رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثروة الجلود.. ماذا تنتج مصر وكيف يمكن الاستفادة منها؟

جريدة الدستور

تمتلك مصر واحد من الثروات الضخمة وهي صناعة الجلود، بعدما دشنت العديد من المشاريع الهامة من أجل تطوير صناعتها، ومع مرور أيام عيد الأضحى في الوقت الحالي فأن الأيام الأولى منه تخلف كميات ضخمة من الجلود من الممكن أن يتم الاستفادة منها.

وتمتلك مصر مدينة الروبيكي وهي مدينة مدينة جاذبة للصناعة الوطنية التي تتميز بها مصر من خلال تشجيع انتقال المدابغ القائمة بمنطقة سور مجرى العيون وتطويرها وإعادة توطينها بمدينة جديدة متخصصة؛ لتنمية قطاع الجلود وزيادة القيمة المضافة للمنتج المصري بما يحقق له القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.

فكيف يمكن لمصر الاستفادة منها على المستويين الاقتصادي والمحلي؟ لاسيما أنها تدخل في صناعات متعددة؟.

 

العائد الاقتصادي

هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادية، تقول أن الجلود لها أهمية اقتصادية ضخمة لأنها تدخل في صناعات متعددة مثل الأحذية والحقائب، وعيد الأضحى يعد مناسبة للخروج بأعداد ضخمة من الجلود الناتجة عن الذبائح، فلابد من الحفاظ عليها بشكل احترافي للاستفادة بصناعتها.

وتوضح لـ"الدستور" أن عدم حفظ الجلود يعد إهدار وخسار شديدة، فلا بد من وجود وعي بأهميتها الاقتصادية وطرق الحفظ، لأن دخولها في عمليات التصدير له أهمية كبرى في توفير العملة الدولارية، والتوعية بطرق الاستفادة من الجلود وحفظها.

يبلغ حجم إنتاج الجلود المدبوغة في مصر حوالي 126 مليون قدم مربع ويمثل مجمع دباغة الجلود في مصر القديمة حوالى 75% من إجمالي إنتاج مصر من الجلود. 

وتضيف: "منطقة الروبيكي تم نقل المدابغ إليها فلابد من استثمار البنية التحتية لها، لأن بعض الناس لا يستطعيون توصيل الجلود إليها فممكن أن توفر مصر وسائل توصيل للجلود قبل أن تفسد حتى نستطيع تصنيعه من جديد للتصدير".

كيف يمكن الاستفادة

الحسين حسان، خبير التنمية المحلية، يقول أن مصر لديها ثروة مهدرة من جلود الأضاحي لابد من الاستفادة بها خلال اليوم الأول من عيد الأضحى، مضيفًا: “قبل سنوات ماضية في صعيد مصر كانت هناك محافظات مثل الأقصر وقنا تأتي لها وزارة الأوقاف لتأخذ جلود الأضاحي والفرو”.

وبين أن الوزارة كان تبيعها بمعرفتها ويدخل العائد المادي منها في مصارف الزكاة، لكنها توقفت عن ذلك الفعل ما أدى إلى ترك المضحين الجلود في الشوارع أو المصارف ما يؤدي إلى مشاكل ضخمة للدولة في عملية تنظيف الترع والمصارف من الجلود.

 تضم منطقة مصر القديمة حوالي 320 مدبغة خاصة ( صغيرة، متوسطة، وكبيرة ) ومخازن للجلود الخام والكيماويات وورش صيانة ووحدات إنتاج الغراء والجيلاتين، يعمل بالمنطقة حوالي 8 آلاف عامل.

وأوضح أنه بعدما توقفت الأوقاف عن شراء جلود الأضاحي من المضحيين باتت تتراكم في الترع والمصارف فلا يتم شرائها والاستفادة من تلك الثروة الضخمة، أو التخلص منها بطرق سليمة ولكن تترك في المصارف والترع بدون أي حلول.

وأضاف: “أن الحل في عمل جهة موحدة لمنع الذبح في الشوارع ومن ثم مقاومة هدر الجلود الذي يحدث كل عيد في الشوارع، فلابد من وجود حملات توعية وخط ساخن للتبليغ عن أماكن تجمع الجلود حتى تصبّ في اقتصاد الدولة ولا يتم هدرها”.

وتابع: “مصر لديها ثروة كبيرة من الجلود وهناك مدينة الروبيكي التي تم تطويرها لتكون أكبر مدينة لتجميع الجلود، فلابد أن تتلقى الدولة الجلود حتى لا يتم رميها، والعودة لبيعها من جديد إلى وزارة الأوقاف، لأنها ثروة جلود طبيعية بيتم إهدارها ويتم صرف 450 مليون جنيه من أجل تطهير الترع من الجلود المتراكمة بها”.