رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل التصحيح الإلكترونى لامتحانات الثانوية: يضمن الدقة وعدم التلاعب بالدرجات

التصحيح الالكتروني
التصحيح الالكتروني

دائمًا ما تكون آلية التصحيح فى امتحانات الثانوية محل جدل ونقاش خلال موسم الامتحانات، خاصة بعد إقرار وزارة التربية والتعليم نظامى التصحيح الإلكترونى واليدوى.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن أن امتحانات الثانوية العامة هذا العام تتضمن نوعين من الأسئلة، أولهما أسئلة الاختيار من متعدد، وتتم الإجابة عنها فى ورقة «البابل شيت»، وثانيهما الأسئلة المقالية وتتم الإجابة عنها فى ورقة مخصصة لذلك منفصلة عن «البابل شيت».

وتوزع أسئلة الامتحانات فى أربعة نماذج، يتضمن كل نموذج نفس الأسئلة مع الاختلاف فى الترتيب فقط، مع وضع أربعة نماذج للإجابة، لتتم عملية التصحيح وفقًا لهذا التقسيم على مرحلتين.

فى السطور التالية، يكشف عدد من الخبراء التربويين عن التفاصيل الكاملة لخطة تصحيح امتحانات الثانوية.

عاصم حجازى: ماسح ضوئى لـ«البابل شيت» ومنح الدرجة إلكترونيًا لكل سؤال

قال عاصم حجازى، الخبير التربوى، إن المرحلة الأولى للتصحيح سيتم فيها تجميع كل أوراق «البابل شيت» الخاصة بالطلاب بعد مراجعتها والتأكد من صلاحيتها للتصحيح الإلكترونى، والتأكد من خلوها من الشطب واستخدام مزيل الحبر وخلافه.

وأضاف أنه يتم تصحيحها تصحيحًا آليًا من خلال ماسح ضوئى مخصص لهذا الغرض، متصل بجهاز كمبيوتر مثبت عليه برنامج متخصص فى التصحيح الإلكترونى.

وتابع: يتم التصحيح لكل نموذج من النماذج الأربعة منفردًا، بحيث يتم جمع كل أوراق «البابل شيت» الخاصة بالنموذج «أ» مثلًا، ويتم إجراء «سكان» لنموذج الإجابة أولًا، ليحتفظ به البرنامج.

وأكمل: بعد ذلك يتم تنظيم باقى أوراق «البابل شيت» ووضعها فى الماسح الضوئى ليسحبها ويجرى مسحًا لكل ورقة، ومن ثم يقارن البرنامج إجابة كل طالب بالإجابة الموجودة فى نموذج الإجابة الذى تم سحبه أولًا، وهكذا مع باقى النماذج الأربعة على أن يعطى لكل سؤال درجة.

وتابع: بعد ذلك يمكن استخراج النتائج فى صورة ملف «إكسيل» مدون به رقم جلوس الطالب والدرجات التى حصل عليها فى كل سؤال، ويتم تحديد الأسئلة المقدرة بدرجتين فى الملف وضرب هذه الدرجة فى ٢. وأوضح أنه إذا كان السؤال الخامس بدرجتين مثلًا، يتم تحديد العمود الخاص بهذا السؤال فى ملف «الأكسيل» وضرب الدرجة الموجودة فيه فى ٢، ثم يتم جمع درجات جميع الأعمدة للحصول على الدرجة النهائية للطالب فى الجزء الموضوعى من الامتحان.

وأشار إلى أنه فى المرحلة الثانية، يتم إرسال الأسئلة المقالية إلى ٢ من المصححين عبر «التابلت»، ليتولى كل منهما تصحيح السؤال المقالى وفقًا لنظام «الروبريكس».

وقال: «إذا كان الفارق بين تقدير كل مصحح والآخر نصف درجة، تحتسب الدرجة الأعلى وإذا زاد الفارق عن نصف درجة، تتم الاستعانة بمصحح ثالث، وبعد الانتهاء من تصحيح الأسئلة المقالية يتم جمع الدرجة الخاصة بها، مع الدرجة الخاصة بالأسئلة الموضوعية، لتكون الدرجة النهائية للطالب».

وأضاف: «لا شك أن هذه الإجراءات تضمن قدرًا كبيرًا من الدقة والموضوعية فى التصحيح وتقدير درجات الطلاب بشكل عادل، والحفاظ على ما بذله كل طالب من جهد».

تامر شوقى: الاستعانة بنموذج إجابات.. ومراجعة الدرجات على «الإكسيل»

قال تامر شوقى، خبير تربوى، إن التصحيح الإلكترونى إحدى الطرق المتعارف عليها عالميًا فى تصحيح الأسئلة الموضوعية، خاصة فى نمط الاختيار من متعدد. وأضاف أن هذا النظام يقضى تمامًا على أخطاء التصحيح البشرى، خاصة مع زيادة أعداد أسئلة الاختيار من متعدد فى الامتحان الواحد، لتصل فى بعض الامتحانات إلى ١٠٠ سؤال أو أكثر، ما يشكل صعوبة فى تصحيحها يدويًا.

وبيّن أن التصحيح الإلكترونى يتضمن العديد من الخطوات، تبدأ بالمراجعة اليدوية لبيانات الطالب على ورقة الإجابة أو «البابل شيت»، مثل الاسم، ورقم الجلوس، ونموذج الإجابة.

وأكمل: يتم إعداد نموذج إجابة للامتحان على ورقة «بابل شيت» مشابهة تمامًا للورقة التى يجيب عنها الطالب فى الامتحان، ويتضمن الإجابات الصحيحة مظللة، ويُعِد هذا النموذج واضع الامتحان أو اللجنة المكونة من ١٠ خبراء، التى تكلفهم الوزارة لإعداد النموذج عقب كل امتحان، ثم تتم تغذية جهاز الحاسب الآلى بهذا النموذج من خلال الماسح الضوئى، الذى سيتم عبره تصحيح الإجابات.

وقال: «يتم أحيانًا تصحيح بعض أوراق الإجابة بشكل يدوى ثم إلكترونى، ومطابقة درجات التصحيح اليدوى مع الإلكترونى، للتأكد من دقة التصحيح الأول».

وتابع: تتم مراجعة درجات الطلاب على «الإكسيل شيت» المتصل بالتصحيح الإلكترونى، للتأكد من أنه قد تم تصحيح كل أسئلة الامتحان للطالب بشكل إلكترونى، وعدم ترك أى سؤال دون تصحيح لأى سبب قد يرجع للطالب.

أولياء أمور: يظلم الطلاب فى بعض الإجابات.. ودمج الاختيارى والمقالى يشتتهم

قالت فاتن أحمد، ولية أمر طالب فى الثانوية العامة، إنها لا تثق فى التصحيح الإلكترونى، خاصة أن كثيرًا من الطلاب يلجأون إلى شطب الإجابات غير الواثقين فيها فى «البابل شيت». وأضافت ولية الأمر: «يجب التعامل مع الطالب بعين الرأفة فى حالات الإجابة غير المظللة جيدًا، أو مكتوب عليها علامة (صح)، وكنت أتمنى أن يكون الحل والتصحيح فى ورقة الأسئلة، وإلغاء (البابل شيت) نهائيًا». وأرجعت ذلك إلى أن «(البابل شيت)، وإن تدرب عليه الطالب طوال العام، فإن شعوره بالتوتر والقلق أثناء الامتحان يجعله يظلل بشكل غير صحيح، أو ينسى مكان سؤال، ما لا يضمن التعبير عن مجهود الطالب». ورأى المهندس أحمد إبراهيم الرفاعى، ولى أمر طالب فى الثانوية العامة، أن الدمج بين نظامى الامتحان «المقالى» و«الاختيارى» تسبب فى إلغاء «وحدة الامتحان».

وشرح «الرفاعى»: «الطالب يندمج فى الأسئلة الاختيارى، وعندما يدخل فى حل المقالى يجد أن الوقت قد مر»، لافتًا إلى أن «أكثر مَن عانى من ذلك طلاب شعبة العلمى رياضة، نظرًا لضيق وقت الامتحان، بواقع ساعتين فقط لكل فرع رياضة». واعتبر أنه كان من الأفضل «توحيد نوعية الامتحان»، لأن ذلك سيؤثر قطعًا على عملية التصحيح، لكون التصحيح اليدوى يتيح درجات مضاعفة، بمعنى السؤال بدرجتين، ويرجع ذلك إلى تقدير المصحح.

وخلص إلى أن «هناك تخوفًا شديدًا من التصحيح الإلكترونى، خاصة عند عدول الطالب عن إجابته ووضعه علامة (إكس) وتصويب هذه الإجابة»، متسائلًا: «هل سيتم التأكيد على احتساب الإجابة الصحيحة للطالب من عدمه فى هذه الحالة؟». وتمنى ولى الأمر تحقيق ما سبق أن وعدت به وزارة التربية والتعليم فى هذا السياق، وعدم حدوث أى «تداخل» فى نتائج التصحيح الإلكترونى، كما حدث فى العام الماضى.

وأتم بقوله: «كل طالب سيحسب درجاته مسبقًا، وفقًا لنموذج الإجابة الذى وعدت الوزارة بنزوله عقب الامتحانات، لذا نتمنى ألا يصطدم أى طالب بنتيجة مخالفة كثيرًا لتوقعه، وتلافى كل هذه الأمور مستقبلًا، وتوحيد نوعية الامتحان، حتى لا يفقد الطالب تركيزه داخل اللجنة».