رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحياء التراث.. هل تستطيع الدولة إنقاذ الحرف اليدوية من الاندثار؟

الحرف
الحرف

تتأصل في مصر الحرف اليدوية والتي تبرع الأيادي المصرية فيها، وعلى الرغم من تراجع هذا النوع من الصناعات إلا أن هناك أسر تعتمد عليها وتمثل مصدر دخل أساسي لهم.

خلال الفترة الماضية، كان هناك حرص من الدولة على إحياء الحرف اليدوية والحفاظ عليها من الاندثار، وذلك من خلال دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق تسهيلات في الحصول على القروض وسدادها.

الحرفيين: نستطيع منافسة الصناعات الكبرى ونحتاج إلى الدعم

ومع عزوف الكثير عن الحرف اليدوية البسيطة إلا أنه تتيح منطقة مصر القديمة وشارع المعز المواطنين والسياح لهم التسوق والحصول على مقتنيات وقطع فنية مميزة ليس لها مثيل، إذ يضم شارع المعز باقة من مبدعي صانعي الحُلي والانتيكات والقناديل والفوانيس التراثية.

وبينما نتجول بين أزقة المنطقة التقينا عم رشاد، صاحب أقدم وأشهر ورشة نحاس في المعز، يقول: "ورثت المهنة عن والدي، فهو كان علامة من علامات المعز في صناعة النحاس، وعندما توفي حافظت على الورشة بل وحرصت على أنها تكبر وتشتهر أكثر".

يوضح: "المكاسب قديما كانت مرتفعة عن الآن وذلك لأسباب كثيرة ومنها؛ أن جميع أواني الطهي التي كانت تستخدم في اليوت كانت من النحاس، بالإضافة إلى أن الخامات كانت متوفرة بكثرة".

يضيف: "فكان هذا يساعد في تحقيق ربح كافي للمحل بالإضافة إلى بيعها للزبائن بأسعار مناسة، أما الآن فالوضع اختلف تمامًا بسبب ارتفاع أسعار الخامات وبسبب عدم إقبال الناس على استخدام النحاس مثل زمان".

وعن الأسعار يقول: "نواجه ارتفاعًا في أسعار المواد الخام فضلا عن نقصها بسبب استيرادها من الخارج، وهذا ما يجعل أسعار القطع النحاسية مرتفعة نسبيا، بالإضافة إلى كونها حرفة يدوية وتحتاج إلى جهد كبير لتصنيع قطعة واحدة من النحاس".

أتقن أحمد سالم فن النجارة وصناعة القطع الخشبية وتقليد النادر منها بالطلب لمن يرغب ويهوى هذه القطع الخشبية، ويقول: "في السابق كنت أعمل هذه الحرفة بجانب عملي الأساسي في إحدى الشركات، وذلك لحبي في هذه المهنة".

يوضح: "كان هناك إقبال من قبل الزبائن على المحل فكانوا يختارون قطعًا من الأثاث من مجلات أو مواقع الديكور وأقوم أنا بصنعها مثل الصورة بالضبط ولكن بسعر يتناسب مع الجودة والشكل وأكيد أقل من معارض الأثاث الكبرى".

يضيف: "مع الوقت قل الإقبال على المحل ولم يعد كالسابق حتى أصبحت أدفع تكاليف دون أية إيرادات، وهذا الأمر جعلني أفكر في غلق المحل وترك الحرفة تمامًا فلم يعد هناك زبائن كالسابق".

إحياء التراث مرة أخرى

وفي هذا الصدد، تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى وزير التجارة والصناعة، يتضمن وضع خطة لإحياء الصناعات الصغيرة وتحديدا الحرف اليدوية في إطار إنشاء مجلس قومي للحرف اليدوية المصرية من أجل زيادة الاستفادة من القطاع في الوصول إلى حلم الـ 100 مليار دولار صادرات مصرية.

وأوضح عضو مجلس النواب أنه تنتشر في مصر العديد من الصناعات اليدوية المختلفة وتتميز بها مصر كما تتهافت عليها الدول والجنسيات الأجنبية، وعلى رأس الحرف اليدوية تأتي صناعة السجاد اليدوي والفخار والخزف والجلود والمنسوجات والخرز والخوص والكورشيه والحصير والتطريز وصناعة الملابس التراثية.

وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه على الرغم من تميز قطاع الحرف اليدوية وقدرته على المنافسة بين الصناعات الأخرى الكبرى وقدرته على المشاركة في الأسواق العالمية إلا أن يواجه العاملين بهذا القطاع والذين يقدرون بنحو 2 مليون حرفي على مستوى الجمهورية في مختلف القطاعات، إلا أنه يواجه تحديات لإعادة إحياء هذا التراث مرة أخرى.