رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار «نفرتيتي».. هل ينبغي إعادة تمثال ملكة مصر التي أسرت العالم بجمالها؟

نفرتيتي
نفرتيتي

سلطت شبكة "دويتش فيله" الألمانية، الضوء على «نفرتيتي» أحد أشهر ملكات مصر الفرعونية، التي يقف تمثالها في متحف برلين بشموخ وفخر، لكن لا يُعرف كثيرون عن الملكة التي عاشت في مصر القديمة منذ حوالي 3500 عام.

وتابعت الصحيفة أن ثمة كثير من التساؤلات بشأن أشهر ملكات مصر القديمة،: هل كانت طويلة أم قصيرة؟، هل كانت صارمة أم سخية؟، فقدت كل صفاتها الشخصية في التاريخ، ولا توجد بردية تحتوي على قصص من حياتها، فقط عدد قليل من النقوش والنقوش القديمة تعطي تفاصيل قليلة عن نفرتيتي الغامضة.

نفرتيتي الغامضة

وأضافت الصحيفة أن المعروف عنها أنها تزوجت في سن مبكرة للغاية ما بين 12 وحتى 15 عامًا، وأصبحت ملكة بعد تتويج أمنحوتب الرابع على عرش مصر وأطلق عليه فيما بعد إخناتون، والذي دعى لعبادة إله واحد.

وتابعت: عرف عن إخناتون عشقه لنفرتيتي ومنح لقب "الزوجة الملكية العظيمة"، وحكمت مصر بالتساوي مع زوجها.

وبحسب أوليفيا زورن، نائبة مدير المتحف المصري في برلين، فقد شكلوا ثالوثًا، مع الإله آتون، حيث كان آتون وأخناتون ونفرتيتي تقريبًا وحدة حكومية.

توفي أخناتون في العام السابع عشر من حكمه. لا أحد يعرف على وجه اليقين ما حدث لنفرتيتي في ذلك الوقت. وفقًا لإحدى النظريات، ربما تكون قد حكمت لفترة بعد وفاة زوجها تحت اسم سمنخ كا رع، حيث قالت أوليفيا زورن: "ربما ماتت قبله".

وأوضحت الشبكة أن السجل التاريخي الأكثر تفصيلاً كان مع الأسرة الفرعونية التالية، تحت حكم توت عنخ آمون الأسطوري، حيث قام هو ومستشاروه بإحياء الآلهة القديمة وهدموا هياكل أخناتون التي تكرّم آتون إلى أساساتهم واستخدموا كمحاجر. كما انهارت العاصمة الجديدة أخيتاتن.

وأضافت أنه كان يمكن اختفاء تاريخ نفرتيتي بشكل كامل في العصر الحديث، لولا العثور على تمثال نصفي وحيد لها في منطقة تل العمارنة مطلع القرن العشرين، على يد المهندس المعماري وعالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت، والذي كلفه القيصر فيلهلم الثاني بجلب تحف فرعونية لوضعها في المتاحف الملكية في برلين.

في 6 ديسمبر 1912، عثر فريق التنقيب الخاص به على ورشة نحات ربما عمل في البلاط الملكي في عام 1300 قبل الميلاد، وكان هناك العديد من التماثيل النصفية تحت أكوام الأنقاض ، بما في ذلك واحدة ذات تاج أزرق داكن، وكانت شحمة الأذن مثقوبة، وشفت العيون بالكحل، بينما كانت القزحية مفقودة من العين اليسرى، ولكن بخلاف ذلك تم الحفاظ على التمثال النصفي تمامًا.

شعر بورشاردت بسعادة غامرة، وقال: "لقد حملنا بين أيدينا أكثر الأعمال الفنية المصرية حيوية، تمثال نصفي مطلي بالحجم الطبيعي للملكة، ارتفاعه 47 سم. عمل رائع للغاية لا فائدة من الوصف ، يجب رؤيته".

وتقول زورن: "لم يكن لدى المصريين القدماء أدوات تجميل كتلك الموجودة في الوقت الحالي، لكنهم اعتمدوا على الكحل لتزيين أعينهم ولحمايتها من البكتيريا والأتربة التي يمكن أن تؤدي إلى العمى".

اتهامات بسرقة التمثال

وأكدت الشبكة أن الحكومة الألمانية في هذا الوقت ادعت أنها اتبعت القوانين بتقسيم الآثار التي عثر عليها في العمارنة بين مصر وألمانيا، حيث تم منح مصر مذبح خاص بنفرتيتي وإخناتون وتم وضعه في المتحف المصري بوسط القاهرة، بينما حصلت ألمانيا على التمثال، لكن بورشاردت اتُهم بتقديم التمثال النصفي في ظروف أقل من مثالية.

معايير جمال حديثة

وتابعت الشبكة الألمانية،: منذ وضع التمثال في متحف برلين عام 1924 وعرضه للجمهور، أثارت لهفة وجنون الشعب الألماني بسبب جمالها الساحر، وأصبحت علامة مميزة في برلين، أيقونة مصرية تصدرت صورتها أغلفة المجلات والإعلانات، كما أصبحت الوجه المثال لأشهر العلامات التجارية في التجميل والعطور والمجوهرات.

وأضافت أن الألمان لديهم سحر خاص بالحضارة الفرعونية وخصوصًا نفرتيتي، التي يكشف تمثالها عن جمال لا مثيل له ، وقالت زورن: "بالعودة إلى أوائل القرن العشرين، كانت تتلاءم بالفعل مع النموذج الحديث للجمال اليوم، مع عظام وجنتيها المرتفعة، نفرتيتي جمالها مثالي للغاية، الكثير من السيدات يجرون عشرات عمليات تجميل اليوم للوصول إلى هذا الجمال".

عودة التمثال لمصر

وأكدت الشبكة الألمانية أن مصر ترغب في استعادة التمثال مرة أخرى، ولكن يبدو أن الأمر لا يلقى قبولا في برلين، التي تتدعي أنه تم منحها التمثال بموجب عقد بين البلدين منذ 100 عاما.

وتابعت: اليوم هذا العقد لا قيمة له، لأن مصر كانت تحت الاستعمار البريطاني، والآثار كانت تحت الإدارة الفرنسية، ما يعني أن لمصر الحق الكامل في استعادة أحد أشهر قطعها الأثرية.