رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الموانئ البرية والجافة فى مصر.. نمط لوجستى "غير مسبوق" (صور)

جريدة الدستور

رؤية "استثنائية" وفكرة "غير مسبوقة" تنفذها مصر نحو إنشاء وتطوير الموانئ الجافة والبرية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وتمتلك مصر عددا من الموانئ البرية الجافة، والتي تقع على حدود مصر، وتعتبر بوابات الربط مع الدول المجاورة، ولها دور كبير في التبادل التجاري ونقل الأفراد.

خطة تطوير الموانئ 2023

تطوير كافة الموانئ من خلال رفع كفاءة الأرصفة والمحطات الموجودة، وعمل أخرى جديدة بأعماق جديدة تسمح بدخول أكبر السفن العالمية، يتم بالتوازى مع عملية ربط كافة الموانئ بعضها ببعض بوسائل اتصال حديثة وسريعة، سواء من خلال شبكة طرق ومحاور وكباري، أو من خلال شبكة السكك الحديدية أو من خلال الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية.

أهداف إنشاء الموانئ الجافة

أحد أهداف إنشاء الموانئ الجافة هو تقليل مدة وجود السفن الحاملة للبضائع داخل الموانئ، ليصبح الميناء البحرى ميناء عبور فقط ويكون الميناء الجاف ميناء وصول نهائي، ليكون ملحق بالموانئ الجافة منطقة لوجستية يتم فيها عمليات التعبئة والتغليف والتصنيع والتوزيع على المناطق الصناعية المجاورة، مما يقلل الفاقد من البضائع، ويسرع عملية تداول البضائع، مما ينعكس على سعر المنتج النهائي.

أما عن مشروعات الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية، فهناك 7 موانئ برية (ميناء أرقين البرى، ميناء قسطل البرى، ميناء رأس حدربة البرى، ميناء السلوم البرى، ميناء طابا البري، ميناء العوجة البرى، ميناء رفح).

17 ميناء جافًا فى مصر

وتم إعداد مخطط شامل لإنشاء عدد 17 ميناء جافا ومركرا لوجستيا على مستوى الجمهورية في: السادس من أكتوبر- العاشر من رمضان- السادات- برج العرب الجديدة- دمياط الجديدة- الفيوم الجديدة- بني سويف (كوم أبوراضي)- سوهاج الجديدة- وادى كركر- تو شكي- أبوسمبل قسطل- أرقين- الطور- والسلوم، تستوعب 6 ملايين حاوية مكافئة سنويا. وتم ميكنة 3 موانى، هى ميناء «قسطل وأرقين وطابا» ضمن الخطة الاستثمارية للهيئة، بتكلفة 20 مليون جنيه، وذلك بالتعاون مع شركة الحلول المتكاملة. 

ويعتبر ميناء أرقين البري نقطة التبادل التجاري الأولى على محور التجارة «الإسكندرية- كيب تاون»، وهو واحد من 7 خطوط برية وضعها الاتحاد الإفريقي للتجارة البينية بين الدول الإفريقية وتنمية إفريقيا، ويبدأ الخط التجاري من مصر وينتهي في جنوب إفريقيا، وهذا الخط يضم أكبر عدد من الدول، حيث يضم 19 دولة إفريقية.

تطوير ميناء السلوم البرى

 ميناء السلوم يربط بين مصر وليبيا في مدينة السلوم الحدودية، وتم تطويره من خلال تطوير جميع المنشآت والمباني الداخلية، والدفع بأجهرة حديثة وشبكة نظم معلومات وأجهزة مراقبة وكاميرات من البوابة الأولى بالميناء وحتى البوابة الأخيرة المواجهة للجانب الليبي. 
 

وتم رفع كفاءة 17 مبنى قائما، منها مباني الجمارك ومبنى خدمات تخزين البضائع ومبنى كبار الزوار واستراحة الموظفين ومباني السفر والوصول، وأحدث جهاز xray بالدائرة الجمركية للكشف عن الأجسام الغريبة وإحباط عمليات التهريب، ومبنى الرقابة على الصادرات والواردات والبوابتين الشرقية والغربية، بالإضافة إلى مبنى الجوازات، كما سيتم استكمال المرحلة المقبلة والنهائية في تطوير ميناء السلوم والعمل على راحة المسافرين، وسرعة التعامل مع المسافرين من مصر وليبيا ودول المغرب العربي. 

وفي 7 فبراير 2023، تم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة الموانئ البرية والجافة وتحالف مصرى من شركات «مصرية وطنية متخصصة وهي شركات: (مصر أوروبا للتنمية الصناعية- الشرق الأوسط للتطوير (ميراد)- لينزا إيجيبت للمشروعات والمعدات الهندسية)»، وذلك بشأن إنشاء وإدارة وتشغيل المنطقة اللوجستية المتكاملة بالسلوم، التي ستقام على مساحة ٧٠٠ فدان، بالإضافة إلى إدارة وتشغيل منطقة المخازن والثلاجات داخل ميناء السلوم البرى، والتي تبلغ مساحتها حوالي 21 فدانا، والتي تم إنشاؤها من قبل الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة ،والتي تتكون من عدد ١٠ خزانات، ٣٤ ثلاجة، وحيث سيسهم مشروع المنطقة اللوجستية في تشجيع تصدير المنتجات المصرية إلى ليبيا وشمال إفريقيا وتنفيذ أعمال قيمة مضافة، مثل أعمال التعبئة والتغليف والتخزين وإعادة التوزيع ومعارض المنتجات المصرية والصناعات الخفيفة والمتوسطة.

ميناء أكتوبر الجاف

 يقع في قلب المنطقة الصناعية واللوجستية بمدينة 6 أكتوبر الجديدة على بعد 25 كيلومترا غرب المنطقة الصناعية على طريق الواحات البحرية السريع، وبالقرب من الطريق الدائرى الإقليمي، ويقام على مساحة ١٠٠ فدان، وملحق به منطقة لوجستية به ساحة ٠٠ ٣ فدان وتنقسم ساحة الميناء إلى ساحات تخزين للواردات والصادرات والكشف الجمركي، ومبان لكافة الجهات العاملة بالميناء، هذا بالإضافة إلى تضمن الميناء معامل متخصصة تابعة للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات وهيئة سلامة الغذاء، كما يحتوى الميناء على ساحة حاويات مبردة، وساحة للحاويات ذات الأبعاد القياسية.

كما يتصل ميناء أكتوبر الجاف بشبكة سكك حديد مصر من خلال 5 خطوط للتحميل والتفريغ من خلال المحور اللوجستي القاهرة/ الإسكندرية الممول من البنك الدولي، وهو خط سكك حديدية يربط بين الميناء الجاف وميناء الإسكندرية البحرى عن طريق وصلة سكك حديدية تربط الميناء بخط إمبابة/ المناشي/ الاتحاد/ الإسكندرية والمخطط ازدواجه بهدف تسهيل نقل البضائع من الميناء الجاف إلى ميناءى الإسكندرية والدخيلة وزيادة نقل البضائع بالسكك الحديدية، وتخفيف حركة نقل البضائع على الطرق للحفاظ عليها.

وتصل الطاقة الاستيعابية القصوى للميناء إلى 720 حاوية مكافئة في اليوم تم تشغيله تجريبيا خلال مؤتمر المناخ COP 27. المشروع يعد أول ميناء جاف في مصر، وتم تنفيذه في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهذه الشراكة قامت بين الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة التابعة لوزارة النقل، وشركة ميناء أكتوبر الجاف، الفكونة من تحالف شركتي السويدى إلكتريك، الرائدة في مجال توفير حلول الطاقة المتكاملة والبنية التحتية والحلول الرقمية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشركة "دى بي شنكر" الألمانية الفتخصصة في مجال اللوجستيات والنقل فتعدد الوسائط وبتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وذلك بهدف توفير نموذج لمرفق ميناء متكامل يعمل وفق أحدث النظم الرقمية العالمية في مصر، حيث يبلغ حجم العمالة المباشرة بالمشروع 500 عامل، بالإضافة إلى 2000 فرصة عمل غير مباشرة هذا الميناء يمثل بداية انطلاقة كبيرة لإنشاء 14 ميناء جافا ومنطقة لوجستية بواقع 8 موانئ جافة، و6 مناطق لوجستية والتي ترتبط جميعها وشبكة السكك الحديدية والموانئ البحرية لتستوعب ما يزيد على 5 ملايين حاوية مكافئة سنويا. 

تنفيذ ميناء السادس من أكتوبر الجاف يهدف لتحقيق عدة أبعاد اقتصادية وتنموية وبيئية من بينها: تنمية المناطق الصناعية وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع اللوجستي، إلى جانب زيادة حركة التداول في الموانئ البحرية ومنع تكدس الحاويات بها، وكذلك تسريع دورة عمل سلاسل الإمداد للصادرات والواردات، لافتا إلى أن الميناء يحقق المساهمة في إجراءات التحول الرقمي لحركة البضائع والحد من تكاليف تأخير الحاويات بالموانئ وما ينتج عنه من زيادة تكاليف المنتجات، كما سيسهم في الحد من ازدحام الطرق والمحاور بحركة الشاحنات وكذا الحوادث الناتجة عنها، وتقليل الانبعاثات البيئية الضارة الناتجة عن حركة شاحنات النقل الثقيل، إذ يتم استخدام القطارات في النقل بما يحقق خفض الانبعاثات الضارة وهو ما يدعم الحد من آثار تغير المناخ والمشروع قد حصل على جائزة "Global" كأفضل وأول مشروع نقل في إطار برنامج المدن الخضراء للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذى يخدم المناطق الصناعية بمصر.