاقها، علمًا بأن المبادرة لا تزال تواصل تحقيق النجاحات يومًا تلو الآخر، لتثبت للجميع أن كل ما تحقق هو مجرد بداية، تحت لواء الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسى.

توطين 23 صناعة يوفر 16 مليون دولار من الفاتورة الاستيرادية

قالت دينا الدليل، عضو المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ»، إن المبادرة تم تنفيذها طبقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى لشباب البرنامج الرئاسى بإطلاق مبادرة لتطوير الصناعة الوطنية، تستهدف تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية.

وأضافت عضو المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية أن أبرز هذه الأهداف: توطين الصناعات الاستراتيجية، والاعتماد على المنتج المحلى، وتقليل الفجوة الاستيرادية، وتوفير فرص عمل، بجانب تنفيذ خطط طويلة الأجل، تجعل مصر مركزًا للتصدير إلى دول إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك من خلال ٣ محاور رئيسية هى: المشروعات الكبرى، ودعم الصناعة، والتدريب.

وأوضحت أنه بالنسبة لمحور المشروعات الكبرى، يتم العمل حاليًا على ٦٤ مشروعًا لتوطين ٢٣ صناعة حديثة، لأول مرة فى مصر، بهدف خفض ١٦ مليون دولار من الفاتورة الاستيرادية، بالشراكة مع ٣٣ شريكًا من أكبر رجال الصناعة فى مصر، و٢٣ شريكًا تكنولوجيًا من كبرى الشركات العالمية فى أكثر من ١٢ دولة.

وبيّنت أن الصناعات التى يتم توطينها لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط، من خلال محور المشروعات الكبرى، تمثلت فى صناعة «الصودا آش» و«السيليكون»، إلى جانب مصنع لتصنيع صمام أمان الغاز، ومشروع الخامات الدوائية، ومشروع تصنيع مكونات محطات المياه، ومعامل الاختبارات اللازمة لجعل الأجهزة المنزلية معتمدة دوليًا.

وانتقلت للحديث عن المحور الثانى المتعلق بدعم الصناعة، كاشفة عن استقبال مبادرة «ابدأ» ١٧٠٠ طلب دعم، مع دعم ما يقارب ٧٨٩ مصنعًا قائمًا، ومساعدة ٤٩٧ مستثمرًا جديدًا، واستهداف تقديم الدعم لـ٥٠٠٠ مصنع سنويًا.

وأضافت: «نعمل على مساعدة المصانع التى توقفت عن العمل، ودعم عودة نشاطها مجددًا، من خلال توجيه دعم فنى، إلى جانب دعم مالى من خلال توجيههم إلى الجهات الداعمة ماديًا مثل البنوك التى تساعدهم على إعداد دراسات الجدوى، مع مساعدة بعض المصانع المتوسطة والصغيرة فى التحول الرقمى».

وبخصوص محور التدريب، أشارت إلى أن المبادرة تعمل من خلاله على تدريب الكوادر العمالية عن طريق عدة مبادرات، أبرزها مبادرة «ابدأ حياة» فى محافظتى سوهاج والغربية، والتى استهدفت تقديم التدريب والتمكين الاقتصادى، بالإضافة إلى تنفيذ برامج بالشراكة مع جهات الدولة المختلفة أو الجهات الخاصة بهدف خلق عامل مثقف ومدرب طبقًا للمعايير الدولية، التى يتم تنفيذها من خلال الأكاديمية الوطنية للتدريب كشريك استراتيجى.

افتتاح مصنع تكييف يوفر 75 مليون دولار واردات.. سبتمبر المقبل 

يتعلق المحور الأول للمبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» بالمشروعات الكبرى، ويقوم على عقد شراكات مع كبار المصنعين، سواء كانت مشروعات قائمة ترغب فى تطوير أنشطتها، أو مشروعات جديدة.

وفى إطار محور المشروعات الكبرى يجرى زيادة الاستثمارات الصناعية، بالشراكة مع الخبراء فى القطاعات المختلفة، وتشجيع الصناعات المغذية وضمان قدرتها على التوسع، وتطوير شامل لمقومات العمل الصناعى من خامات وصناعات مغذية ومنتجات نهائية، ومعامل الفحص والاختبارات، والتكامل مع سلاسل القيمة بالشراكة مع القطاع الخاص.

ونجحت مبادرة «ابدأ» فى تجميع المصنعين المتنافسين داخل القطاع الواحد، لتوطين صناعات مغذية تتطلب الإنتاج بحجم كبير واستهلاك المنتج من قبل تحالف من المستثمرين المحليين، مثل مكونات الأجهزة الكهربائية المنزلية التى سيصنعها ويستهلكها ويصدر إنتاجها تحالف من مصنعى الأجهزة الكهربائية المنزلية المحليين بالشراكة مع المستثمرين الأجانب.

وتستوفى كل المشروعات الكبرى فى إطار المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية معايير توطين أحدث التكنولوجيات فى الصناعة، ونسب مكون محلى مرتفعة تتم زيادتها بشكل تدريجى، بما يضمن تقليل الفجوة الاستيرادية، والتكامل بين الصناعات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة. 

كما تستهدف بعض المشروعات تصدير إنتاجها بالكامل إلى الخارج، بناءً على دراسات المواصفات الفنية والقياسية لأسواق التصدير.

ويعد مصنع «MSE» لصناعة التكييف واحدًا من أهم المشروعات الكبرى ضمن مبادرة «ابدأ»، ومن المقرر افتتاحه فى سبتمبر المقبل، وبدأ بالشراكة مع المبادرة فى توفير أكثر من ٣٠٠٠ فرصة عمل، ويسهم فى تحقق وفرة قدرها ٧٥ مليون دولار سنويًا فى الواردات.

ويسهم المصنع أيضًا فى زيادة الصادرات بـ٤٥ مليون دولار، ويشمل ٥٠٪ خامات محلية و٥٠٪ خامات مستوردة، وهو يقدم إنتاجًا على مشروعات قائمة فعليًا، بما يحقق توجهات الدولة فى تحقيق التطور التكنولوجى السريع، مع توفير كل وسائل الحفاظ على البيئة.

هناك أيضًا مصنع «المصرية كونكورد للمواسير»، الذى بدأ عمله فعليًا مع العمل على توسعات أخرى، بتكلفة استثمارية ٩٥ مليون دولار، وتم الانتهاء من الإنشاءات والتوسعات الخاصة به، فى انتظار وصول خطوط الإنتاج.

ويتطلع المصنع من خلال شراكته مع «ابدأ» لزيادة قدرته الإنتاجية، التى تبلغ ٢٠٠ ألف طن مواسير صلب سنويًا، بما يحقق وفرة فى الواردات بقيمة ١٧٦ مليون دولار سنويًا، مع توريد هذه المواسير للعديد من المشروعات القومية مثل: مشروع بحر البقر فى سيناء ومشروع مستقبل مصر فى الدلتا الجديدة. ويتضمن المحور ذاته الشراكة مع شركة «فريش»، التى حققت للشركة تسهيلات فى مختلف الإجراءات.

برنامج تدريبى على أعلى مستوى بالشراكة مع الوطنية للتدريب 

يهدف محور التدريب والبحث والتطوير إلى توفير التدريب الفنى والمهنى والتثقيفى للعمالة الحالية فى قطاع الصناعة، خاصة داخل المصانع المتعثرة، والعمالة الجديدة التى يحتاجها القطاع ككل، وتوفير عمالة مدربة طبقًا للمعايير الدولية، تلبى متطلبات واحتياجات سوق العمل من التخصصات والمهارات المختلفة التى يحددها أصحاب العمل، مع تحقيق استدامة وجودة التدريب من خلال تطوير مؤسسات التعليم الفنى والتدريب المهنى التابعة للدولة، واعتمادها طبقًا للمعايير الدولية.

ويتحقق ذلك من خلال تطبيق استراتيجية كاملة تتألف من خطة قصيرة الأجل تعمل على توفير دورات تدريبية قصيرة «فنية ومهنية وتثقيفية» للعمالة الحالية والعمالة الجديدة فى قطاع الصناعة والمهن الحرة، وخطة أخرى طويلة الأجل تعمل على تطوير مؤسسات التعليم الفنى والتدريب المهنى التابعة للدولة طبقًا لمعايير الاعتماد الدولية.

وانطلاقًا من دورها الرائد فى توطين الصناعات الحديثة، وتوفير فرص العمل، وتنمية قدرات العنصر البشرى، أطلقت مبادرة «ابدأ» مؤخرًا بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية للتدريب، وشركة «شل مصر»، الدورة الأولى من البرنامج التدريبى «Shell NXplorers» المصمم للمستوى الإدارى فى المصانع، وذلك لـ٢٥ متدربًا من العاملين فى المصانع التى أنشأتها «ابدأ» لصالح توطين الصناعة من خلال محور المشروعات الكبرى، والمصانع التى وفرت لها الدعم من خلال محور دعم الصناعة. يأتى ذلك بهدف إكساب المتدربين الخبرات العملية والمهارات الفنية اللازمة لتطوير أنماط التفكير التى تمكن من حل أى مشكلة معقدة، ليصبح المتدرب جزءًا من مجتمع المستقبل المتنامى من القادة وصناع التغيير.

مشروعان لصناعة المحركات و«الليد» بأعلى تكنولوجيا وجودة وقدرة إنتاجية.. وجذب المصانع الأجنبية للشراكة

ينقسم العمل فى محور دعم الصناعة إلى عدة محاور، على رأسها تقديم الدعم الفنى والمادى للمصانع المخالفة والمتعثرة ومساندتها حتى تستطيع تقنين أوضاعها، والتواصل والتنسيق المستمر مع فريق مؤسسة «حياة كريمة» الموجود فى كل قرى ومراكز المبادرة الرئاسية.

ويستهدف هذا التنسيق دعم جهود الدولة لإحداث طفرة فى البنية الأساسية داخل قرى ومراكز «حياة كريمة»، والتمكين الاقتصادى من خلال توطين سلاسل صناعات متكاملة بها، تضمن تعظيم استغلال القيمة المضافة لموارد هذه المراكز والقرى وتوطين صناعات حديثة هناك. وتلقت المبادرة فى هذا الإطار ١٦٩٢ طلب دعم على موقعها الإلكترونى، وتم حل مشاكل ٧٠٪ منها حتى الآن، وبناءً على ثقة المصانع التى تم دعمها، تلقت «ابدأ» طلبات للشراكة معها، ويتم حاليًا عقد ١٠ شراكات مع مصانع متعثرة، وتشغيلها مجددًا مع التوسع لزيادة الإنتاج. ومن المصانع التى تنفذ شراكة مع مبادرة «ابدأ» مصنع «CPT»، الذى يستهدف من هذه الشراكة توطين صناعة «الدينامو» والمحركات بتكنولوجيا أعلى جودة وقدرة إنتاجية كبيرة، وتوصيل قدرته الإنتاجية لـ١٠ آلاف مجموعة توريد، وبالتالى استهداف أسواق محلية وإقليمية بأعلى الإمكانيات والجودة التى تليق بالصناعة المصرية.

ودعمت «ابدأ» مصنع «CPT» من خلال توفير ٨ وحدات صناعية على مساحة ١٠ آلاف متر، وإصدار أول رخصة صناعية لمولدات الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى التنسيق مع مصنع «kiroloskar» لتصنيع محرك المولد الكهربائى فى مصر، مع عقد لقاءات مع مصنع «meccAlte» لتصنيع أول «Alternator» فى مصر.

وعقدت «ابدأ» كذلك شراكة مع «مجموعة حديد العشرى»، التى ساعدتها المبادرة لمواجهة التحديات، وتطوير طاقتها الإنتاجية وزيادتها من ١٥٠ ألف طن إلى ٥٥٠ ألف طن، بهدف الوصول إلى ٧٥٠ مليون دولار صادرات. ودعمت المبادرة المجموعة بمساعدات لرفع الطاقة الإنتاجية للمصنع، بجانب تشغيل خط إنتاج على البارد بطاقة إنتاجية ٣٥٠ ألف طن سنويًا، مع التخطيط لوصول معدل التصدير إلى ٧٥٠ مليون دولار سنويًا. بالإضافة إلى مصنع «فيوتك»، وهو مشروع يهدف إلى صناعة «الليد» والصناعات المرتبطة بها، لتعميق التصنيع المحلى.

وبلغت الطاقة الإنتاجية للمصنع مليون كشاف و٥ ملايين لمبة طولية سنويًا، وبلغ الوفر فى الواردات ٢٠ مليون دولار، بتكلفة استثمارية ٥٠٠ مليون جنيه، ومكون محلى ٥٠٪، كما وصلت خطوط الإنتاج إلى ٤ خطوط.

وتسعى المصانع الأجنبية بشكل كبير مؤخرًا للتعاقد مع المبادرة الوطنية «ابدأ»، بعد دورها فى مساعدة المصانع على معالجة التحديات التى تواجهها، ودعمها لزيادة الطاقات الإنتاجية ومعدلات تصديرها إلى الخارج.