رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير سوداني لـ"الدستور": تأثير "الحركة الشعبية" لن يكون جوهري في السودان

البشير دهب
البشير دهب

قال الإعلامي والباحث السوداني البشير دهب، إن الحركة الشعبية لتحرير السودان "جناح عبدالعزيز الحلو" استغلت انشغال الجيش السوداني بمعارك على عدة جبهات ضد قوات الدعم السريع لتهاجم الجيش.

وأعلن الجيش السوداني في وقت سابق عن تعرض قواته لهجوم غادر من قبل الحركة الشعبية وذلك في أول هجوم من الحركات المسلحة يستهدف الجيش منذ حربه ضد قوات الدعم السريع المتمردة.

 

تداعيات مهاجمة الحركة الشعبية للجيش السوداني

وأوضح البشير دهب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الحركة ليست طرفا في اتفاقية سلام جوبا الموقعة بين حكومة السودان وعدد كبير من الحركات المسلحة إلا أنها وقعت اتفاقية مباديء بوقف العدائيات وإطلاق النار مع الجيش السوداني.

وأضاف: “لكن في ظل التطورات المدينة مؤخرا عقب أحداث الـ15 من أبريل 2023 استغلت الحركة الشعبية انشغال الجيش بمعاركه في مدن العاصمة الخرطوم ودارفور وبالتوالي سحب الجيش عددا كبيرا من عناصره باللواء “54 كادوقلي” للخرطوم لتجد الحركة الشعبية عددا أقل من قوات الجيش في حاميتي كادوقلي والدلنج مما شجعها على إظهار نوايا كانت مضمرة دون أي احترام للاتفاقية الموقعة أو حتى مبادئ مشروع السودان الجديد الذي تطرحه الحركة كمشروع سياسى.

وقال دهب، إن الحركة لم تصدر أي تصريحات رسمية عما جرى غير أن الجيش تصدى للهجوم الذي تزامن مع هجوم الدعم السريع بذات المنطقة مما يوحي باحتمالية وجود تنسيق مسبق ومما يزيد الأمر تعقيداً أن ولاية جنوب كردفان أصلاً تشهد حالة توترات أمنية ومشاكل أثنية وقبلية معقدة، وكان يمكن للحركة الشعبية أن تلعب دور إيجابي بدل هذا الدور السلبي وزيادة نيران الحرب.

وتابع دهب: “لا أعتقد أن دخول الحركة الشعبية الحرب له تأثير مفصلي على ما يجري في السودان ولكنه يؤثر جزئياً بشكل كبير خاصة في مناطق سيطرة الحركة باتجاه جنوب وغرب كردفان؛ وذلك لأن الحركة ليس لديها القوة العسكرية التي يمكن أن ترجح كفة الطرف الذي تنضم إليه بجانب انشقاقات داخل الحركة نفسها قبل أشهر وبالتأكيد إلى حد ما ستتع دائرة الصراع إذا ما دخلت الحركة الشعبية لتشمل جنوب وغرب كردفان ولكن أستبعد هذا”.

سيناريوهات التصعيد في السودان

وعن السيناريوهات المتوقعة الفترة المقبلة، أوضح دهب، أن عدم الالتزام بأكثر من ١٣ هدنة إنسانية كانت موقعة بين الجيش والدعم السريع وتعليق مفاوضات جدة إلى ما بعد عيد الأضحى من ناحية ومن ناحية أخرى تطورات على الأرض بخصوص المواجهات ودقة العمليات كلها تؤشر على أن هناك رهان أكبر على خيار الحل العسكري، والسبب الرئيسي لتعثر توقيع اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار هو غياب الإرادة من طرفي الصراع بجانب قلة الضغوط الدولية والإقليمية وغياب الجهود الإيجابية لقوة سياسية ومدنية وحركات مسلحة بالداخل السوداني موقفها محايد.