"تفاهم مشترك".. جولة السيسى لأنجولا وزامبيا وموزمبيق تدعم مصالح مصر فى إفريقيا

بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي جولة إفريقية تشمل زيارة ثلاث دول إفريقية في جنوب القارة السمراء وهي أنجولا، زامبيا وموزمبيق.

وفي هذا السياق، قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن جولة الرئيس السيسي جاءت في توقيت مهم وسط اشتعال النزاع في السودان والمستمر على مدار الشهر الثاني للتوالي مما يوحي بأن الجولة الإفريقية للرئيس ستشمل التنسيق مع الدول الثلاث بشأن الأزمة في السودان باعتبارها قضية ذات اهتمام مشترك.

أهمية جولة السيسى الإفريقية

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الجولة الإفريقية للرئيس السيسي تأتي في أعقاب تفقد الرئيس المعرض المقام على هامش المؤتمر الطبي الإفريقي الثاني، الذي استضافته مصر، يوم الثلاثاء مما يعكس اهتمامًا شاملاً من مصر بمحيطها الإفريقي خصوصًا في خضم تجربتها الرائدة في مجال القضاء على "فيروس سي" ورغبتها في نقل هذه الخبرة للدول الإفريقية.

وأشارت إلى أن مصر تعمل على تدعيم علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الدول الإفريقية حيث سيقوم الرئيس السيسي خلال زيارته لزامبيا بحضور أعمال قمة الكوميسا الثانية والعشرين في العاصمة الزامبية "لوساكا" والتي ستشهد تسليم الرئاسة الدورية للتجمع من مصر إلى زامبيا، مع الوضع بالاعتبار أن القاهرة تريد توطيد علاقاتها التجارية مع لوساكا بشكل خاص نظرًا لأن زامبيا هي أكبر دول العالم في إنتاجها للنحاس والصناعات المصرية وتحتاج لعدد كبير من النحاس الذي يدخل في الصناعات الكهربائية وغيرها.

أجندة زيارة السيسى فى أنجولا وزامبيا وموزمبيق

وأوضحت أنه على جدول الزيارة أيضًا جولة الرئيس السيسي اليوم في العاصمة الأنجولية "لواندا" حيث يعد أول رئيس مصري يزور دولة أنجولا، فقد تضمنت الأجندة إجراء مباحثات ثنائية مع نظيره الأنجولي بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي مع مصر، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الإفريقية، فضلاً عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وكذا سبل التعاون لبلورة أطر العمل الإفريقي المشترك بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة. 

وأشارت إلى أن أنجولا لديها مساحات كبيرة صالحة للزراعة مما يعزز الاستثمار في هذا الإطار خصوصًا في ظل تفاقم مسألة الأمن الغذائي، علاوة على ذلك تشكل أنجولا دولة منتجة للنفط ولها تأثير كبير في وسط وجنوب إفريقيا مما يؤهلها للتعاون مع مصر في مجال الطاقة.

وحول زيارة الرئيس السيسي إلى دولة موزمبيق، قالت إنه من المعروف أنها دولة تعاني من الإرهاب، وجزء من الأراضي فيها تعرض منذ عامين لهجوم من قبل تنظيم داعش الإرهابي حيث ستشمل الزيارة مباحثات حول المسائل الأمنية والتصدي لمخاطر الإرهاب باعتبار مصر لديها تجربة مهمة في هذا المجال .

وأوضحت أنه من أحد السياقات المهمة للزيارة سعي مصر لتوضيح موقفها من استمرار أزمة سد النهضة لمحيطها الإفريقي وتبيان مدى خطورة أن يصبح هذا السد قاعدة يؤسس عليها مع سعي مصر لإعادة المفاوضات بين الدول الثلاث المتوقفة منذ عام 2021 بشأن أزمة السد، في ظل استمرار أديس أبابا في عملية التخزين دون أي تعاون يذكر مع دولتي المصب مصر والسودان. 

وأكدت أن ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، يعد ملفاً حاضراً في سياسية مصر الخارجية، سواءً على المستوى العربي أو الإفريقي وأيضاً الأمريكي والأوروبي، لأهميته وخطر هذا الملف الذي يشكل حرمان مصر ودول المصب من المياه.

ولفتت إلى أن الدول الثلاث بعضويتها في الاتحاد الإفريقي جزء مهم من التشاور تحسبًا لأي خطوات مستقبلية تقوم بها القاهرة حال تطور الأزمة، حتى يكون الجميع على علم بكل الخطوات التي ستتخذها القاهرة.