رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جسدي المستباح".. رواية جديدة للكاتب الجزائري محمد ساري

رواية جسدي المستباح
رواية جسدي المستباح

صدرت حديثا عن دار منشورات المتوسط إيطاليا، رواية جديدة للروائي والمترجم الجزائري محمد ساري، تحت عنوان "جسدي المستباح"، ومتبوعة بعنوان ثانوي هو: حُبٌّ في عَصْف الرُّعب. 

ووفقا لدار النشر، ففي هذه الرواية، ندخل عالم مليكة، الحسّاسة الحالمة التي وجدت نفسها في جحيم متعدد الطبقات، بين اضطهاد أسري، وانتهاك جنسي، وبين ظلم زوج والدتها، مما يوصلها إلى ذروة انهيارها النفسي، تأخذها عائلتها في رحلة استشفاء في عالم الجن والمشعوذين.
 

لكن الرواية لن تصل ذروتها إلا حين يُقرّر حبيبها يعقوب، بعد مقتل الرئيس بوضياف عام 1994، أن يصعد إلى الجبل إسوةً برفاقه للقتال، فتقرر مليكة الفرار معه، لتجد نفسها بين وحوش الجماعات الدينية المسلحة، الذين سوف يتناوبون على اغتصابها.

وكأنها المعادل لما حدث للجزائر خلال عشريتها السوداء، عالمٌ شديد التوحّش لعاشقة شديدة الرقة، عالمٌ شديد التوحش لبلد شديد الرقة.

كائنات منتهكةٌ، أحلامها موؤودةٌ، وليس لها سوى أن تحيا على حافة الحافة، مترنحةً لكنها تظل تقاوم السقوط.

"مليكة" ونساء أُخريات يرافقنَها في هذه المتاهة، تتقاطع قصصهن وتتوازى لتتشكل صورة بلد انتزع قلبه عنوة، وجاءت الرواية في 272 صفحة من القطع الوسط.

ومن أجواء الكتاب:
عادت أُمِّي بثقل خطاها وبين يديها مدفأة تفوح منها أبخرة لوَّثت الجوَّ وبدأتْ بخَنْق أنفاسي. طافت أرجاء البيت وهي تعلي المدفأة الفخَّارية، وتتمتم عبارات، لم يصلني منها إلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بعد قليل، أطلَّ زوج أُمِّي وهو يدعو الشيخ إلى دخول غرفتي. خرجت فوزية وسهام مُسرعتَيْن، وحلَّ مكانهما الشيخ مصطفى وقاهر العفاريت الشيخ بوضَرْبة وزوج أُمِّي الذي اكتفى بالوقوف عند الباب. لا أعرف لماذا لم أُقاوم ولم أصرخ هذه المرَّة! أنا نفسي استغربتُ من خضوعي التامِّ لأوامر الشيخ جميعها، الذي بدأ بالتمتمات والهمهمات، يتلو طلاسمه قبل أن ينتقل إلى الصراخ، آمراً الجنِّيَّ اللعين بالخروج، مُهدِّداً إيَّاه بشتَّى أنواع العذاب. وأنا جالسة في مكاني على طرف سريري، وهو يجلس تارة ويقف تارة أخرى، ويحضُّ أُمِّي على دنو المدفأة، فيُخرِج فتات الأعشاب من جيب قَشَّابِيَّتِهِ المغربية، ويرميها فوق الجمر، ليزداد ضباب الجوِّ وحرقة الروائح المثيرة للدموع والسعال. وأنا ساكنة هادئة كما لو أنّني كنتُ بمفردي، ولا يعكِّر صفوي أحد. في لحظةٍ مَّا، رأيتُ شرارة الغضب في عينَي الشيخ بوضَرْبة، فوقف وأطلق صرخة زائرة، وقال: هذا جنِّيٌّ عاصٍ، لا يُقهَر إلَّا بقوَّة السوط

عن الكاتب محمد ساري:
هو روائي ومترجم جزائري من مواليد عام 1958، بشرشال في ولاية تيبازة، وأستاذ النقد الأدبي سيميولوجيا، سوسيولوجيا، تحليل الخطاب ونظرية الأدب في قسم اللغة العربية في كلية الآداب واللغات في جامعة الجزائر منذ عام 1999.

يكتب الروائي باللغتين العربية والفرنسية.  ومن رواياته بالعربية: “على جبال الظهرة”، و”البطاقة السحرية”، و”الورم”، و”الغيث”، و”القلاع المتآكلة”. 
كما له باللغة الفرنسية 9 كتب منشورة. كما ترجم أكثر من 25 كتاباً من الفرنسية إلى العربية.