رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فوضى زيادة المصروفات في المدارس الخاصة.. طلاب الدمج نموذجًا

طلاب
طلاب

تتفاجئ نور عبدالهادي، إحدى أولياء أمور المدارس الدولية، كل فترة بزيادة جديدة في تكاليف مدرسة الدمج لابنها، إلى جانب الزيادة السنوية والربع سنوية والنصف سنوية، ما جعلها تشعر بزيادة العبء المادي عليها بسبب تلك المصروفات.
 

تقول: «المدرسة ليست دمج بأكملها ولكنها تخصص فصول دمج للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن ليس هناك معيار واضح لتحديد المصروفات المدرسية للمدارس الدولية والخاصة، ولا يتم تحديد أين تصرف تلك الأموال، كل فترة تقوم بسحب مزيد من الأموال من أولياء الأمور دون وجود نسبة أو معيار محدد لذلك السحب».

 

%7 زيادة في المصروفات

ما تعاني منه نور عبدالهادي، هو ما تبحثه في الوقت الحالي وزارة التربية والتعليم، حيث حددت 7% قيمة المصروفات الدراسية المقررة قانونيًا، موجهة بالتزام المدارس بذلك القرار وعدم تحصيل أيّ مبالغ تزيد على المصروفات المقررة للمدارس الدولية والخاصة.
 

وبالأمس تقدمت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم، بشأن شروع المدارس الخاصة في تحصيل المصروفات الدراسية بزيادات مختلفة دون انتظار قرار الوزارة في تحديد النسبة المقررة.


وأشارت النائبة، إلى أن وزارة التربية والتعليم في كل عام تعلن عن نسبة الزيادة في المصروفات الدراسية للمدارس الخاصة، وغالبا ما تكون بنسب معقولة، وبما يتماشى مع أهداف هذه المدراس في تقديم خدمات تعليمية بشكل أفضل.


ويزيد الأمر في المدارس الخاصة التي تضم فصول دمج بحسب حديث "الدستور" مع أولياء الأمور لاحتياجهم إلى ما يعرف باسم "الشادو"، والذي يرافق الطفل ويتطلب مصروفات أخرى.

 

نور تتعرض لعملية نصب

يعاني ابني من تأخر دراسي لذلك ألحقه بمدارس الدمج حتى لا يشعر أنه أقل من أقارنه، ولكن أسعار مصروفات المدارس الدولية باتت غير معقولة، تبدأ من 30 ألف جنيهًا إلى 45 ألف جنيهًا إلى جانب مصاريف الشادو.
 

تقول: "يحتاج الشادو من 2500 إلى 3000 آلاف شهريًا ليرافق الطفل داخل الفصل وخلال اليوم الدراسي، وفي إحدى المدارس لعدم وجود رقابة فوجئت مع انتقال ابنها من الصف الأول الابتدائي للثاني الابتدائي بزيادة 15 ألف جنيهًا دفعة واحدة.
 

تضيف: "لاقيت الشادو رفع سعره 5 آلاف وعرفت أن المدرسة بتأخذ نسبة من فلوس الشادو وفيه بينهم اتفاق ودا يعتبر عملية نصب، لأن مفيش ألية لزيادة المصروفات المدرسية السنوية واللي بيدفع التمن أولياء الأمور".
 

توضح أن أطفال وطلاب الدمج يحتاجون إلى جلسات صعوبة تعلم وتنمية مهارات خارجية في أحد المراكز، تتكلف مبالغ طائلة أيضًا، معقبة: “حاولت أدخله مدارس عادية كان فيه مشاكل كتير لأنه مختلف ومتأخر عن أقرانه”.

 

  • جاءت نسب زيادة مصروفات المدارس الخاصة  القومية والدولية، طبقًا للقرار الوزاري كالآتي: " 7% زيادة في المدارس التي تزيد مصروفاتها على 10000 جنيه، 10% زيادة في المدارس التي تبدأ المصروفات فيها من 5 إلى 10 آلاف جنيه، 15% زيادة للمدارس من 2 آلاف إلى 5 آلاف  20% للمدارس التي تتراوح المصروفات بها من 2000 جنيه إلى أقل من 3000 جنيه.

 

ميرنا: "طلاب الدمج يتكبدون مصاريف أكثر"

دفعت زيادة مصروفات المدارس الخاصة عن الحد المعقول ميرنا، إحدى أولياء أمور طلاب الدمج، إلى التحويل من خاص إلى تجريبي، مواجهة مشاكل كثيرة عن التنمر والشعور بالانتقاص لدى ابنتها ورفضها الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى.

 

تقول: "بنتي عندها فرط حركة وتشتت انتباه وصعوبات تعلم ونسبة الذكاء ٦٦%، بدأت في مدارس خاصة أيام ما كانت بـ25 ألف جنيه، لكن كل سنة تزيد عن الحد المعقول غير مصاريف تحت بنود مبتحصلش زي بنود الرحلات وبنود الرعاية والأنشطة حسيت أنها مجرد سبوبة".
 

تضيف: "كنت بدفع للشادو 4 آلاف جنيه في الشهر مقابل أنه يقعد مع البنت في الفصل، لحد ما بقيت مش قادرة على مصروفات المدارس الخاصة، عشان كدة قررت نقلها لمدارس تجريبي مش خاصة وطبعًا المستوى أقل".
 

توضح أنها بمدارس التجريبي كان لا بد من بقائها في فصل به أقران في نفس مستواها وليس أعلى حتى لا تتعرض للتنمر، بجانب ذلك، تدفع ميرنا شهريًا مصروفات علاج وأدوية للتركيز وكشوفات طبية لدى أطباء المخ والأعصاب.

 

  • في العام 2020/ 2021 ارتفع عدد طلاب الدمج ليصل إلى  108224 طالبا وطالبة موزعين على 19005 مدارس على مستوى الجمهورية، مقارنة بـ17229 طالبًا وطالبة للعام 2016/ 2017.
     
  • وبلغ عدد المدارس الحكومية 49067 مدرسة والمدارس الخاصة 9740 مدرسة، بإجمالي 58807 مدارس، وبلغ عدد الفصول 539980 فصلًا، وبلغ عدد المعلمين المعينين والمؤقتين بالمدارس الحكومية 878025 معلمًا بالمدارس الحكومية و113944 معلمًا بالمدارس الخاصة بإجمالي 991,969 معلمًا.

 

لماذا ترتفع أسعار الشادوتتشر؟

شيماء محمود، مسؤول إحدى أكاديميات توظيف الشادو تتشر، توضح أن هناك أهمية شديدة لأطفال الدمج في وجود شادو معهم، وهو من اسمه يعني "مدرس الظل" يرافق الطفل في المدرسة وطوال اليوم الدراسي لا سيما أطفال التوحد وفرط الحركة.
 

تضيف: "زيه زي أي مهنة لكن مؤخرًا في عملية استغلال لدرجة أن بعض المدارس بتطالب الأمهات تدفع ضعف تمن المصروفات عشان كرسي مدرس الظل، إلى جانب كونهم غير متخصصين وأصبح على المهنة دخلاء ليس لديهم مهارات كافية".