رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تُهزم الشعوب دون طلقة رصاص؟!

(1)

أن تغزو شعبًا غزوًا عسكريًا، أو أن تناطح وتواجه نظريًا قيمه وأسسه القائم عليها بشكلٍ صريح، فهذه الطرق أصبحت بالية تكلف من يقوم بها ثمنًا كبيرًا، وقد تأتى بنتائجٍ عكس ما يرجوه، لأنها تمنح ذلك الشعب أسبابًا للتوحد الغريزى ضد الخطر الواضح المكشوف! لكن من السهل جدًا أن تفرغ هذا الشعب من قوته على الفعل، بأنْ تقنعه بعجزه، وأن تنزع عنه ثقته فى نفسه، وأن تحوله إلى أكياس رملية ثقيلة الحركة تتشبث بالركود وتقاوم الحركة ليقينٍ تم زرعه بداخلها بأنها لن تستطيع! 

لكل شعبٍ بابٌ خاصٌ به وحده يمكن الدخول إليه عبره، ويمكن من خلاله تمرير ما يُراد له أن يُمرر. فشعبٌ يعشق كرة القدم، وآخرٌ يعشق النكتة أو الدعابة، وثالث يعشق البكائيات، ورابعٌ يهوى شكلًا محددًا من الفنون، ورابعٌ مهووسٌ بالدين، وهكذا! 

فالشعب الذى تمثل (النكتة) جزءًا مهمًا من تكوينه يمكن أن تمرر إليه نكتة معينة وتُنشر فى عدة ساعات وتحمل فكرة هدامة بشكلٍ غير مباشرٍ، لكنها تترسخ فى عقله الباطن وتضافُ إلى جملة تكوينه العقلى الذى يحدد مواقفه ومستوى أدائه المهنى أو الأخلاقى! فنكتة قد تجعل هذا الشعب على يقين من أنه لا فائدة فى إصلاح وطنه، وأخرى يعتنق من خلالها فكرة فساد طبقة الحكام فيستبيح ويشرعن الفساد لنفسه كأفراد دون وخذ ضميرٍ! 

ومؤخرًا فلقد منح الذين يديرون هذا العالم أسلحة حديثة للجميع يمكن من خلالها فتح أبواب الشعوب وغزوها من خلالها بسهولة شديدة وبأقل التكاليف الممكنة! صفحات رياضية أو كوميدية أو فنية أو نسائية يمكنها أن تقود الغزو الناعم المضمون النتائج السريع المردود!

والذين يقومون بهذا الغزو ليس حتمًا أن يكونوا متواطئين عن عمد أو حتى مدركين لما يقومون به من دورٍ، فبعضهم يقدم خدماته مجانًا! وقد يكونون أفرادًا عاديين تعجبهم النكتة، وقد يكونون رجال إعلام أو صحفيين يلهثون خلف الأضواء والبقاء فى دائرة الضوء أو خلف المال، أو خلف ما يحسبونه مجدًا شخصيًا! أو قد يكونون أرباع مثقفين قرأوا صفحة مجهولة المصدر عن تاريخ بلادهم فيقومون بترديدها بين العوام!

(2)

تُعد مصر نموذجًا مثاليًا من النماذج التى تعرضت لهذا الشكل من الغزو، وقد حدث هذا بشكلٍ مكثف فى العقود التالية لحرب أكتوبر بعد أن صدم انتصارُها أعداءَها التقليديين فقرروا استهدافها بهذا الغزو حتى لا يحدث ما يخشون منه، وهو أن تعيد مصر انطلاقها بعد أن فرغت من معركتها العسكرية! لقد قرأوا تاريخها جيدًا وأدركوا خطورة أن تتفرغ لبناء نفسها وقوتها على وجودهم المستقبلى! 

تضمّن هذا الاستهداف عدة محاور، مثل محاولة تخريب الأراضى الزراعية المصرية، وضع قيود صارمة على توسعها الزراعى والتنموى، تشجيع وتمويل العصابات المسلحة ممن أطلق عليها الجماعات الإسلامية (ابحثوا عمن موّل الجماعة الإسلامية فى بدء الثمانينيات، وأعضاؤها كانوا طلبة من أسر فقيرة، ومن أمدهم بأسلحة بعضها تم العثور عليه بكراتينه)، جر رجل مصر فى اتفاق الشيطان لخوض حرب أفغانستان، تفجير العلاقة بينها وبين الدول العربية، تمويل جماعة الإخوان الإرهابية وعلاقات بينها وبين دول كبرى، تشجيع ونشر كل ما هو متطرف من أفكار دينية، ترويض القيادة المصرية بعد محاولتها لعب دور مهم فى مساعدة بعض زعماء المقاومة الفلسطينية الوطنية الحقيقية... لقد كان مطلوبًا تعجيز الحكم المصرى عن الشروع فى حركة بناء دولة عصرية، وجعله دائمًا تحت ضغط وتهديد بتفجير الأوضاع السياسية والأمنية فى مصر حتى يقبل أخيرًا حكم مصر طبقًا لنظريتهم (مصر يجب أن تبقى بلا موتٍ نهائى ولا حياة حقيقية!) فقط اللهث خلف الإبقاء على مصر على قيد الحد الأدنى من الحياة، وقد رضخ الحكم المصرى لذلك!

(3)

كانت تلك المحاور خاصة بنظام الحكم وأدواته فى الحكم. وبقى لدى هؤلاء المحورُ الأهم الخاص بالمصريين أنفسهم! لأن الذين خططوا ونفذوا قد قرأوا مصر والمصريين جيدًا، فقد أدركوا أن خطورة مصر ستظل قائمة مهما روضوا أو أضعفوا أو هزموا من أنظمة حكم، إن لم يتم يتزامن ذلك مع إضعاف المصريين أنفسهم وهزيمة الشعب المصرى من الداخل حتى لا يكون قادرًا– فى حال تخلصه من نظام حكمٍ مهزوم– على النهوض واستدراك ما فاته! الهزيمة النفسية للشعب المصرى والوصول به لقناعة أنه عاجزٌ كانت هى الغاية العليا!

 كانت الغاية واضحة وللوصول لتحقيقها كانت هناك خطة عمل محددة بدأت بما منحه نصر أكتوبر للمصريين من ثقة بالنفس. تم استهداف نصر أكتوبر مباشرة بالتشويه المتعمد، وتم استخدام بعض المصريين لتنفيذ ذلك! ففى الوقت الذى كان الطرف المهزوم يحاول خلق أسطورة وهمية عن ثغرةٍ وضّح حقيقتها الواهية العسكريون على مستوى العالم، وأنها كانت محاولة يائسة أخيرة لم تغير من حقيقة انتصار مصر، كان هناك فى مصر المنتصرة من يقلل من نصرها من المصريين أنفسهم، ويحاول طمسه وتشويهه والخروج بعبارة أشبه بالكوميديا السوداء أن حرب أكتوبر انتهت بدون نصر أو هزيمة لأى طرف!

ساهم رجال الدين فى هذا المحور مساهمةً كبرى تتسق مع ما كان يجرى، ومع دورهم فى محاولة تغيير هوية مصر الوطنية، بأن تجاهلوا تمامًا وبشكلٍ متعمد نصر أكتوبر وكأنه حدثٌ خيالى وهمى، ولم نسمعهم لعقودٍ يذكرونه حتى وإن وافقت ذكراه يوم جمعة!

أنْ تُجرد شعبًا من انتصاره الأكبر، وأنْ تضرب حجبًا وأستارًا على بطولات رجاله لعقودٍ طويلة لم يكن عفويًا وإنما كان جزءًا من محاولة تدمير ثقة المصريين فى أنفسهم وقدرتهم على الفعل بأن يتم تقزيم هذا النصر وكأنه قد تم حبسه فى غرفة سرية مغلقة!

(4)

فى عقود حُكمَىّ الشهيد السادات ومبارك، تعرض المصريون لموجة الغزو الناعم الأشد ضراوة. لم تكن مصادفة أبدًا أن تنتشر بشكلٍ كثيف غير مسبوق عشرات (النُكت) بين المصريين، والتى كانت جميعها تصب فى محاولة غرس عدة أفكار محددة! قبيل أحداث يناير بأشهرٍ قليلة نشر أحد من يُطلق عليهم (مفكرين إسلاميين) فى عموده الصحفى بواحدة من كبرى الصحف المصرية المستقلة التى يملك صاحبها واحدة من أكبر دور النشر فى الوطن العربى- نشر هذا المفكر إحدى تلك النكت البذيئة التى تنشر فكرة أن المصريين استمرأوا الإهانة من نظام الحكم وأن رئيس الدولة حاول استفزازهم بمزيدٍ من الإهانة دون جدوى! هذا المفكر بعد وصول الجماعة الإرهابية للحكم كشف عن وجهه كاملًا ثم كان مع من خرجوا من مصر بعد ثورة يونيو واستكمل دوره المرسوم له عبر شاشة القناة العربية التى تم تدشينها لتمزيق الدول العربية!

من جملة ما تم نشره بين المصريين– عبر النُكت بشكل أساسى– من أفكارٍ عن المصريين أنفسهم ما يلى:-

أن آخر رجال فى مصر قد استشهدوا فى حرب أكتوبر ولا أجيال أخرى قادرة على ما قدروا عليه!

أن أى رئيس فى اختياره لأى وزير يشترط أولًا أن يكون هذا المرشح فاسدًا وإن لم يكن كذلك فلا بد أولًا من (توسيخه) حتى يصلح للمنصب!

أن سعد زغلول قد تنبأ بمستقبل مصر وقطع بأنه (مفيش فايدة)!

أن أى رئيس يحكم مصر لا بد وأن يجعل المصريين فى حالة (دروخة) بأن يحبسهم فى قفص مثل الفراخ ويرج هذا القفص باستمرار حتى إذا ما فُتح القفص لا يفكرون فى الخروج منه!

أن المصريين– عبر تاريخهم– سوطٌ يجمعهم ومزمارٌ يفرقهم!

أن المصريين شعبٌ اعتاد على حكم الفراعنة بالسوط ولا مجال لقيادتهم بغير ذلك!

لم تعد طابا كما رأينا بالتحكيم وإنما برضى الرئيس المصرى بالإهانة (قال ياخدوا طابا قال!).

أن أية فرصة لنهب أموال الدولة يجب انتهازها وهى حقٌ وعدل، لأنهم بذلك يحصلون على حقهم من المنبع قبل أن يسرقه الكبار!

أن رئيس دولة عظمى زار مصر ورأى فقيرًا فقرر إرسال معونة ضخمة له بعد عودته لبلاده، فلما فعل ذلك أخذ كل مسئول يسرق جزءًا من ذلك المبلغ الضخم حتى لم يبقَ منه شيئًا وجاء آخر موظف للرجل يحمل إليه عبارة مواساة!

كما نالت العلاقة بين مسلمى ومسيحيى مصر نصيبها من محاولة تفجيرها بالنُكت التى طال بعضها رموزًا كل منهم مع رأس الدولة!

(5)

رغم أن إخضاع أيًا من هذه الأفكار- التى سرت كالنار فى الهشيم بين المصريين فى تلك العقود– لحقائق التاريخ أو حتى معطيات الواقع يقضى عليها وعلى مصداقيتها تمامًا، إلا أن من نشروها كانوا يعلمون خصائص المصريين جيدًا. عرفوا أن المصريين يعشقون الفُكاهة ولهم إرثهم الكبير من النُكت الشعبية، كما علموا أن المصريين فى تلك العقود لم يكونوا من الشعوب القارئة المثقفة المهتمة بالبحث عن حقائق الأمور!

فعلى سبيل المثال، لم يكن كل رجال عصر السادات أو حتى عصر مبارك فاسدين! بل كانت هناك قائمة طويلة من وزراء ومحافظين ومسئولين محليين من المستويات الرفيعة فى قمة الوطنية والشرف والإخلاص لهذه البلاد وبذلوا الطاقة القصوى لديهم للقيام بواجباتهم بشكلٍ يرضى ضمائرهم أمام الله لا أمام القيادة السياسية! وزراء ومحافظون كانوا فقط فى حاجة لأن تكون إرادة الدولة السياسية على نفس القدر من الشجاعة والجرأة والإخلاص وامتلاك الرؤية كما كانوا هم!

وعلى سبيل المثال أيضًا، وبخصوص الفكرة الشيطانية أن المصريين خانعون لكلٍ محتلٍ وأن سوطًا يجمعهم، فهى أكبر فرية تاريخية تم إلقاؤها بين المصريين فصدقوها! من يقرأ تاريخ مصر كاملًا سوف يعرف أن ما حدث عكس ذلك تمامًا، فتاريخ مصر ملىء بالثورات ضد الاحتلال منذ العصور القديمة، وأن المصريين قد فقدوا قوتهم العسكرية قسرًا فى نهايات تلك العصور فلم يُتح لهم القدرة على مواجهة محتل عسكرى، لكن ذلك لم يثنهم أبدًا عن المقاومة!

(6)

إن ما تم نشره بين المصريين كان زائفًا باطلًا، لكن من خاضوا تلك الحرب ضدنا كانوا يدركون نقطة ضعفنا الأكبر! 

أسهل الشعوب التى يمكن اختراقها هى الشعوب التى تكره القراءة والبحث المعرفى! لقد قرأونا جيدًا فى تلك الفترة، ورغم عدم وجود آليات النشر التى توجد الآن، إلا أن ذلك لم يعُقهم دون نشرها فى أوقاتٍ قياسية بطول مصر وعرضها. هذا يعنى أن هناك من كانوا يقومون شخصيًا بخلق النُكتة أو الإشاعة ثم إلقائها بين المصريين بشكل مباشرٍ قبل أن تأخذ كل نكتة دورتها الطبيعية!

غياب آليات السوشيال ميديا تمامًا يؤكد أن هناك من كان يعمل على الأرض بشكل مباشر! كنتَ تسمع نكتة جديدة فى العاصمة مثلًا، ثم وفى أيام قليلة تسمعها بكثافة فى محافظة من محافظات الصعيد! نعم روح الدعابة والفكاهة هى من أجمل سمات المصريين، لكن ذلك وفى فترات تاريخية معينة يمكنه أن ينقلب إلى خنجرٍ فى قلب المصريين إن لم يكن لديهم من الحصافة والفطنة ما يفرزون به بين سلاحٍ فى أيديهم وبين آخرٍ مصوبة فوهته إليهم وإلى بلادهم!

الفكاهة التى تطعن وطنًا فى ذروة مواجهة حاسمة، تصبح سماجة وقد تتخطى الشعرة الرفيعة فتقلب سلاحًا مجانيًا يلقى به بعض أبناء هذا الوطن لمن يستهدفونه!

أحيانًا يدرك شعبٌ ما حقيقة ما يتعرض له، لكنه يستمرئه ويسايره لأن فى هذا راحة له لأنه يستمرئ حالة الكسل! أو إذا وصل هذا الشعب إلى لحظة اليأس التى تشبه الموت فى السكون واستمراء السكون دون أن يحاول النظر فى المرآة لأنه لا يريد مواجهة نفسه! فالمواجهة تستدعى أحيانًا أن ندين أنفسنا، والشعوب عادة لا ترغب فى ذلك!

(7)

هل حقق هذا الغزو أهدافه فى مصر؟!

ما مرت به مصر منذ 2011م وحتى الآن يقطع بأن الغزو– وإن حقق بعض أهدافٍ فى قطاعات بعينها من المصريين أو نشر عدة أفكار باطلة– قد فشل تمامًا فى تحقيق أهدافه الكبرى التى تمثلت فى هزيمة المصريين نفسيًا وإفقادهم الثقة فى قدرتهم على الفعل والبناء وقتل طموحهم لهم ولبلادهم! فالذين هزموا تنظيمًا مسلحًا دوليًا تسانده دولٌ كبرى لا يمكن أن يكونوا فاقدين لثقتهم فى أنفسهم أو قدرتهم على التغيير! ربما كانوا فى حالة استمراء للكسل والجمود والفساد! لكنهم كانوا أبعد ما يكون عن الهزيمة النفسية التى خطط لها المخططون!

أعتقد أن هذه الحقيقة بفشل ذلك الغزو السابق لمشاهد 30 يونيو هو الذى أصاب رعاة الجماعة بهستيريا دم وعنف تم تنفيذها بأيدى ميليشيات الجماعة حتى استطاعت القوات المصرية دحرها! عدم هزيمة المصريين فى العقود التى سبقت المشاهد الكبرى كان فشلًا كبيرًا فى الإعداد للمعركة من جانب من خططوا! لأنه لو حدث وكان المصريون مهزومين وأشاحوا بوجوههم عما يحدث فى مصر لتم كل شىء بسلاسة تامة كما حدث فى دولٍ أخرى! لكن الصدمة كانت لهؤلاء أنّ هذا لم يحدث وبدا المصريون فى حالة حيوية صادمة لمن توهموا أن الروح الساكنة هذا الجسد قد فارقت الحياة!

(8)

هذا الفشل قطعًا يمنح المصريين طاقة دافعة كبرى، لكنه سيكون من الخطورة بمكان إنْ لم ننتبه لتكرار المحاولة الآن! 

إننى لا أدرى تحديدًا من صاحب ذلك العقل النابه الذى انتبه بالفعل لما حدث فى مشاهد ذلك الغزو الناعم السابق لمشهد يناير 2011م، لكننى أود أن أتقدم إليه بتحية كبيرة! هذا العقل المفكر هو الذى وضع خطة المواجهة الحالية التى ربما لا يدرك مغزاها كثيرون. هذه السلسلة من الإعلانات التى فاجأتنا يومًا على شاشات القنوات المصرية برعاية الشركة المتحدة تؤكد أن هناك من يعرف ما حدث جيدًا ويدرك وجوب محاولة القضاء على ما نجح ذلك الغزو فيه حتى وإن كان هذا النجاح على نطاقٍ ضيق، كما يدرك أن هناك موجة جديدة ربما تكون أشد شراسة من سابقتها!

إنّ من يعتقد أن جميع الأنشطة الإعلامية الوثائقية من تدشين قنوات وبرامج وأعمال درامية إنما لمواجهة التطرف الدينى وحده هو مخطئ فى اعتقاده تمامًا. فأعداء مصر التقليديون لن يتغيروا، وربما تكون هناك حقيقة أن الجماعة وأخواتها إنما كانوا مخالب للتنفيذ حتى وإن اعتقدت تلك الجماعة أنها هى التى تستخدم هؤلاء لا العكس! 

تحصين الشعب المصرى ضد الاستهداف بالغزو الناعم الذى يعمل بمنطق طويل المدى هو هدف قومى مصيرى، فالشعوب هى التى تقع على عاتقها حماية أوطانها! ولن تكون قادرة على ذلك إن استطاع أعداؤها التسلل لخلاياها العقلية فعبثوا بها وحوّلوها إلى شعوب مهزومة فاقدة الثقة فى قدراتها!

(9)

هل انتبه أحدٌ إلى مفردات معينة فى خطاب الرئيس السيسى حينما يتحدث عما تم إنجازه فى مصر؟! 

مفردات مثل (اللى تم دا يا مصريين إنتو اللى عملتوه) (إنتو تقدروا.. صدقونى) وغيرها من العبارات التى لا تصدر قطعًا عن رأس الدولة دون قصد. الرئيس يخوض معركته ليس فقط بالعمل على الأرض، وإنما باختيار مفرداتٍ بعينها لتوصيل رسائل محددة للمصريين ولغيرهم! 

فللمصريين الرسالة واضحة أنهم قادرون على الفعل وعلى بناء بلادهم...

ولغيرهم أن ما بذلتم فيه السنوات والمال والجهد لهزيمة هذا الشعب قد ذهب هباءً منثورًا.. وها هم المصريون أمامكم بحيويتهم وقدرتهم وطموحهم المشروع وعنادهم على النهوض ببلادهم!