رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيام الثورة والخلاص.. على جمعة: الإخوان حاولوا اغتيالى وفجروا «شاليه» خاصًا بى بالفيوم.. والجيش المصرى لم يترك الشعب فى عثرته

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز و على جمعة

- عندما كنت أسمع جملة «الإخوان بتوع ربنا».. كنت أرد «إنتوا مش عارفين حاجة»

- الجماعة الإرهابية ترجمت 200 كتاب إلى 56 لغة لنشر أفكارها وجعلها ثقافة عامة

- محمد مرسى رفض التمديد لى فى منصب المفتى وقال «على جثتى»

- بعض أبناء الإخوان ألحدوا بسبب مشكلات فى فهم الدين 

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن ثورة ٣٠ يونيو تشبه فتح مكة، لأن كلا الحدثين يشتركان فى البداية الجديدة لعصر جديد.

وأضاف «جمعة»، فى حواره مع الدكتور محمد الباز، فى برنامج «الشاهد»، على قناة «إكسترا نيوز»: «عندما كنت أسمع جملة (الإخوان بتوع ربنا) كنت أرد (إنتوا مش عارفين حاجة)»، مشيرًا إلى أن الإخوان حاولوا اغتياله أكثر من مرة، الأولى أمام مسجد، والأخرى بتفجير الشاليه الخاص به فى الفيوم.

ووثق «الشاهد» شهادة الدكتور على جمعة عن ٣٠ يونيو، ما قبلها وما بعدها، فى حلقتين، حيث مررنا، فى الحلقة السابقة، على تجربته الفكرية مع جماعة الإخوان الإرهابية وهى الخبرة التى جعلته يتنبأ أولًا بأن هذه الجماعة لن تستمر ويعرف أنها لا تستحق أن تستمر فى حكم مصر، وأنه خشى على مصر أن تتحول إلى حمام من الدماء إذا استمر الإخوان فى حكم مصر.

رباب الأهوانى - محمد هيكل - إيمان كاسب 

عدسة: طارق الجباس

المفتى السابق قال: لم تكن لدىّ قناعة بقدرة الجماعة على الاستمرار فى الحكم

■ متى أدركت أن نظام الإخوان سيزول؟

- لم أقتنع أبدًا بقدرة جماعة الإخوان الإرهابية على الاستمرار فى الحكم. فى البداية علمت أن أحمد شفيق فاز بمنصب رئيس الجمهورية، وأن الحرس الجمهورى انتقل إلى منزله، ثم تغير الأمر، إذ أعلن المستشار المشرف على الانتخابات أن محمد مرسى هو الفائز، وكان الشعب كله غير راض عن النتيجة، بسبب تقارب الأرقام بين المرشحَين.

النسبة التى حصل عليها مرسى تشير إلى أن الشعب غير راض عن وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم، فقد كان فوزًا هزيلًا وعلى المحك، ولا يلزم أن يصرح مرسى بأنهم سيبقون فى الحكم ٥٠٠ عام.

من البداية لم أبتلع المسألة، ومن قبل ذلك كان موقفى سلبيًا من ثورة يناير، لأننى رأيت أن الخروج بهذا الشكل إلى الشوارع لا يليق وسيكلف البلاد الكثير وسيشعل الفتن.. وحينما سمع رأيى هذا الدكتور سيف عبدالفتاح، وهو رجل صاحب ود، اختلف معى، واتجه إلى التغيير وإلى الإخوان ولم ألقه بعد ذلك، ثم خرج من مصر وتشتت أسرته فى أنحاء العالم.

قلت لـ«سيف»، آنذاك: «مايصحش إللى إنت بتعمله»، فقال لى: «هو ده الحق»، وعندما عيّنه محمد مرسى مستشارًا له، فوجئ بأن هذه الجماعة بلوة، وأن قياداتها يقولون ما لا يفعلون ويستمعون للاستشارات ويعملون عكسها، فاستقال وصرح بذلك وجرت به المجريات، واعتبر أن ٣٠ يونيو انقلابًا على عقيدته، وأنا الآن أوجه رسالة وأقول له: «تب إلى الله لأنك تعرف أن ذلك مخالف للشريعة».. لكن ماذا أقول لشخص قالوا له إن الإمام مالك قال: «ظلم غشوم خير من فتنة لا تدوم».. فقال «بل فتنة لا تدوم خير من ظلم غشوم».

هناك من يستبيح الدماء لأنه يتوهم أنه بذلك لن يكون هناك ظلم مستقبلًا.. هذه العقلية خطيرة فى القيادة والتلقى، وأنا لم أكن أنتظر من محمد مرسى أن يجدد الثقة بى فى منصب مفتى الديار المصرية، والمناصب فى بعض الأحيان تقيدنا.

■ هل اقترح أحد على مرسى تجديد الثقة بك ولم يستجب؟

- حدثنى أحدهم فى مركز دراسات الشرق الأوسط فى التحرير، وقال لى إنه كان مع الرئيس مرسى فى المطار، ووجد أحد أعضاء الجماعة يقترح عليه تجديد سنة لى، فرفض ذلك بسبب خطبة ألقيتها ضده وأثرت فيه سلبًا جدًا، فقال الرئيس الإخوانى: «لأ.. على جثتى».

وأحد علماء الأزهر العراقيين، سألنى عن سبب عدم تعاونى مع جماعة الإخوان، فأجبته: «لا يعنينى الإخوان، وكل ما يهمنى هو مصر.. أى حاجة فى مصلحة مصر أنا خدّام»، فأخبرنى بأنه أبلغ الجماعة الإرهابية بذلك، وقال لى: «عندما يتواصلون معك لا ترفض»، وأخبرته بأنى شخص محب لهذا البلد ولدىّ تعلق شديد بالوطن.

■ تنبأت بسقوط نظام الإخوان فى يناير ٢٠١٣.. كيف رأيت وشاركت فى الحراك الثورى آنذاك؟ 

- كنا ندعو الله سبحانه وتعالى ليلًا ونهارًا أن يخلصنا من هذه الغمة، والحمد لله ربنا خلصنا، وعندما قامت الحركة المباركة فى ٣٠ يونيو، اتصل بى وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين، وقال لى: «أريد أن أساعد مصر فى هذه المرحلة»، واتفقنا على تدشين تيار غير تابع لحزب معين، بل تكتل مستقل وطنى.

وانضمت إلينا مجموعة كبيرة تحت اسم «مصر بلدى»، وكان تعبيرًا عن اللحظة والحالة التى يعيشها المجتمع المصرى.

وبعد ذلك انضمت إلينا مجموعة من النخبة، وجرى اختيارى الأمين العام للتيار، وبدأ التيار يكبر بشكل سريع، ما يشير بوضوح إلى أن إرادة الشعب كانت تستهدف إسقاط الإخوان، وكان هناك زحام فى كل فعاليات التيار فى كل ربوع الوطن، وكان مطلبنا ٣ استحقاقات، هى الرئاسة والبرلمان والدستور.

وفى اللحظة الفارقة اجتمع رموز الوطن وسلبوا الولاية من جماعة الإخوان ومن الرئيس المزعوم، وأعطوها لرئيس المحكمة الدستورية العليا ليديرها وكان قد أحسن الإدارة، إذ كان قاضيًا يحكم بين الناس، وتعامل بعدالة مع الجميع، حتى الإخوان الذين أفسدوا فى الأرض.. أرى أن المستشار عدلى منصور أحسن إدارة البلاد.

■ ما سبب مقولتك الشهيرة «هذه الجماعة نتنة.. وطوبى لمن قتلهم وقتلوه»؟

- لم تكن الكلمة عن الإخوان مباشرة، بل عن المجرمين الذين يقتلون الجيش المصرى فى سيناء.

القصة بدأت بأن توجه أحدهم لى بسؤال: «ماذا نفعل مع هؤلاء الخارجين عن القانون؟»، فقلت: «لا نقتل مسلمًا».. وكنت أتحدث فى سياق الإرهابيين الذين يستهدفون الجيش، وكلمة «نتنة» قيلت فى سياق آخر عن الإخوان، وعلى كل حال هذه كلمة رسول الله: «لو أنهم جادلونى فى هؤلاء النتنة»، وهم أسرى بدر من المشركين.

القضية كانت لها سياقات، لكن اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية اقتطعت ٣٥ ثانية من الحوار، لتبدو أننى أدعو للقتل والدماء، لكن لم أقل هذا الكلام للإخوان أو فى رابعة.. كانوا يريدون فقط إثبات أننى أحرض ضدهم.

■ كيف كان تعامل الإخوان بعد وصولهم للحكم؟ 

- الإخوان كانوا يتعاملون بطريقة متعالية، ورفضوا إدراك الواقع، واضطهدوا رجال الدين والعلماء، وخيبوا آمال السلف الصالح، ونظرًا للطريقة غير الآدمية التى تعامل بها الإخوان بعد وصولهم للحكم، خيب الله آمالهم جميعًا بسبب هذه النظرة السيئة التى اتخذوها منهجًا لهم.

■ ما رأيك فى مواقف الجيش المصرى قبل ٣٠ يونيو؟ 

- الجيش المصرى ملتحم التحامًا شديدًا بالشعب، فهو جيش وطنى وليس مرتزقة، ويعمل لمصلحة الوطن والمواطن، ويدرس أزماته السابقة حتى لا تتكرر الأخطاء، والدليل على ذلك نجاح الجيش فى حرب أكتوبر بعد دراسة واضحة وعلمية للأسباب التى سببت نكسة ١٩٦٧، ولهذا أرى أن جميع خطوات الجيش المصرى عبر التاريخ مدروسة بعناية ودقة حتى لا يقع الوطن فى أى أزمات. 

■ هل كانت هناك مؤشرات تقول إن نهاية الإخوان قريبة؟

- نعم.. كانت هناك علامات واضحة تشير إلى أن حكم الإخوان لن يستمر طويلًا، ومن أبرز هذه العلامات أنه عندما أتى الرئيس المعزول محمد مرسى لإلقاء اليمين فى جامعة القاهرة، حدثت منهم مواقف لا يستطيع أحد أن ينكرها، إذ وبخ البلتاجى آنذاك مجموعة من الإخوان بعدما هتفوا ضد الجيش المصرى، وذلك ليس حبًا فى الجيش الوطنى، بل لأن الجماعة كانت بحاجة إلى مساندة الجيش.

عندما عزمت على دخول القاعة ظهرت علامات تشير إلى عدم الترحيب بى من قبل البلتاجى، كما أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عندما جاء أيضًا لم يجد مكانًا له فانصرف، لذا كل هذه المؤشرات خير دليل على رحيلهم السريع. 

■ ما أهداف الإخوان قبل ٣٠ يونيو؟

- كان لـ«الإخوان» هدف واحد فقط منذ بداية نشأتها هو الوصول إلى الحكم فى مصر، وأستطيع القول بكل وضوح إن هذه الجماعة لديها خلل ملحوظ فى المشاعر والعاطفة، كما أن سعيها الحقيقى يكون لأغراض شخصية دون النظر لمصلحة الوطن والمواطن.

■ هل حاولت الجماعة اغتيالك؟ 

- نعم.. حاول الإخوان اغتيالى بعدما جاءت الأوامر من يحيى موسى بتركيا لـ«حسم»، وكان الهدف من اغتيالى أن يجرى تقديم جثتى هدية للقرضاوى، وبالفعل فى يوم جمعة عزمت على دخول المسجد لتأدية الصلاة، وعند نزولى من السيارة فوجئت بحملة مكثفة من الشباب الذين يقومون بإطلاق النار على سيارتى، وبفضل الله سبحانه وتعالى تمكنت من دخول المسجد، وقررت أن ألقى خطبة الجمعة بعنوان «مفهوم الخوارج وأفعال الإخوان الحالية». 

وأعلن إعلام الإخوان نبأ وفاتى قبل ثلاث دقائق من الهجوم، وبعدما فشلت العملية حذفوا الخبر، ولم تتوقف محاولات الإخوان عند هذا الحد، إذ دمروا الشاليه المملوك لى فى الفيوم.

■ هل تملَّك الكُره قلبك بعد محاولتهم اغتيالك؟ 

- أعلم جيدًا مساعى وأهداف تلك الجماعة منذ البداية، وبعد محاولتها اغتيالى ازداد كرهى لها، وتيقنت من أن «الإخوان» لا تعرف شيئًا عن الدين الإسلامى، لذا يمكن القول إن أفعالها لم تزرع الخوف داخلى، بل زاد إصرارى على تحذير الأجيال الجديدة من شعاراتها الإرهابية المزيفة.

ويجب أن يعلم الجميع أن هذه الجماعة ضالة مضلة وسيحاسبها الله فى الدنيا قبل الآخرة.. «دول ناس ضلالية وكل ما تتوغل معرفة بهم كل ما تبعد عنهم». 

وهناك شخصيات إخوانية هتفت لرجب طيب أردوغان فى تركيا، ودعوه بالنصير وخليفة المسلمين، فحذر الحزب الحاكم فى تركيا الإخوان من تلك الهتافات، لأن ما يهتفون به مخالف للحكم العلمانى التركى.

■ وصفت 30 يونيو بأنها يوم من أيام الله.. ومثل فتح مكة.. لماذا قلت ذلك؟

- وصفت ٣٠ يونيو بيوم مثل فتح مكة، والمشابهة بين ٣٠ يونيو وفتح مكة تأتى فى البدء، إذ يعتبر فتح مكة هو بداية عصر جديد، حيث كان يوجد المدينة أولًا ثم المدينة ثانيًا، وقد بدأنا المدينة ثانيًا بعد فتح مكة. 

قبل فتح مكة، كان مبنى المدينة على المواطنة، إذ دخل ووجد اليهود ووجد المشركين ووجد المسلمين ووجد منافقين، فكوَّن منهم دولة، والمشترك بين هؤلاء الناس هو «المواطنة»، ومن هنا كُتِبت صحيفة المدينة، ومن هنا تأتى المشابهة ليس من خلال تشبيه القاهرة بمكة، لكن التشبيه بكونهما ستبدآن بداية جديدة لعصر جديد ولذلك سمعنا بالجمهورية الجديدة، وهى نموذج جديد حدث بعد ٣٠ يونيو، وهذا المقصود بتلك المشابهة.

 

■ ماذا فعل أنصار الإخوان أثناء حضورك مناقشة رسالة دكتوراه بجامعة القاهرة؟ 

- كنت أناقش رسالة دكتوراه للباحث الدكتور هشام حنفى، وأثناء المناقشة دخل القاعة عدد من شباب الإخوان، بلغ عددهم آنذاك ٢١ شابًا، وكانوا يهتفون ضد الجيش المصرى، اعتقادًا منهم أنه استباح دماء المواطنين فى أحداث رابعة.

وبعد تدخل أمن الجامعة فى الواقعة، أصدر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، آنذاك، قرارًا بفصل هؤلاء الشباب نهائيًا من الجامعة، وحاولت كثيرًا مع الدكتور جابر نصار أن يخفف العقوبة من الفصل النهائى إلى الحرمان من تأدية الامتحانات لعامين، وبالفعل حدث ما طلبته، لكن عند خروجى من قاعة المناقشة فوجئت بأن أنصار الإخوان دمروا سيارتى.

■ ماذا تغير فى الدكتور على جمعة بعد حادثة اغتياله؟ 

- لم يتغير داخلى شىء نهائيًا بعد حادثة اغتيالى على يد جماعة الإخوان، ولا حتى نفسيًا.. من المحتمل أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل علىّ السكينة وهذا الثبات الانفعالى. 

جاءنى ذات مرة شخص لم يكن من الإخوان وإنما من أصحاب الرأى، وقال لى: «ما بلاش الإخوان دول»، فقلت له: «حاضر بلاش».

إن جميع كلامنا هذا عن جماعة الإخوان للأجيال القادمة وللمضللين بهم، والذين يظنون أنهم يستمعون إلى الحق وإلى التقوى، وإلى الورع، أقول لهم: «يا إخوانا يا أولادى.. لأ.. الإخوان ناس ضلالية فعلًا.. لأنهم لا علاقة لهم بالدين، هم خوارج هذا الزمان، كانوا يسألون فى دماء البعوضة هل هو نجس أم لا، وفى نفس الوقت يذهبون لقتل سيدنا على بن أبى طالب، باب مدينة العلم، وهو ما يؤكد أنه يوجد خلل». 

عبدالرحمن ابن ملجم، قاتل الإمام على بن أبى طالب، من تلامذة معاذ بن جبل، وكان لديه كُتّاب، أى أنه يوجد خلل لا يوجد بعده خلل.. «يا جماعة ليس معنى أن وجدتم شخصًا طيبًا وحافظًا لكتاب الله أن ترموا أنفسكم وتسلموا ديانتكم إليه.. هؤلاء الناس ضالون مضلون، وسيحاسبهم الله فى الدنيا قبل الآخرة».

■ الإخوان قالوا إنك حرضت ضد الموجودين فى «رابعة».. ما الرأى الشرعى فى هذا الاعتصام؟

- كان يوجد واحد من الصالحين، وكان يفطر معنا فى شهر رمضان، وفتحنا التليفزيون، فوجدنا أحد المتحدثين على منصة رابعة وهو يدعو بحرقة وشدة، فوجدت هذا الرجل الصالح معى يقول «أعوذ بالله»، فسألته: «تستعيذ بالله من ماذا؟»، فقال لى: «هذا الذى يتحدث على المنصة وكأنه يشتم الله سبحانه وتعالى»، فقلت له: «أعوذ بالله، لكنه يدعو الله أن يحقق له ما يتمناه»، فقال لى: «اسمع لهجته فمعناها: إذا لم تفعل لنا ذلك فنحن لن نعبدك مرة أخرى». 

تعجبت من هذا الموقف.. كيف لهذا الرجل الصافى البسيط أن يدرك من الصوت فقط أن هذا الرجل الذى يخطب على المنصة جدع ضلالى.. أثّرت بداخلى كلمات هذا الرجل ووجدت بعد فترة أن هناك أبناء من الإخوان ألحدوا.

وعندما دخل الإخوان السجن بالجرائم والقتل وما فعلوه، بدأوا يراجعون أنفسهم، فبعضهم تراجع وبدأ يقول: «يا جماعة على فكرة، يبدو أننا ارتكبنا خطيئة كبيرة، فهاجوا عليه، وهو ما يؤكد أن ضلال الإخوان الذى جعلهم يحاصرون هذا الرجل حتى لا يتوب»، وأتذكر قول الله تعالى: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ».

تراجع هذا الرجل عن تصريحاته وسحبها حتى لا يُغضب إخوانه، هو يغضب الله نعم لكنه لا يستطيع أن يغضب الإخوان.

■ هل يوجد لدينا خلل فى مواجهة الفكر الإخوانى؟

- إن الخلل لدينا فى مواجهة الفكر الإخوانى هو أننا لم نشتغل بشكل مكثف، فقد اشتغل الإخوان كثيرًا، كما أنهم اشتغلوا على الشباب وعلى الأطفال، ولذلك تحصلوا على أثر لكنه أثر ضعيف لأنه ناتج عن ضلالة.

كان ينبغى علينا أن نكون موجودين بقوة، ولا بد من أن نعمل لأن أهل الباطل يعملون وبشدة، كما أن أهل الباطل تمكنوا من الأموال، وتمكنوا من غسل مخ بعض الحكام، بأموالهم.

■ كيف ترى تأثير الإخوان الذى امتد لمؤسسات دينية عريقة فى مصر؟ 

- إن الثقافة السائدة التى عمل عليها الإخوان هى ركوب المؤسسات، وكانت هناك مؤسسة تسمى «الندوة العالمية للشباب»، استطاع الإخوان أن يركبوها، كما أنهم ترجموا ٢٠٠ كتاب إلى ٥٦ لغة، وهى كلها ثقافة إخوانية، وهو ما ساعد على نشر أفكارهم وجعلها ثقافة عامة. 

الغريب هو أن كل هذا المجهود وتلك الأموال والمليارات التى جرى إنفاقها تذهب بكلمة طيبة وموعظة حسنة تخرج من قلب صادق. 

■ كيف كنت تستقبل ما يقوله المصريون بأن «الإخوان بتوع ربنا»؟ 

- عندما كنت أسمع جملة «الإخوان ناس بتوع ربنا»، كنت أقول لمن يرددها: «إنتوا مش عارفين حاجة».

جملة «إنتوا مش عارفين حاجة» عندما تخرج منى يتقبلها الناس، وذلك لأنى أمتلك رصيدًا عندهم، من خلال التاريخ والمنصب والعلم فيكون لها أثر أكثر واقعية من لو قالها شخص آخر.

كما أن هناك مساحة من الثقة يمتلكها الشعب الذى يلعب الدين فى تكوينه دورًا كبيرًا، حيث يحب الشعب المصرى الدين، لكنه يحب الدين الذى هو جزء من الحياة، وليس الذى هو ضد الحياة، فالشعب المصرى واع وذكى، ولذلك لم يستطع الإخوان أن يحرزوا أكثر من ١ فى العشرة آلاف، فكل ١٠ آلاف مصرى بينهم إخوانى واحد.