مصمم هرم "زوسر".. حكاية "أيمحوتب" أول مهندس عرفه التاريخ

تزخر الحضارة المصرية القديمة، بالكثير من القصص والحكايات الملهمة، من خلال أبنائها الذين أمضوا طيلة حياتهم، في خدمة وطنهم وتقديسه، وقد عرف المصريون القدماء الهندسة والطب، وكان أول مهندس عرفته الإنسانية هو "أيمحوتب".. فما قصته؟.

اشتهر "إيمحوتب" بنبوغه، فقد وصل إلى مكانة عالية في القصر الملكي، لأنه كان من المصريين القليلين الذين يعرفون القراءةَ والكتابةَ، فلم يتعدوا الـ1% في المجتمع المصري.

النشاءة 

ولد أيمحوتب في بلدة "عنخ تاوي " من ضواحي مدينة منف وذلك فى عهد الدولة القديمة, والده "كا– نوفر" كان يعرف الهندسة المعمارية ووالدته السيدة "خردو– عنخ " ولابد أنه استكمل مسيرة والده في مجال الهندسة المعمارية.

ووفقًا للمتحف المصري بالتحرير، تزوج ايمحوتب من السيدة "رنبت-نوفرت" والتي أنجبت له ولدا أسماه "رع-حتب" والذي صار بعد ذلك مهندسا معماريا مرموقا أيضًا.

"إيمحوتب" أول مهندس في التاريخ

وبسبب نبوغه ، تدرج إيمحوتب في المناصب العليا حتى وصل إلى الملك زوسر، وقد أصبح أهم مسؤول حكومي، كما كان وزيرًا ومستشارًا سياسيا بارعًا.

وقد تم اختياره من قبل الملك، لبناء أول هرمٍ في التاريخ وهو هرم سقارة، حيث اعتاد الملوك أن يتم دفنهم في بناء يعلو على الأرض قليلًا.

وبالفعل عكف إيمحوتب في القصر الملكي على تصميم هرم زوسر المدرج في سقارة مصر حوالي 2649 - 2630 ق.م، وهو مكون من ستة مصاطب تعلو بعضها البعض ويبلغ ارتفاعه نحو 65 مترًا.

ويشير المؤرخون إلى أن إيمحوتب بنى الهرم على مرحلتين استغرقتا عشرين عامًا، وفي مجال الطب أيضًا عُرف إيمحوتب بمهارته، فقد أتقن عميلة التحنيط، فهو من قام بتحنيط الملك، ويظهر إتقانُه لتشريح الجسم البشر، ودل على ذلك وجود بقايا جسم الملك زوسر، عند اكتشاف العلماء مقبرته عام 1934.

وقد أعاد المصريون القدماء الاحترام لأجدادهم الحكماء في العصر الصاوي واعتبر المصريون القدماء إيمحوتب ربًا للطب والشفاء.

هرم الملك زوسر

ويعد هرم الملك زوسر المدرج أحد أشهر المعالم الأثرية الأكثر شهرة فى مصر، ويشكل نقطة تحول تاريخية مهمة في الآثار الجنائزية المصرية القديمة، كما يعتبر ثورة في الهندسة المعمارية الحجرية والدفن الملكي، بالإضافة لضخامة حجمه، فهو أول هرم بناه المصريون القدماء وأقدم بناء حجري معروف.