يوم بسنتين.. خطة سهلة لاغتنام "نفحة عرفة"

تسعى النفس البشرية دائما إلى الاستزادة من كل خير باغتنام جميع الأوقات التي تزداد فيها حسناته ويعلو بها مقام الإنسان عند الله، سبحانه وتعالى، ومن هذه الأوقات العشر من ذي الحجة على الوجه العام ويوم عرفة على الوجه الخاص، إذ قال فيها النبي، صلى الله عليه وسلم، «ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من هذِه الأيَّامِ العشرِ فأكثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ والتَّحميدِ والتسبيح والتَّكبيرِ»، ويزداد فضل يوم عرفة 2023 لأن فيه يؤدي الحجاج مناسك الحج بالوقوف على عرفة، وهو ركن أساسي من أركان الحج، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة"، أما يوم عرفة لغير الحاج فهو يوم صيام، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا، "يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ"، وتكفير ذنوب السنة القادمة يكون بتوفيق الله للعبد بإبعاده عن الذنوب.

دار الإفتاء المصرية، أكدت أن يوم عرفة هو أحد الأيام العشرة التي أقسم الله بها عز وجل في كتابه الكريم، واليوم الذي أتم فيه الله دين الإسلام وأتم فيه النعمة، وأكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار، إضافة إلى أن صيامه يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة الباقية، والدعاء فيه للحاج وغير الحاج مستجاب.

نفحات يوم عرفة
ليوم عرفة نفحات إيمانية عدة يود المسلمون خلاله التعرض لها، إذ يأتي في مقدمتها أن الملائكة تشهده ويشهد فيه المسلمون مناسك الحج بوقوفهم على صعيد عرفة، ويطلق على الحجاج في ذلك اليوم أهل الموقف، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة” رواه الترمذي وحسنه الألباني.

ويوم عرفة فيه الخير الكثير والأجر العظيم، فعلى المؤمن أن يغتنمه بما استطاع من وجوه الخير، وأولها صيامه فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يُكفر السنة الماضية والسنة القابلة»، وثانيها الصدقة؛ إذ إنه يسبق يوم العيد، ومن أعظم الأعمال إدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في ذلك اليوم، وعلى المتصدق مع هذا أن يعتقد أن حاجته إلى ثواب الصدقة ومضاعفتها في هذا اليوم أشد من حاجة الفقير إلى ماله، وثالثها الإكثار من تلاوة القرآن والذكر والتسبيح والتهليل، وإن كان الحاج لبى نداء ربه وتوجه نحو بيته، فالمؤمن كذلك في كل بقاع الدنيا، يلبي نداء الله ويُكثر من الأعمال الصالحة التي ترفع مقامه عند ربه.

ويوم عرفة هو يوم إتمام النعمة، فقد أتم الله عز وجل فيه الدين وأكمل النعمة، لقول عُمر بن الخطَّاب رضي الله عنه للرَّجل غير المسلم الذي أخبره عن آية في القُرآن؛ أنَّها لو نزلت على قومه لاتخذوا ذلك اليوم عيدًا لهم، قال عمر رضي الله عنه: (وَأَيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا}. 

كما يستحب الإكثار من الدعاء في الأزمنة المباركة، مثل ليلة القدر ويوم عرفة، وغيرها من أيام مباركة، وعن دعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)، وهو الدعاء العام لجميع المسلمين حجاج وغير حجاج.

وفي يوم عرفة أيضا يعتق الله عباده من النار، وهو ما يؤكد أهمية ذلك اليوم المبارك، والذي لا يقل أهمية عن شهر رمضان المبارك، وإن كانت ليلة القدر غير معلومة للمسلمين، فـ يوم عرفة معلوم بتاريخ هجري ثابت وتاريخ ميلادي يختلف من عام لآخر.