رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير هولندي: حملات مصر نجحت في الحفاظ على التراث والهوية الفرعونية

كليوباترا
كليوباترا

قال موقع "فنك" الهولندي، إن كليوباترا آخر فراعنة مصر هي رمز أسطوري للحضارة الفرعونية العريقة، ولطالما أثارت الجدل بسبب الجزء المفقود من تاريخها، إلا أنها عرفت بالذكاء والجمال الفائق. 

 واليوم تعود كليوباترا للصدارة مرة أخرى بعد مسلسل "نتفليكس" الذي ادعى أن الملكة ذو الأصول اليونانية كانت ببشرة سمراء وملامح إفريقية، وهو ما رفضه المصريين والعلماء والمؤرخين.

قال كريم الجمال، خبير الأدب والمراقب الاجتماعي: "لا يتعلق الأمر بالتمييز ضد عرق معين، بل يتعلق بالحفاظ على تاريخ نشعر بضرورة حمايته ولا يمكننا السماح لأي شخص بالتلاعب به".

سلالة كليوباترا

وبحسب الموقع الهولندي، فإنه فيما يتعلق بسلالة كليوباترا، هناك لغز مستمر فيما يتعلق بأصول والدتها وجدتها لأبيها، والتي يقترح البعض أنها قد تكون سوداء، ولكن لم يتم العثور على دليل يدعم هذا الادعاء، وفي النهاية استند علماء المصريات إلى التماثيل والنقوش والعملات التي صورت كليوباترا، حيث تظهر آخر ملوك الفراعنة بملامح تشبه المصريين اليوم وليس السمات الإفريقية التي صورها المسلسل.

وتابع الموقع أن المصريون في الخارج رفضوا محاولات سرقة هويتهم، وقال أحدهم: "نحترم الثقافة الإفريقية والحضارة الرائعة التي نشأت في غرب إفريقيا، ولكن الثقافة المصرية هي حق أصيل، فالشعب المصري الحالي ليسوا بالغزاة أو المتسللين، لا نقبل محو تاريخنا وهويتنا المصرية".

- تسلسل جينوم كامل للمصريين القدماء

وأوضح الموقع، أنه في عام 2017، حصل باحثون من جامعة توبنغن ومعهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا على تسلسل جينوم كامل للمصريين القدماء وكان لديهم اكتشاف غير متوقع تمامًا. على عكس التوقعات، وجدوا أن المصريين القدماء كانوا أكثر ارتباطًا بالأوروبيين الذين يعيشون اليوم والأشخاص الذين يعيشون في الشرق الأدنى من المصريين المعاصرين، أي أن مصر كانت ولا زالت جزء من حوض البحر الأبيض المتوسط وليس إفريقيا، حتى ان سكانها اليوم لهم نفس السمات التي تتمتع بها شعوب إيطاليا واليونان وتركيا وإسبانيا.

وقال مراقب: "مصر هي مصر، لا تنتمي لثقافة أخرى، قد تتشابه في السمات مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ولكن الشعب الحالي هم أحفاد الفراعنة، لسنا غزاه أو متسللين وتراثنا الفرعوني حقنا".

الحفاظ على التراث

وبحسب الموقع، فإن مصر اشتهرت طيلة تاريخها بالبشرة الملونة ما بين الفاتحة وحتى الداكنة، وهو ما يعني أن المصريين لا يعترضون على لون بشرة كليوباترا ولكن لتصويرها على أنها إفريقية وليست مصرية.

وتابع أن الحضارة الفرعونية امتزجت بحضارة النوبة القديمة لأكثر من 100 عام، عندما كانت طيبة هي عاصمة مصر، حيث قال مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية دكتور حسين بصير، إن تطوير رواية تختلف عما تم إثباته من خلال الاكتشافات الأثرية حول قصة كليوباترا يمكن أن يؤثر سلبًا على الأجيال القادمة.

الدفاع عن الهوية

ما يثير قلق "بصير" بالنسبة للمستقبل هو أن الجماهير الغربية المتأثرة بكليوباترا على "نتفليكس" قد تصبح أكثر عدوانية تجاه المصريين المعاصرين، معتقدين أنهم يسرقون التراث الأسود، وأن مثل هذا التصور يمكن أن يؤدي إلى مزيد من فصل المصريين المعاصرين عن تراثهم.

وأكد الموقع الهولندي، أن في أبريل 2021، نظمت مصر عرضًا لافتًا للنظر للاحتفال بنقل 22 مومياء ملكية قديمة عبر العاصمة القاهرة إلى مكانها الجديد، المتحف القومي للحضارة المصرية، كان هذا الحدث الباهظ جزءًا من جهود مصر للترويج لآثارها القديمة وجذب السياح الأجانب.

وتابع أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال وقت الحفل: "هذا المشهد المهيب دليل على عظمة الشعب المصري حراس هذه الحضارة الفريدة التي تمتد إلى أعماق التاريخ".