رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ بزراعة الزقازيق يكشف خبايا وفوائد منتجات النحل

الدكتور محمد يوسف
الدكتور محمد يوسف

تشهد محافظات مصر فى يونيو الجاري موسم حصاد عسل النحل، قطفة "البرسيم" حيث يتم حصاد القطفات المختلفة لعسل النحل على مدار أشهر السنة.

“الدستور” التقت الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بزراعة الزقازيق للحديث عن عسل النحل وأنواعه ومواسمه وكيفية تمييزه وفوائده قائلاً إن الله عز وجل اختص النحل بذكره فى القرآن بقوله تعالى " وأوْحى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبالِ بُيُوتًا ومِنَ الشَّجَرِ ومِمّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ"، وأن الوحى هو وحى إلهامى من فوق 7 سموات للمجتمع الأنثوى فى النحل، حيث قال عز وجل:" كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فاسلكي"، موجهًا حديثه لـ"الشغالات أو الوصيفات" التى تجمع حبوب اللقاح وتضع الغذاء الملكى، و يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه.

أوضح يوسف أنه ليس العسل فقط، هو الشراب الخارج أو المشتق من النحل، حيث يخرج من النحل 6 أشربة:  3 تخرج من النحل نفسه وهى:"الغذاء الملكى يخرج من غدة فى المخ والشمع من غدة فى البط وسم النحل يخرج من آلة اللسع الموجودة فى بطن الشغالة"، كما يخرج  3 أشربة تجمعها النحل من الحقول: "الرحيق المختوم" العسل" والبروبلس وهو مادة قاهرة للسرطان، يجمعها النحل من جذوع الأشجار وحبوب اللقاح".

وعن مادة البروبلس، قال د.محمد يوسف إن النحل يقوم بجمع تلك المادة من جذوع الأشجار؛ بغرض الحفاظ على عش النحل، سواء فى الأماكن التى تعرض العش للإنهيار كقبة من الطرق العامة أو السكك الحديدية أو الأماكن التى لها رائحة كقرب العش من حظائر المواشى أو الأماكن التى يخاف عليها النحل من الزواحف او الثعابين أو الفئران".

عن إعداد مادة البروبلس للاستهلاك، قال الاستاذ بزراعة الزقازيق إنه يتم أخذ المادة بالكشط ثم يتم تحميصها، وتخليصها من الرصاص ثم طحنها، وهى مادة لها فائدة عظيمة وباهظة الثمن، حيث يصل سعر الجرام الواحد لـ10 جنيهات ويصل سعر الكيلو لـ 10 آلاف جنيه ويصبح شكلها النهائى مثلا اللبن أو الكاكاو وتعالج الأمراض الصعبة والسرطانات.

يستخدم “سم النحل” فى علاج الروماتيزم والروماتويد وضعف مناعة أو خشونة الركبة ويتم اللسع فى المفاصل بسم النحل ليعالج ويقى ومرض الـms التصلب اللويحى فى المخ، والذئبة الحمراء، فيما تعالج حبوب اللقاح العقم وعدم الإخصاب ويمنح القدرة على انتاج حيوانات منوية غير مشوهة والبويضات تكون صالحة لهذه العملية (الإخصاب).

وتابع يوسف أن هناك أنواعا من النحل تسكن الجبال كما ذكرها الله تعالى فى قوله: “اتخذى من الجبال بيوتا” وهى تنتج العسل الجبلى وهو أفخم الأنواع؛ لأن الشغالات تجمعه من النباتات البرية والعطرية فى الجبال، وهذا النوع يحتوى على مضادات للأكسدة وأحماض أمينية (عسل طبيعى 100%). 

وعن أنواع العسل، قال محمد يوسف إن العسل الجبلى الذى يباع فى مصر أغلبه مغشوش، حيث إن بعض النحالين يقومون بأخذ وش البرواز الخاص بالنحل ويقوم بغليه ويخلص منه الشمع ويضعه على العسل العادى ويدعى أنه عسل جبلى، حيث يتمتع الأخير بلون قاتم وقوام مختلف، ويقدر سعره بـ 2000 أو 3000 جنيه للكيلو وهو غير متوفر فى مصر إلاّ نادرًا؛ لأنه يحتاج إلى مناطق جبلية ويتميز بلونه الداكن وطعمه اللاذع".

النوع التاني: العسل الناتج من الأشجار هو الدرجة الثانية للعسل، وهو غنى جدًا بمضادات الأكسدة وغنى بالفيتامينات والنوع الثالث من العسل الذى تدخل وصنع الخلايا الخشبية له وهو كما ذكر الله “مما يعرشون” وهو العسل الدارج على مستوى مصر والعالم، منه عسل الموالح ومنه عسل البرسيم والقطن وعسل حبة البركة وغيرهم، وفى مصر هناك 3 مواسم شهيرة لحصاد العسل، ففى شهر مارس وأبريل يتم قطفه فى يونيو ويوليو يتم قطف عسل البرسيم والموسم الثالث فى شهرى أغسطس وسبتمبر، يتم قطف عسل القطن.

وعسل القطن غنى جدًا بالحديد، نافع لمرضى الانيميا، لونه داكن وطعمه لاذع وعسل الموالح مفيد جدًا لمرضى ضعف المناعة ونزلات البرد، وعسل البرسيم نافع للأنيميا ونزلت البرد ومشاكل الجهاز الهضمى.

أكد يوسف أن تصدر سنويا كمية كبيرة من النحل المرزوم، وتعتبر مصر فى الصدارة فى تصديره، وهو النحل الحى الذى يتم وزنه بالكيلو ويتم تصديره لاوروبا فى اطارات وخلايا خاصة، كما يتم تصدير العسل الجاهز لدول الخليج

واختتم د.محمد يوسف حديثه بأن النحل يعتبر ثروة قومية لمصر، والاعتناء بها وتنميتها سيعود على الجميع بمكاسب لا حصر لها.