رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفى عبيد يكشف تفاصيل آخر لقاء جمعه بـ حمدى أبوجليل

حمدي أبو جليل
حمدي أبو جليل

نعى الكاتب والروائي مصطفى عبيد، الأديب حمدي أبوجليل، الذي توفي صباح اليوم الأحد، قائلًا: رحم الله المبدع الروائي الرائع.. رغم حدية أفكاره واختلافه مع كثير من الكتاب والمثقفين إلا أنه كان رجلًا شهمًا، بسيطًا، مهمومًا بحق بتجربة الإبداع، وكان ممن يرى أن الرواية ليست منشورًا سياسيًا، وليست لافتة احتجاج، ولا نوبة اعتراف، ولا خطاب موعظة، أو بيان تحريض، إنها محاولة للفهم، للبوح، للحضور، للإمتاع، لأنسنة المعنى.

وتابع في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "كان يقول لي إن نقل تجربة الذات هي موضوع الرواية المُشتهاة. لنقل إنها التطابق مع الحقيقة دون انتقاء، السرد دون هدف أو غاية سوى السرد، التعري التام لا بغرض الفضح، وإنما سعيًا إلى الحقيقة".

واستطرد: "أبوجليل من مواليد عام النكسة، بدوي المولد والأصل فيومي المنبع، لم يكمل تعليمه الجامعي، وقدم إلى القاهرة ليعمل في مهن مختلفة كان من بينها عامل بناء قبل أن يبزغ اسمه في دنيا الأدب ويتم تعيينه مديرًا لتحرير سلسلة الدراسات الشعبية في وزارة الثقافة، ونشر أبوجليل سنة 1997 مجموعته القصصية الأولى المعنونة" أسراب النمل"، ثم نشر في عام 2000 مجموعة "أشياء مطوية بعناية فائقة" والتي حصلت على جائزة الإبداع العربي في العام نفسه، وسطع اسم أبوجليل بعد روايته الأولى "لصوص متقاعدون" التي ترجمت إلى الإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، وأصدر في 2008 رواية "الفاعل" عارضًا تجربته الذاتية في العمل كعامل بناء، وقد فازت بجائزة نجيب محفوظ في العام نفسه، وصدرت للأديب كتب أخرى مثل" الأيام العظيمة البلهاء"، "القاهرة.. شوارع وحكايات"، ودراسة تاريخية بعنوان "نحن ضحايا عك"، فضلًا عن روايته الجميلة "صعود وانهيار الصاد شين".

وكشف عن تفاصيل آخر مرة التقاه حيث كان في صيف 2020 عند الناشر محمد هاشم في ميريت، مضيفًا أنه قال له إنه تربى أدبيًا لدى ثلاثة مبدعين كبار كانوا يهتمون بالأصوات الجديدة، وهم: خيري شلبي، إبراهيم أصلان، ومحمد مستجاب، فإلى جوارهم تعرف على الثقافة والإبداع والفن وهو البدوي المتمدن الباحث عن جمال حقيقي.

وتابع: "إن أكبر محنة تعرضت لها المجتمعات العربية تمثلت في ثورات التحرر الوطني من الاستعمار على المستوى السياسي، وتطبيق الحداثة على المستوى الثقافي". وقال في حواره "إن حركات التحرر الوطني، أخرجت الاستعمار الأجنبي وأقامت أنظمة سلطوية غير عادلة في معظم البلدان، بينما هدمت الحداثة أبنية الثقافة السائدة، ما قاد المجتمعات أن تقع فريسة للحركات السلفية الدينية".

وواصل: "إن فكرته الأساسية هي أن الحقيقة أقوى من الخيال، وأروع، وأخصب، وأكثر سحرًا، وإن تجارب الإنسان بكل ما فيها أثرى من خيالات أفضل الروائيين، إن الرواية العربية، في اعتقاده، منذ زمن نجيب محفوظ وحتى الآن تُستغل، والإنسان وحتى الحيوان فيها يتم استغلاله للتعبير عن فكرة ما تدور برأس الكاتب.. كذلك فإن جرجرة الرواية لخدمة أي قضية لا تناسب عظمتها، رحمه الله وغفر له وطيب ثراه".

Capture1
Capture1