رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيب جوارديولا فى "أم الدنيا".. كيف تدعم زيارات الشخصيات العامة السياحة فى مصر؟

جوارديولا وأسرته
جوارديولا وأسرته

عشرون عاما كاملة تشكل الفارق بين آخر زياة قام فيها بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، إلى القاهرة، ليعود إليها مؤخرا، وقد تغير كل شيء، تحوّل ملك الثلاثية التاريخية من لاعب إسباني إلى مدرب لأحد الأندية في العالم.

بداية من الخميس الماضى، ولمدة خمسة أيام أخرى، يقضى جوارديولا رفقة أسرته إجازة بين القاهرة ومدينتي الأقصر وأسوان.

لم يطلب مدرب نادي مانشستر سيتي أكثر من الخصوصية خلال رحلته في مصر، وهو ما لم تقصّر وزارة السياحة في توفيره، بالإضافة إلى أفضل مرشدي السياحة، الذين تم توفيرهم لرفقة جوارديولا في زيارته.

تواجد جوارديولا، ومن قبله البلوجر الألماني الشهير نويل روبرتسون، وعدد من كبار الشخصيات العالمية في مصر، يفتح الباب على مصراعيه لاهتمام الدولة المصرية بالسياحة، وبتواجد كبار الشخصيات العالمية على أرضها، والاستفادة من ذلك سياحيا واقتصاديا بقوة. 

في البداية يقول زين الشيخ، الخبير السياحي، إن زيارة جوارديولا، والتي تأتي بعد أيام قليلة من زيارة التيك توكر الألماني "نويل روبرتسون"، لها خصوصية خاصة، وأهمية كبرى، حيث إن اللاعب العالمي جاء إلى مصر برغبة شخصية دون دعوة من أحد، وهذا يعزز الرغبة لدى الكثيرين فى إجراء زيارة مماثلة كالتي قام بها جوارديولا، لما يتمتع به من شعبية كبيرة، ومتابعين عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. 

يضم حساب بيب جوارديولا، على منصة تبادل الصور والفيديوهات "إنستجرام"، قرابة السبعة ملايين متابع، إلى جانب حساباته الأخرى عبر منصات التفاعل المختلفة. 

وأكد الخبير السياحي، لـ"الدستور"، أن زيارة مدرب واحد من أكبر أندية الدوري الإنجليزي يمكن الاستفادة منها بصورة أكبر، إذا ما قام المسئولون عن البرنامج السياحي بتصويره في أماكن سياحية مختلفة، والترويج لها من خلال هذه الصور، إضافة إلى قيامه بالطبع بعرض هذه الصور على صفحاته المختلفة. 

وأضاف الشيخ أن زيارة جوارديولا، ومن قبلها التيك توكر العالمي "نويل روبرتسون"، تنتمي لقائمة الترويج السياحي التي تتم دون مجهود كبير من الدولة، إنها سياحة الشخصيات العامة، التي من شأنها أن تدفع بعدد كبير من الزائرين خلال الفترة القادمة، كما أنها تعمل على تجاوز الأهداف التي وضعتها الوزارة لنفسها كعائدات من السياحة خلال هذا العام، والتي يمكن أن تتخطى حاجز الـ15 مليار دولار. 

من خلال استخدام أداة البحث "جوجل تريند" تبين اهتمام عدد كبير من المصريين بزيارة بيب جوارديولا، منذ قدومه يوم الخميس الماضي، وحتى الساعة، وبلغت قمة البحث ذروتها في الساعة الخامسة من صباح اليوم بواقع "100" عملية بحث خلال الدقيقة الواحدة.

 

 

البحث على جوارديولا عبر جوجل

 

زيارة بيب الأولى لمصر كانت في أغسطس من عام 2002، جاء فيها إلى القاهرة بصحبة فريق روما الإيطالي، حيث كان يلعب بين صفوفه في هذه الأثناء. 

وجاءت زيارة بيب في إطار إقامة مباراة ودية بين مصر وإيطاليا فيما عرف باسم يوم "الصداقة"، خلال هذا اليوم أقيمت مباراة بين النادي الإيطالي والنادي الأهلي المصري، وانتهت بخسارة بيب والذين معه. 

وأقسم جوارديولا وقتها أنه لن يأتي إلى مصر ثانية بعد تكبده خسارة فيها، لكنه يعود إليها اليوم بإرادته، ورفقه أسرته، حيث إنه لم يستطع مقاومة سحر القاهرة أكثر من ذلك. 

عدد السائحين: 

شهدت السنوات العشر الماضية وفود ما يقرب من 90.1 مليون سائح، أقلها في العام 2015، بواقع 9.3 مليون سائح، وأعلاها فى عام 2019، بواقع 13 مليون سائح، وعندما استعادت السياحة نشاطها بعد الركود الناتج عن جائحة كورونا بلغت نسبة السياحة 11.7 مليون سائح خلال العام الماضي. 

من جانبه، يقول مراد منير، الخبير الاقتصادي، إن زيارة بيب جوارديولا، للقاهرة، لها بالغ الأثر على السياحة في مصر، وبالتالي تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري، لما يترتب عليها من استقبال المزيد من السياح من متابعي المدرب العالمي، وما يقدمونه إلى مصر من العملة الأجنبية التي هي في حاجة إليها الآن. 

وأضاف مراد، لـ"الدستور"، أنه يجب على العاملين في وزارة السياحة الاهتمام بشكل أكبر بما يسمى سياحة الشخصيات العامة، لأنها خير مروّج للسياحة المصرية، وفي الوقت ذاته لا تكلف الوزارة أو الدولة أي نفقات تذكر. 

وأكد ضرورة الاهتمام بالمناطق السياحية والأثرية في القاهرة، خاصة بعد نقل معظم الإدارات والوزارات في الدولة إلى العاصمة الإدراية الجديدة، ويبقى أمامها الآن ترميم ما يحتاج إلى تعديلات من المباني الأثرية القديمة في قلب القاهرة، والعمل على توجيه السياحة إليها بشكل أكبر. 

وتابع: إن هذه التعديلات من شأنها أن تخلق أماكن جديدة للزيارة بعيدًا عن الأماكن المعروفة، ويصبح كل مكان في مصر هو عبارة عن مزار أثري من الطراز الأول، وعندما يقوم هذا الزائر المهم بالتقاط المزيد من الصور إلى جوار المبانى الأثرية القديمة فإنها تثير فضول الآخرين للقدوم إلى مصر وزيارتها، كما يشير إلى أن السياحة من الموارد التي من شأنها أن تدر عددا كبيرا من العملات الأجنبية في وقت قصير للغاية. 

إحصائيات:

السياحة الفرنسية والإسبانية تأتي في مقدمة الدول الأوروبية التي تبعث بمواطنيها في زيارة سياحية لمصر، وإسبانيا بالتحديد، بعدما بلغ إرسال شركات السياحة الإسبانية خلال العام الماضي حوالي 48 رحلة شهريًا إلى الأقصر، حسب تصريحات رئيس لجنة التسويق السياحي بوزارة السياحة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد هذه الزيارات بعد زيارة المدرب الإسباني بيب جوارديولا للقاهرة.