رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاستفزاز والرد.. ما هي استراتيجية الجيش الإسرائيلي في عملية جنين؟

جنين
جنين

بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم جنين بالضفة الغربية أمس الاثنين، ومن المتوقع أنها تكون عملية محدودة ولكنها قد تستمر وفق الحاجة، وبحسب الإنجازات التي ستتحقق. 

الخطة 

مُخطط العملية أُقرّ قبل أسبوعين، حيث توجهت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وطلبت منه الموافقة، وعرضت عليه خطة العملية - ثم أُعطيت الموافقة النهائية. ورأى الشاباك والاستخبارات العسكرية أن هناك فرصة للقضاء على "كتيبة جنين" مع الحرص على عدم المس بالمدنيين غير المتورطين وتم إقرار العملية.

 اتُّخذ القرار النهائي بالقيام بالعملية بعد تفجير عبوة ناسفة بمركبة "النمر" قبل أسبوعين، وإطلاق الصواريخ من جنين، وبعد رصد أنشطة لتنظيمات تابعة لإيران في جنين، واتُّخذت إسرائيل قرار موعد العملية على الرغم من معرفة رئيس الحكومة ومحيطه بأن الجمهور سيدّعي أن هذا الموعد قُرِّر لتحويل الاهتمام عن الاحتجاج ضد الانقلاب القضائي. 

بحسب تقارير عبرية فإن العملية تم تخطيطها والاستعداد لها قبل عام، وتمثلت أهدافها الرئيسية في توجيه ضربة إلى كبار المسؤولين في "كتيبة جنين"، وإلى مركز عملياتهم، تشبه الضربة التي وُجِّهت في نابلس ضد “كتيبة عرين الأسود".

الفارق بين عملية جنين والعملية في نابلس هو أنه كان هناك مركز واحد مهم في القصبة في نابلس. لكن في جنين، هناك عدة مراكز – "حماس" والجهاد الإسلامي و"فتح" – بالإضافة إلى تنظيمات هامشية.

الاستراتيجية

يتحرك الجيش الإسرائيلي وفق استراتيجية "الاستفزاز والرد" من أجل جرّ أكبر عدد من عناصر كتيبة جنين إلى الدخول في مواجهة معه، أو الاستسلام. والخطة تفضي إلى عدم السماح بطرق للهرب ومنع تمركُز عناصر الكتيبة في مكان آخر في الضفة الغربية.

واستهدف الجيش الإسرائيلي استغلال الفرصة مع توافر العناصر التالية: معلومات عن مدى استعداد عناصر كتيبة جنين ووجود وسائل قتالية وعبوات في القيادة المركزية تم جمع معلومات استخباراتية عنها، حيث قام الجيش باستخدام حجم كبير من القوات الخاصة في الضفة الغربية - لواء من الكوماندووز، كتائب استطلاعية من لواء المظليين، غولاني وناحل، التي يمكنها القيام بهذا النوع من العمليات.

الخدعة

تم تسريب خبر العملية، حيث علم بها صحافيون فلسطينيون قبل عدة أيام، وكانت القيادة الإسرئيلية تفكر في إلغاءها ولكن ما حدث هو أنه خلال الليل، لاحظ "عناصر كتيبة جنين" حركة كبيرة للقوات على المعبر، بالإضافة إلى تسرُّب خبر العملية، وهو ما أدى إلى أنهم لم يُفاجأوا،  لكنهم أخطأوا عندما اعتقدوا أن العملية ستبدأ بعد وصول الآليات المدرعة - لأن الضربة الأولى المفاجئة وُجّهت من الجو.

ثم تحركت قوات كبيرة من الجيش بحجم لواء، قرابة ألف جندي، ولم تُستخدم الدبابات في العملية، لكن الغارات كانت توجه من الجو، توخياً للدقة والقدرة على مراقبة الحركة في داخل المخيم ومنع هرب المسلحين من المكان الذي يختبئون فيه. وتُستخدم المسيّرات بصورة أساسية لجمع المعلومات الاستخباراتية لمنع تحرُّك "النشطاء "في داخل المخيم.

ومن المتوقع أن تخرج القوات الإسرائيلية قريباً من المخيم، لكن الجيش الإسرائيلي يقول إنها لن تكون العملية الوحيدة في جنين، مستخدماً أساليب عمل أُخرى تتناسب مع المعلومات الاستخباراتية بحسب تقرير لصحفي الشئون العسكرية ري بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت.