رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جيل بايدن فى القاهرة

سيدة الولايات المتحدة الأولى، التى كانت السيدة الثانية بين عامى ٢٠٠٩ و٢٠١٧، والتى هى أيضًا أستاذة اللغة الإنجليزية وآدابها فى كلية شمال فيرجينيا المجتمعية، وصلت القاهرة، الجمعة، فى زيارة تستغرق يومين، ما يعنى أنها ستحتفل، هنا، بعيد ميلادها الثاني والسبعين، الذى يحل اليوم: الثالث من يونيو.

مصر، هى المحطة الثانية فى جولة الدكتورة جيل بايدن، Jill Biden، التى بدأتها بزيارة الأردن، وستشمل المغرب والبرتغال. ومن البيان الصادر عن السفارة الأمريكية بالقاهرة، أمس الأول الخميس، عرفنا أنها ستواصل خلال هذه الجولة «البناء على عملها لتمكين الشباب وإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتعزيز الشراكات والأولويات المشتركة». كما أوضحت السفارة أنها ستلتقى، فى مصر، النساء والشباب، وستسلط الضوء على الاستثمارات الأمريكية، التى تهدف إلى دعم مبادرات التعليم وزيادة الفرص الاقتصادية.

زارت سيدة الولايات المتحدة الأولى ناميبيا وكينيا، فى فبراير الماضى، «لتعزيز الشراكة» بين الولايات المتحدة ودول القارة الإفريقية. وناقشت مع عدد من القيادات النسوية، فى البلدين، أوجه الدعم الذى يمكن أن تقدمه بلادها، لتمكين المرأة باعتبارها تشكل شريحة إنتاجية تسهم بشكل مباشر فى حل معضلة الأمن الغذائى، ومن العاصمة الناميبية ويندهوك، قالت إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الدول الإفريقية على أن يصبح صوتها مسموعًا أكثر فى الأمم المتحدة وهيئات دولية أخرى. واختتمت جولتها بدعوة المجتمع الدولى إلى إعطاء أهمية أكبر للجفاف غير المسبوق، الذى يُهدد ٢٢ مليون شخص بالمجاعة فى دول القارة.

زوجة الرئيس الأمريكى السادس والأربعين، وجدت نفسها، فور دخولها البيت الأبيض، تؤدى دورًا لم تكن تتوقعه، كما قالت فى حوار مع وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، وصفت فيه هذا الدور بأنه «دور علاجى»، لـ«شفاء» بلادها، التى أصيبت بوباء قاتل وكوارث طبيعية واستقطاب سياسى عميق. وأوضحت أنها عندما تستيقظ من نومها كل صباح، لا يمكنها أن تشرب قهوتها وتجلس على سريرها لمشاهدة الأخبار، بل تضع استراتيجية وخطة لليوم، لأنها تشعر دائمًا أن هناك الكثير من العمل الذى يتعين عليها القيام به.

انفصلت «جيل» عن زوجها الأول، بيل ستيفنسون، سنة ١٩٧٤. وبعد أربع سنوات ونصف السنة، من وفاة زوجة بايدن الأولى، مع ابنته الرضيعة، فى حادث سيارة، تقدم «السيناتور» الشاب، وقتها، لخطبة جيل، التى رفضته عدة مرات، لأنها كانت تخشى الوقوع فى دائرة الأضواء، ولأنها كانت، أيضًا، حريصة على مستقبلها المهنى، ومترددة فى تحمل مسئولية تربية طفلى بايدن، اللذين نجيا من حادث السيارة. غير أنها وافقت فى النهاية، وتم عقد القران فى ١٧ يونيو ١٩٧٧ على يد كاهن كاثوليكى فى كنيسة صغيرة داخل مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وبعده واصلت عملها فى التدريس، وبدأت العمل لنيل درجة الماجستير.

المولودة فى ٣ يونيو ١٩٥١، درست اللغة الإنجليزية، فى جامعة ديلاوير، وقامت بتدريسها فى المدارس الثانوية لمدة ثلاثة عشر عامًا، وبعد حصولها على درجة الدكتوراه، عملت بين ١٩٩٣ و٢٠٠٨ فى كلية ديلاوير التقنية والمجتمعية، ثم انتقلت منذ سنة ٢٠٠٩، إلى كلية شمال فيرجينيا المجتمعية، المعروفة أيضًا باسم «نوفا كوميونتى»، وكانت أول سيدة ثانية للولايات المتحدة تعمل مقابل أجر خلال الفترة التى يشغل فيها زوجها منصبه، إضافة إلى تأسيسها، ومشاركتها فى تأسيس عدة جمعيات غير هادفة للربح.

.. وأخيرًا، لا نعرف كيف تحتفل سيدة أمريكا الأولى بعيد ميلادها، لكن ما نعرفه هو أنها أشركتنا، عصر يوم الأحد، ٢٠ نوفمبر الماضى، فى احتفالها بعيد ميلاد زوجها الثمانين، حين نشرت فى حسابها على «تويتر» صورتين تجمعانهما وهما يرقصان سويًا، وكتبت: «لا أريد الرقص مع أى شخص آخر.. عيد ميلاد سعيد جو.. أحبّك». والحقيقة، هى أن بلوغ بايدن الثمانين لم يكن أمرًا غير مألوف لدى الطبقة السياسية الأمريكية، التى تندر فيها الوجوه الشابة، للدرجة التى دفعت كثيرين إلى تسميتها بـ«سلطة المسنين»، ما يفرض، أو يوجب، على سيدة أمريكا الأولى ألا تكتفى بمواصلة «البناء على عملها لتمكين الشباب» خارج الولايات المتحدة فقط.