رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أيرلندي: نيتفليكس تجاهلت تاريخ ملكات إفريقيا وركزت على كليوباترا

كليوباترا
كليوباترا

أكدت مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، أن سلسلة دراما نيتفليكس الوثائقية التي تنتجها جادا ينكيت سميث عن ملكات إفريقيا كان هدفها تسليط الضوء على ملكات القارة وتعريف العالم بهن، ولكن المثير للدهشة أن المنتجة الأمريكية تجاهلت ملكات إفريقيا وكانت الدراما الأبرز في السلسلة عن كليوباترا.

وتابعت أن المنتجة الأمريكية صورت كليوباترا على أنها سمراء إفريقية بالرغم من أن آخر فراعنة مصر كانت يونانية تنحدر من سلالة البطالمة.

أصول كليوباترا

وأوضحت المجلة، أن غضب المصريين لم يكن بسبب اختيار ممثلة سمراء لأداء دور ملكة لها أصول يونانية، ولكن بسبب محاولات الغرب المتعددة لسرقة الهوية المصرية، فالمناقشات الأمريكية حول هوية كليوباترا تتجاهل المصريين تمامًا.

وتابعت أن الإعلام الغربي يصور كليوباترا على أنها بيضاء مثل إليزابيث تايلور، واليوم الأمريكان من الأصول الإفريقية أن المصريين الحاليين منحدرون من سلالة العرب وأن الفراعنة كانوا أفارقه متجاهلين النقوش والتماثيل التي تكشف أن الفراعنة كانوا يشبهوا المصريين اليوم، مثل باقي شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت أن الباحثين الأمريكان اعترفوا أن ما يهم هو الاعتراف والترويج بأن كليوباترا كانت سمراء وأن الفراعنة كانوا أفارقه، حيث كان تصوير كليوباترا مع ممثلة سوداء "عملاً سياسيًا".

وأوضحت المجلة، أنه ومن المفارقات أن العرض يفوت فرصة لتثقيف الجماهير الأمريكية والمصرية حول الملكات السود بشكل لا لبس فيه في النوبة القديمة، وهي حضارة يتشابك تاريخها مع تاريخ مصر، ولكنهم ليسوا حضارة واحدة أو هوية واحدة.

وتابعت أن النوبيين عاشوا في مصر الحديثة بشكل رئيسي على طول نهر النيل، وحتى اليوم يعيش أفراد من الأقلية جنبًا إلى جنب مع المصريين الآخرين في جميع أنحاء البلاد، وكذلك في منطقة إعادة التوطين بالقرب من مدينة أسوان الجنوبية.

وأضافت أن حضارة الكوشيه مختلفة عن مصر تمامًا، وكان بينهما ارتباط ثقافي كبير، حيث اعتمد النوبيين على تطبيق نفس الممارسات المصرية الدينية، يعكس التراث النوبي المعاصر ذلك التعقيد التاريخي والثراء، بينما تظل تقاليدهم ولغاتهم مميزة، كان النوبيون يتزاوجون مع مجتمعات أخرى في مصر فالنوبيون مصريون وهم يفخرون بذلك.

وأشارت إلى أنه في القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، انطلق الاهتمام الغربي بمصر القديمة وسط الاستعمار - وهو سحر أطلق عليه "إيجيبتومانيا"، ويعكس تعلق الأمريكيين بالحضارة القديمة مخاوف ثقافتهم بشأن العرق في العقود التي تلت إلغاء العبودية، كما جادل الباحث سكوت ترافتون.

وأوضحت المجلة، أنه بالنسبة للعديد من المصريين، فإن هذا النقص في التمثيل يعيد صياغة الديناميكيات الاستعمارية المقلقة حول من يعتبر "خبيرًا" في ماضيهم.