بينها "قمر الفراولة".. 14 ظاهرة فلكية تزين السماء في يونيو

كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن حدوث نحو 14 ظاهرة وحدثا فلكيا مميزا في شهر يونيو الحالي، أبرزها بدء فصل الصيف وظهور قمر الفراولة في السماء إلى جانب اقترانات للكواكب والنجوم.

وقال تادرس، اليوم، إن أولى تلك الظواهر تبدأ غدا باقتران كوكب المريخ (الكوكب الأحمر) مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان، وهو حشد نجمي مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره 600 مليون سنة.

وأضاف أنه يمكن مشاهدة هذا الاقتران عند دخول الليل في ذلك اليوم بإستخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير، لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة، حتى بدء غروب هذا المشهد بحلول الساعة 11:30 مساء تقريبا.

وأشار إلى أنه بعد غد سيقترن القمر مع قلب العقرب أو أنتاريس هو نجم عملاق أحمر تبلغ كتلته عشرة أضعاف كتلة الشمس ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض، وهو ألمع نجم في برج العقرب.

وأوضح أنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة عند دخول الليل، حيث يظل مرئيا طوال الليل إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي في الـ 5:20 صباحا تقريبا مع بداية غروبه في نفس الوقت.

ولفت إلى أنه في 4 يونيو سيكتمل قمر (ذو القعدة) ويصبح بدرا كامل الاستدارة يشرق بعد غروب الشمس مباشرة في هذا اليوم وتبلغ نسبة لمعانه 100 % ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.

وأوضح أن القمر يبدوا كما لو كان بدرا في الفترة من 3 إلى 5 يونيو ، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.

وأضاف أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية باسم (قمر الفراولة) حيث يتزامن مع موسم حصاد الفراولة في هذا الوقت من كل عام ، كما يُعرف أيضا ب(قمر الزهور) و(قمر العسل)، مؤكدا أن وقت إكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.

وأشار إلى إنه في 4 يونيو أيضا، سيصل كوكب الزهرة إلى أقصى استطالة شرقية له من الشمس تبلغ 45.4 درجة، وهذا الوقت هو أفضل وقت لمشاهدة الزهرة وتصويره لأنه سيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق في السماء الغربية بعد غروب الشمس مباشرة إلى أن يبدأ الكوكب في الغروب بحلول الساعة 11:00 مساء تقريبا.

وقال إنه في 10 يونيو سيقترن القمر مع كوكب زحل (لؤلؤة المجموعة الشمسية) في ذلك اليوم ، حيث يشرقا في الـ 1:10 صباحا ، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة إلى أن يختفي من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وأضاف أنه في 11 يونيو سيقترن كوكب عطارد (أصغر كواكب المجموعة الشمسية) مع الحشد النجمي Pleiades (الثريا)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والتي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، وأوضح أن هذا الحشد يتكون من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع ويظهر هذا الحشد كعنقود بجوار نجم الدبران في برج الثور.

ولفت إلى أنه يمكن رؤية هذا الاقتران في الـ4:50 صباحا باتجاة الشرق قبل شروق الشمس مباشرة، ولكنه يختفي سريعا من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وأشار إلى أنه في الفترة من 13 - 16 يونيو يقترن كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان، وهو حشد نجمي مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية من الأرض ، ويبلغ عمره 600 مليون سنة، ويمكن مشاهدة هذا الاقتران عند دخول الليل في تلك الفترة بإستخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير (لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة)، ويبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 10:45 مساء تقريبا.

ونوه الى اقتران القمر يوم 14 يونيو مع كوكب المشتري (أكبر كواكب المجموعة الشمسية) قبل شروق الشمس في ذلك اليوم ، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة في السماء باتجاه الشرق في الـ 3:20 صباحا تقريبا ، ويترائى هذا المشهد إلى أن يختفي من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

 وأوضح أنه في 16 يونيو سيقترن القمر مع الحشد النجمي Pleiades (الثريا)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والتي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع . واضاف ان هذا الحشد يظهر كعنقود بجوار نجم الدبران في برج الثور، ويمكن رؤية هذا الاقتران في الـ 4:30 صباحا باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة، ولكنه يختفي سريعا من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

ولفت إلى أنه في يومي 16 - 17 يونيو يقترن القمر مع كوكب عطارد (أصغر كواكب المجموعة الشمسية) ونجم الدبران (عين الثور) ألمع نجوم برج الثور في هذه الفترة، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة في الـ 5:00 صباحا تقريبا باتجاه الشرق قبل شروق الشمس مباشرة، إلى أن يختفي هذا المشهد سريعا من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.

وذكر أنه في 18 يونيو سيظهر محاق (ذو الحجة)، ولن يكون القمر مرئيا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم إيذانا ببدء ميلاد القمر الجديد ، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما فيكون وجهه المضيئ مواجها للشمس ووجه المظلم أو ظله مواجها للأرض.

وأكد أن هذه الليلة تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال الشهر عموما والتي يفضلها الفلكيون كثيرا، حيث يتم رصد الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.

وأشار إلى اقتران القمر يوم 20 يونيو مع النجم العملاق بولوكس Pollux في برج الجوزاء/ التوأمان، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء بعد غروب الشمس وعند دخول الليل إلى أن يبدأ غروب هذا المشهد في الـ 9:50 مساء تقريبا.

وأوضح أن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو ثلاثة أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.

ولفت إلى حدوث الانقلاب الصيفي يوم 21 يونيو، حيث يميل النصف الشمالي للكرة الأرضية نحو الشمس بأقصى درجة (23.5 درجة)، إذ تكون الأرض قد وصلت إلى ذروة مسافتها بُعدا عن الشمس في نصف المدار، فتكون أشعتها عمودية على مدار السرطان عند خط عرض 23.5 درجة شمالا، وعند هذه النقطة ينقلب مسار حركة الأرض إلى النصف الثاني من المدار (وهو سبب تسميتها بنقطة الانقلاب).

وأوضح أنه يعتبر هذا اليوم هو ذروة فصل الصيف فلكيا في نصف الكرة الشمالي حيث يبلغ النهار ذروته فيكون أطول نهار في السنة (14 ساعة تقريبا)، كما يبلغ ارتفاع الشمس ذروته فوق الأفق وقت الظهيرة عند عبورها خط الزوال، ويكون ظل الإنسان على الأرض في هذا الوقت أقصر ما يمكن.

وقال أستاذ الفلك إننا عندما نقول ذروة فصل الصيف فهذا لا يعنى أبدا أنه أحر يوم في السنة، لأن سخونة الجو وبرودته تتعلق بأمور الطقس داخل الغلاف الجوي وكلها أمور تدخل في نطاق عمل الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أما فلكيا فالأمر يتعلق فقط بحركة الأرض في مدارها حول الشمس.

وأشار إلى أنه في يومي 21 - 22 يونيو سيحدث اقتران رباعي، حيث سيقترن القمر مع كوكب الزهرة (ألمع كواكب المجموعة الشمسية) وكوكب المريخ (الكوكب الأحمر) والحشد النجمي خلية النحل الواقع في برج السرطان على بعد 580 سنة ضوئية من الأرض، والذي يبلغ عمره 600 مليون سنة، وهذا الاقتران الرباعي البديع يمكن مشاهدته باتجاة الغرب عند دخول الليل في ذلك اليوم، علما بأن كوكبي الزهرة والمريخ يمكن رؤيتهما بالعين المجردة السليمة، أما حشد خلية النحل فنظرا لصعوبة رؤيته بالعين المجردة ، لذا يتطلب الأمر إستخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير، ويبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 10:35 مساء تقريبا.

وأكد أن الظواهر الفلكية مشاهدتها ممتعة ويحبها الهواة لمتابعتها وتصويرها بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء، علما بأن الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عموما يضر العين كثيرا.