مصر تنضم لعضوية بنك التنمية الجديد: القصة وما وفيها؟
هيمنة لا يمكن إنكارها بنجاح الدول الغربية في فرض سيطرتها على العالم بحكم امتلاكها للعملة الصعبة (الدولار) ما دفع بعض الدول لرفض تلك الهيمنة بالبحث عن بدائل للتعامل بديلاً عن الدولار على مستوى دول العالم.
وزاد الاعتماد على الدولار في بعض الدول مثل مصر من معدلات التضخم وأسعار الموارد، لا سيما التي يتم استيرادها من الخارج ويتم التعامل الأساسي فيها بالدولار، وهو العملة المسيطرة على أغلب التعاملات التجارية في دول العالم.
بنك التنمية الجديد
قال لويس لولا دا سيلفا، الرئيس البرازيلي إن بلاده تنظر إلى بنك التنمية الجديد الذي أنشأته مجموعة البريكس، أنه بديل واعد للمؤسسات المالية التقليدية، موضحًا أن المجموعة تريد أن يصبح بنك بريكس أقوى أداة بديلة للتمويل، وسوف تعزز تفاعله مع بنك التنمية الإفريقي.
ويحاول تجمع بريكس مكافحة سيطرة الدول الغربية على الاقتصاد العالمي، ويعتمد بشكل كبير التجمع على الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بناء نفوذ دبلوماسي لمواجهة هيمنة الدول المتقدمة في الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي على الاقتصاد العالمي، وتقود دول البريكس للتوسع في الشرق الأوسط وتعزيز التبادل التجاري غير المعتمد على الدولار الأمريكي.
في مارس الماضي، كان بنك التنمية الجديد وافق على قبول مصر كعضو جديد، وتم الإعلان عن ذلك أثناء اجتماعات قمة قادة دول البريكس فى ديسمبر ٢٠٢١، وأقرت مصر العضو الرابع الجديد، حيث تم قبول عضويتها ضمن التوسعة الأولى لنطاق انتشار البنك عالميًا، وسبقتها منذ سبتمبر ٢٠٢١ كل من بنجلاديش والإمارات العربية المتحدة وأوروجواى.
ما فائدة انضمام مصر؟
الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، قالت أن بنك التنمية الجديد هو أداة تمويلية له استراتيجيات في التمويل بالنسبة للقارة الأفريقية، وتم دعوته في أكثر من مؤتمر داخل مصر، مبينة أنه يعود عل مصر بالاستفادة في العمليات التنموية والتعاون الاقتصادي في شتى المجالات.
وتوضح لـ"الدستور" أن مجموعة البنك لها اهداف معينة تحاول تمول القطاع الخاص في عملية التنمية ، تدعم وتوفر تمويل للمشروعات وتعزيز التعاون المشترك بين الدول، وهناك ميزة تنافسية وتعاون بين مصر والقارة الأفريقية وتمويلات للقطاع الخاص في مصر.
تضيف: «مصر تحاول تقوم بعمل مشروعات محلية للاستغناء عن الاستيراد، وهناك مصانع تم إغلاقها بسبب نقص السلع الوسيطة التي تدخل مكونات الإنتاج، وأفريقيا مليئة بالمواد الخام غير المستغلة فلا بد أن يكون هناك تركيز على ذلك الأمر».
تقول «لا بد أن يتم التركيز على الأولويات والسلع الأساسية التي تحتاجها الدولة المصرية، ويكون هناك وسيلة اتصال بين تلك الدول، وحل جميع العقبات البسيطة التي تمنع مصر من الاستثمار، لأن البنك يمول القطاع الخاص ويدعم دوره في التنمية بالمشروعات كافة».
بينت أن الانضمام له عائد اقتصادي كبير بالنسبة لمصر سواء للثروة البشرية أو الناحية الاقتصادية والتمويلات تكون للمشروعات الهامة التي لها عائد اقتصادي مختلفة عن أي تمويلات أخرى مثل قروض البنك الدولي التي شروطها تكون صعبة مثل تعويم الجنيه، لأنه يدعم القطاع الخاص، وكل المشاريع الهامة التي تقام.
